طرد في ساعة الفجر.. خطايا أزاحت محسن الأحمر من منصبه
وضعت مشاورات الرياض، اليمن على أولى خطوات الطريق الصحيح، بعدما أنجزت مطلبًا شعبيًّا نادى به الجنوبيون واليمنيون وهو إزاحة المدعو علي محسن الأحمر، في قرار صدر فجر الخميس.
أولى ثمار مشاورات الرياض تمثّلت في القرار الذي أصدره عبد ربه منصور هادي الذي نقل سلطته وصلاحياته إلى مجلس رئاسي، تمثّل في إعفاء محسن الأحمر من منصبه.
هذه الخطوة التي كانت شديدة الإلحاح قوبلت بارتياح شعبي واسع النطاق، باعتبار أنّ باكورة تحركات تتضمن تطهير معسكر الشرعية بشكل كامل بعدما عملت على مدار الفترات الماضية، على تشويه وتحريف بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية الإرهابية.
محسن الأحمر الذي جلب الإرهاب ولم تسلم المنطقة بأسرها من شره، تحكم في مفاصل الشرعية عسكريًّا على مدار الفترات الماضية، ومن ثم كان سببًا رئيسيًّا في عرقلة حسم الحرب على المليشيات الحوثية بعدما تخادم معها ودخل معها في علاقات مشتركة.
كثيرة هي الخطايا التي ارتكبها محسن الأحمر حتى تم إقصاؤه من المشهد السياسي والعسكري على هذا النحو، وكانت خيانته الأولى في 2014 عندما ترك لـ20 طقمًا عسكريًّا حوثيًّا السيطرة على محافظة صنعاء، إذ فرّ آنذاك متنكرًا في زي زوجة سفير، رغم أن المنطقة العسكرية التي كان يقودها في تلك الفترة، كان بإمكانها القضاء على التوغل الحوثي في مهده.
وعلى درب هذه الخيانة، سار محسن الأحمر على امتداد السنوات وجعل حرب الشرعية موجهة أولًا وأخيرًا ضد الجنوب، وبات الهدف الرئيسي للاحتلال اليمني تثبيت هيمنته على الجنوب وحشد في ذلك مليشياته المارقة، متناسيًّا أن معركته الرئيسية موجهة صوب الجنوب أو هكذا يجب أن تكون.
في الوقت نفسه، حول محسن الأحمر المعركة المفترضة مع الحوثيين إلى سلسلة طويلة من التخادم مع المليشيات، تضمّنت تسليم الجبهات والانسحاب منها لصالح الحوثيين، فوجدت الذراع الإيرانية نفسها أمام فرصة مواتية ربما لم تكن تحلم بها في إطار التمدد العسكري على الأرض.
الخيانة العسكرية كانت مدعومة بفساد مالي تورط فيه الجنرال العجوز، فتم التحقُّق من ارتكابه العديد من جرائم الفساد على مدار الفترات الماضية، بما في ذلك عبر استثماراته في اليمن، التي للمفارقة لا تزال تحظى بتأمين من قِبل المليشيات الحوثية.
هذه الخطايا التي ارتكبها محسن الأحمر، وكانت سببًا رئيسيًّا في تعاظم نفوذ المليشيات الحوثية على كل الأصعدة، جعلت الرجل محاصرًا بضغوط قوية للغاية، أجبرت هادي في ختام مشاورات الرياض، أن يصدر قرارًا بإزاحة من كان يُطلق عليه "رأس الأفعى".