مشاورات الرياض.. دولة الجنوب تتحدث

الجمعة 1 إبريل 2022 18:00:15
مشاورات الرياض.. دولة الجنوب تتحدث

رأي المشهد العربي

يُشكل تمسك المجلس الانتقالي الجنوبي بضرورة تشكيل عملية سياسية تراعي الواقع السياسي المعاصر على الأرض وتتجاوز الأطروحات التي عفا عليها الزمن، خطوة جديدة تراعي تطلعات الجنوبيين لاستعادة دولتهم التي يغيب الحديث عنها في المرجعيات التي تتحدث عنها ما تسمى بالشرعية.

فمنذ بدء الحديث عن انعقاد مشاورات الرياض، لم تتوقف أحاديث ما تعرف بالشرعية عن الترويج بأن هذا الحراك السياسي يستند لما تعرف بـ"المرجعيات الثلاث"، وحرّك حزب الإصلاح كتائبه وخلاياه لتأليب الجنوبيين على المجلس الانتقالي منذ إعلانه الانفتاح على المشاركة.

بيد أنّ الموقف السياسي الذي أبداه المجلس الانتقالي على لسان ممثلو الجنوب في المشاورات، منذ اليوم الأول، حمل رفضًا جنوبيًّا لأي حلول شاملة تستند إلى أطروحات قديمة لا تراعي واقع الأرض الآن وما حدث من تغيرات شاملة على كل الأصعدة، وهو ما يعضد ويعزّز من مسار تحرك الجنوبيين نحو استعادة دولتهم.

وبالتالي، فإنّ المبدأ الذي يشارك من خلاله المجلس الانتقالي في مشاورات الرياض، وهو يقوم على تقدير التحالف العربي ومجلس التعاون الخليجي (راعي المشاورات)، فإنّ الأمر يحمل في الوقت نفسه تمسُّكًا بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم الذي حدّدوه وهو استعادة الدولة وفك الارتباط.

ما يدور على الأرض يشير إلى أن هناك حربًا نفسية تدور رحاها بشكل كبير، فمنذ إعلان المجلس الانتقالي هذا الموقف السياسي المهم والمتناغم مع تطلعات الجنوبيين لم تتوقف ما تعرف بالشرعية سواء عبر مسؤوليها أو وسائل إعلامها للترويج لمصطلح "المرجعيات الثلاث".

فمثلًا، لا يُفوّت المدعو معمر الإرياني أي ظهور له إلا ويعمل على الترويج لهذا المصطلح، شأنه شأن غيره من قيادات ما تعرف بالشرعية، ليس فقط على صعيد الدعوة لهذا المسار بل محاولة إثارة غضب الجنوبيين عبر الإدعاء بأنّ مشاورات الرياض تستند إلى هذا الطرح، وذلك في إطار محاولة إثارة رعب الجنوبيين على مستقبل استعادة دولتهم.

في مقابل كل ذلك، فإنّ الموقف السياسي الذي يحمله المجلس الانتقالي في المشاورات يُشكل ردًا على مساعي ما تعرف بالشرعية وضربة قاسمة لأجندتها التآمرية، لا سيّما أنّ التحالف العربي وكذا مجلس التعاون الخليجي ليسا بصدد التخلي عن الجنوب الذي يُمثل حليفًا صادقًا ويُعتمد عليه سواء في الأطروحات السياسية لإحلال السلام والاستقرار أو الجهود العسكرية في مكافحة الإرهاب.