مشاورات الرياض ترسم إطارًا جديدًا لمسار القضية الجنوبية
حقّق الجنوب مكسبًا سياسيًّا، في ختام مشاورات الرياض التي استضافتها المملكة العربية السعودية وانتهت أمس الخميس، وذلك بعد مشاركة ناجعة من قِبل المجلس الانتقالي الجنوبي.
تمثّل هذا الانتصار في البيان الختامي الذي صدر عن مشاورات الرياض، حيث أكّد البيان الختامي أولوية الحل السياسي والاتفاق على سرعة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض.
في الوقت نفسه، أقر البيان الختامي وضع إطار لقضية شعب الجنوب في مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة.
وشدد المشاركون في المشاورات، على سرعة تنفيذ ما تبقى من خطوات في تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين ما تعرف بالشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي في نوفمبر 2019، وإدراج قضية شعب الجنوب في المفاوضات.
كما اتفق المجتمعون على تشكيل ست فرق عمل للمسارات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية والسياسية والإنسانية والإغاثية، وتعزيز مؤسسات الدولة لتمكينها من أداء واجباتها ومواجهة تحديات المرحلة الحالية.
ورحب المجلس الإنتقالي الجنوبي بنتائج مشاورات الرياض ومضامين البيان الختامي للمشاورات، مثمناً الجهد الكبير الذي بذله مجلس التعاون لدول الخليج العربية لإنجاح المشاورات.
وأكد المجلس أنه بكل هيئاته سيتعاطى بإيجابية مع ما تمخض عن هذه المشاورات ومع مهام المرحلة الجديدة واستحقاقاتها.
وجدد المجلس الانتقالي الجنوبي موقفه الثابت والراسخ في التمسك بمشروعه الوطني الجنوبي وصولاً إلى عملية سلام شاملة يتحقق من خلالها لشعبه كافة أهدافه وتطلعاته الوطنية، وفق ما تم تضمينه في نص بيان مشاورات الرياض.
بيان المشاورات حمل تأكيًدا لما كان قد ورد في اتفاق الرياض، وهو وضع إطار لقضية الجنوب، وهذا الأمر جاء مدعومًا بحضور جنوبي لافت في مجلس القيادة الرئاسي من قِبل الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بنفسه، بما يعني أنّ محاولات تهميش الجنوب قد باءت بالفشل وأصبحت جزءًا من الماضي.
استراتيجية استعادة الدولة وضعها المجلس الانتقالي وتقوم على ما يتضح من قراءة المشهد الراهن على خطوات مرحلية عقلانية، وقد لعبت السياسات الحكيمة التي اتخذها المجلس خلال الفترات الماضية دورًا رئيسيًّا واستراتيجيًّا في تحقيق نقلات نوعية في مسار القضية العادلة.
النجاح الكبير الذي يُحسب للمجلس الانتقالي في هذا الإطار، هو الظرف الإقليمي والدولي المعقد، إلا أنّ "القيادة" تمكّنت من إدراج الجنوب ضمن تولي الإدارة وصناعة القرار في الفترة الراهنة، في مكسب سياسي يمهّد إلى المزيد من التقدم بما يخدم القضية الجنوبية.
تعضيد هذه المكاسب يبقى قائمًا بشكل كبير على مدى الالتزام ببنود اتفاق الرياض وتنفيذه، لا سيّما فيما يخص الشق العسكري المتمثّل في إخراج القوات الشمالية من الجنوب لا سيّما قوات المنطقة العسكرية الأولى المتمركزة في وادي حضرموت والتي تقف وراء كثيرًا من الإرهاب المعادي للجنوب وشعبه.
كما أنّ إزاحة العناصر التي تعمل لأجندات حزبية معادية للجنوب من تولي المناصب الإدارية أمر يحمل أهمية كبيرة، باعتبار أنّ هذا الأمر يدفع نحو تحقيق الاستقرار المعيشي في الجنوب بشكل كامل في المرحلة المقبلة، وهو ما يعزّز من قوة مسار القضية الجنوبية.