الشعب يطلب والانتقالي ينفذ
رأي المشهد العربي
لو عاد أحد بالذكرة قليلًا إلى الوراء، لتذكر جيدًا تلك المطالب والدعوات التي وُجهت للمجلس الانتقالي الجنوبي بضرورة العمل على لم شمل الجنوبيين وتوحيد صفوفهم لتشكيل قوة صد شعبية في مواجهة التهديدات التي تحاصر القضية الجنوبية.
جاءت مشاورات الرياض ليُحقق المجلس الانتقالي هذا المطلب، إذ جمع الجنوبيين تحت رايته، من خلال سلسلة لقاءات عقدها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس، خلال الأيام الماضية، بدأت باستقباله يوم السبت في مقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض، الشيخ أحمد صالح العيسي رئيس الائتلاف الوطني الجنوبي، ثم تنظيم مأدبة إفطار في مقر إقامته بحضور قيادات جنوبية رفيعة المستوى.
ما ينفذه المجلس الانتقالي في هذا الصدد هو ترجمة فعلية وحقيقية لما كان ينشده الجنوبيون منذ فترة زمنية طويلة، وهو ضرورة رص الصفوف بين كل الفئات الجنوبية لتفادي المحاولات التي ترمي إلى إحداث الشقاق بين الجنوبيين لإضعاف جبهتهم الداخلية.
التزام المجلس الانتقالي بتلبية مطالب شعبه يحمل دلالة قوية على أن الجنوب يملك قيادة سياسية واعية تعي بتحديات المرحلة وتعمل على مجابتها بكل قوة، بما يساهم في تمكين الجنوب من تجاوز مرحلة شديدة الأهمية وبالغة الخطورة فيما يخص حجم الاستهداف الذي يتعرض له.
أهمية الخطوات التي يُقدم عليها المجلس الانتقالي في هذا الصدد لا تقتصر على كونها تمثل تنفيذا لمطالب الجنوبيين لكن الأمر يمثل إغلاقًا للباب في وجه العناصر التي تتصيد للمجلس الانتقالي، التي حاولت في فترات سابقة أن تُصوّره بأنه لا يملك حاضنة قوية.
بيد أن الاصطفاف من كل مكونات الجنوب سواء سياسيًّا أو شعبيًّا يمثّل ردًا على كل هذه المحاولات التي سعت للنيل من المجلس الانتقالي، في مسعى لإضعاف الجبهة الداخلية الجنوبية وعرقلتها عن تحقيق المزيد من المكاسب التي تخدم مسار القضية الجنوبية.