غياب هادي عن مشاورات الرياض.. الإصلاح يسيء للتحالف
أثار غياب المؤقت المدعو عبد ربه منصور هادي، عن المشاورات التي انطلقت أمس الأربعاء العاصمة السعودية، رعبًا إخوانيًّا من أن يختفي نفوذ الحزب الإخواني في المرحلة المقبلة، ضمن التسوية السياسية قد يتم التوصل إليها خلال المشاورات الجارية.
المشاورات التي يرعاها مجلس التعاون الخليجي، شهدت في يومها الأول غياب منصور هادي، الذي يُنظر إليه بأنّه السبب في تماهي نفوذ المليشيات الإخوانية وتمكينها من مفاصل صناعة القرار في معسكر ما تعرف بالشرعية وحوَّلها إلى فصيل متخادم مع المليشيات الحوثية.
الكثير من القيادات الإخوانية عبّرت عن رعبها الشديد من خلال تصريحاتها العدائية ضد التحالف من جرّاء غياب هادي عن اليوم الأول للمشاورات، وقد عبّر عن ذلك المدعو صالح الجبواني الذي شن هجومًا ضاريًّا على هادي نفسه وعلى التحالف العربي نفسه.
في تصريحاته التي تضمنت إساءة واضحة للتحالف، أقرّ الجبواني بأن غياب هادي عن اليوم الأول للمشاورات تمهيد لإزاحته عن الساحة في فترة ما بعد المشاورات وما يمكن أن تسفر عنه من تسوية سياسية شاملة.
حديث الجبواني عما يقول إنه وجوب حضور هادي لمشاورات الرياض وأن يفتتح الجلسة الأولى ولو على الصعيد البروتوكولي، لكن القيادي الإخواني النافذ يعي أن "هادي" يمثّل فرصة ذهبية لحزب الإصلاح باعتبار أن الرجل العجوز لا دور له على الساحة ومن ثم ترك الأمور تتحكم في مجرياتها العناصر الإخوانية، بما أدّى إلى تشويه بوصلة مسار ما تعرف بالشرعية وجعلها مكونًا متخادمًا مع المليشيات الحوثية.
يعني ذلك أن حزب الإصلاح لا يتمسك بهادي لشخصه ولا يدافع عما يسميها "شرعيته"، لكن الأمر بمثابة لهث إخواني في المسار الذي يُحقق مصالح هذا التيار، وهو ما يتوجب التحوُّط منه بشدة في ظل إجادة إخوانية للرقص على كل الحبال.
ويريد حزب الإصلاح أن يتحكم في مفاصل ما تعرف بالشرعية ليضمن أنها ستكون متخادمة مع المليشيات الحوثية، ويعرقل أي جهود تُبذل لحسم الحرب، ومن ثم يضمن لنفسه مكانًا على الساحة، ويجد أي ذريعة يستغلها كوسيلة لاختراق الجنوب واحتلال أراضيه لأطول فترة ممكنة.