مفخخات حوثية تمهد الأرض لتصعيد عسكري جديد.. المليشيات نحو الانتحار
كما كان متوقعًا، جهزت المليشيات الحوثية الإرهابية لعمليات عدائية جديدة، ترمي إلى إحداث حالة من التصعيد العسكري، في محاولة لدفع التحالف العربي للتخلي عن الهدنة الإنسانية التي أعلنها مؤخرًا، وكذا في مسعى حوثي يهدد مسار مشاورات الرياض.
وسائل إعلام حوثية تناقلت اليوم الجمعة، معلومات بأنّ المليشيات بصدد معاودة عملياتها الإرهابية بشكل مكثف خلال الفترة الراهنة، بعد انتهاء ثلاثة أيام كانت قد زعمت بأنها هدنة من قبلها، لكن يبدو أنها استغلتها في عمليات تحشيد عسكرية وإعادة ترتيب صفوفها.
يأتي هذا فيما تحدّث ناشطون ميدانيون، عن رصد تحركات عسكرية لمليشيا الحوثي في مناطق عديدة بينها حجة ومأرب، في إشارة واضحة بأنها تعد العدة لمرحلة جديدة من التصعيد الغاشم على الأرض، وهو الأمر الذي يهدّد بالمزيد من الأعباء.
وكما المعتاد، لم تراعَ المليشيات الحوثية حلول شهر رمضان وهيّأت نفسها لمعاودة عملياتها، وهو الأمر الذي أثار قلقًا حادًا من تضاعف في المأساة الإنسانية، في وقتٍ يتناقص فيه حجم الإغاثة من قبل المجتمع الدولي لعدم الثقة في وصول المساعدات لمستحقيها.
في الوقت نفسه، تريد المليشيات الحوثية استفزاز التحالف العربي الذي كان قد أعلن وقف عملياته العسكرية لإفساح المجال أمام إنجاح مشاورات الرياض، وبالتالي تحاول المليشيات العودة للخيار العسكري بشكل كامل وهو ما يهدد بفرض المزيد من التعقيدات على أطر الحل السياسي.
سياسيًّا، يأتي التصعيد الحوثي كعامل تهديد مباشر لمشاورات الرياض الرامية إلى التوصل لتسوية سياسية شاملة، فيما يعتبر هذا التصعيد ترجمة حقيقية وفعلية لموقف المليشيات المتعنت بعد رفضها حضور المشاورات؛ إعلانًا منها أنها لا تريد السلام.
وبرأي محللين، فإنّ إقدام المليشيات الحوثية على التصعيد بهذا النحو يمثّل إضاعتها لفرصة أخيرة لتنجو بنفسها من براثن الانتحار العسكري الذي تمضيه إليه، باعتبار أن المرحلة التي تلي مشاورات الرياض ستعيد ضبط المشهدين السياسي والعسكري بشكل كامل.