خطران يهددان هدنة الشهرين.. أحدهما حوثي والآخر إخواني

الأحد 3 إبريل 2022 21:20:08
خطران يهددان هدنة الشهرين.. أحدهما حوثي والآخر إخواني

آمال كثيرة عُلِّقت على الهدنة التي أعلنت الأمم المتحدة التوصل إليها في اليمن، ودخلت حيز التنفيذ أمس السبت، في خطوة يأمل الكثيرون أن تكون باكورة خطوات أخرى تُحقّق تسوية سياسية شاملة وتتضمن وقفًا لإطلاق النار.

بيد أن الأجواء الإيجابية التي خيمت على الأحداث لا تزال محاطة بالكثير من التهديدات التي يُخشَى أن تُجهض محاولات التهدئة، ومن ثم يجد المدنيون أنفسهم أمام مزيدًا من الصعوبات من جرّاء احتدام المعارك من جديد.

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبيرج، أعلن أمس الأول الجمعة، موافقة من وصفهم بـ"أطراف الصراع" على هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد، دخلت حيز التنفيذ ميدانيًّا أمس السبت، وتضمّنت إجراءات فعلية قد تكون لبناء الثقة مثل إعادة فتح جزئي لمطار صنعاء والموافقة على دخول 18 سفينة نفطية إلى ميناء الحديدة خلال شهرين.

وفيما أظهر التعامل الإقليمي والدولي قدرًا كبيرًا من الترحيب بهذه الهدنة، والتطلُّع لأن تشكل اختراقًا نوعيًّا وجذريًّا في جدار الأزمة الصلب، فقد أثيرت مخاوف من أن تكون لها انعكاسات أخرى.

فهذه الهدنة ليست الأولى، إذ سبقها في أربع مناسبات التوصل إلى توافقات شبيهة، لكنّ أيًّا منها لم يُحقق الغرض المطلوب، واستغلت المليشيات الحوثية الأمر وعرقلت أي جهود لتحقيق السلام عبر سلسلة طويلة من العمليات الإرهابية.

أحد المخاوف من فشل هذا المسار يتعلق المليشيات الحوثية، وتحديدًا فيما يخص درجة التزامها المحتملة لا سيّما أن ماضيها لا يرفع سقف التوقعات بأن تُبدي التزامًا على الأرض.

فعلى الرغم من إعلان المليشيات الحوثية، على لسان متحدثها محمد عبد السلام فليتة، الترحيب بالهدنة، إلا أنّ المعلومات الواردة من الأرض تشير إلى غير ذلك، بدأت تعمل على تحشيد مقاتليها على الأرض استعدادًا على الأرجح لحسم معركة مأرب المتأخرة جدًا في تقدير المليشيات للواقع العسكري الجاري على الأرض.

وفقًا لهذا التطور وعند ربطه بتجارب حوثية سابقة، فإن المليشيات قد تستغل الموقف الراهن وتعمل على تحشيد المزيد من القوى على الأرض لإشعال مزيد من المواجهة الميدانية، ومن ثم دفع التحالف العربي نحو استئناف عملياته العسكرية بما يقلل فرص الحل السياسي.

هذا السيناريو يبدو أن في صالح ما تعرف بالشرعية بتركيبتها الحالية، فحزب الإصلاح الذي يهيمن على مفاصل صنع القرار في معسكر "المؤقت" عبد ربه منصور هادي، يواصل العمل على رفع وتيرة العمليات العسكرية لتأمين بقائه لأطول فترة ممكنة.

فالتخوف هنا يرتبط أيضًا بأن ما تعرف بالشرعية حال عدم إجراء تطهير شامل لتركيبتها الحالية، قد تعمل على حشد عناصرها الإرهابية في شن عدوان على الجنوب، وهي مخاوف تعززت كثيرًا عقب جرائم الاغتيالات التي يُرجح أن عناصر إرهابية تتبع المليشيات الإخوانية هي من ارتكبتها، سواء في العاصمة عدن أو محافظة أبين.

هذا الواقع المقلق يظل عاملًا مهددًا بشكل رئيسي لأي مسار للتهدئة في الفترة المقبلة، ومن ثم فإن إفساح المجال أمام المليشيات الحوثية وما تعرف بالشرعية لإكمال ممارساتهما الخبيثة يعني فشل أي محاولات ترمي إلى التهدئة والتوجه نحو الحل السياسي.