خطاب الرئيس الزُبيدي في اللقاء الرمضاني.. بين شحذ همم الجنوبيين واستدعاء وعيهم

السبت 9 إبريل 2022 19:16:53
خطاب الرئيس الزُبيدي في اللقاء الرمضاني.. بين شحذ همم الجنوبيين واستدعاء وعيهم

وجّه الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي، رسائل طمأنة للشعب الجنوبي، وذلك بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، الذي يُمثَّل فيه الجنوب من قِبل الرئيس الزُبيدي.

الرئيس الزُبيدي خاطب الشعب خلال لقاء رمضاني جمعه بالقيادات الجنوبية التي شاركت في مشاورات الرياض، ولخّص مجددًا الاستراتيجية التي تسير عمل المجلس الانتقالي، بتأكيده على أنّ القيادة تحرص كل الحرص أن تكون حاضرة في المعترك السياسي بما يخدم قضية شعب الجنوب وتحقيق تطلعاته في استعادة دولته.

الرئيس القائد صرّح: "كنا واضحين مع الجميع بأننا لسنا باحثين عن سلطة، ووجدنا لانتزاع حق شعب الجنوب ولتحقيق تطلعاته في استعادة دولته المستقلة".

كما أكّد الرئيس الزُبيدي أن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المجلس الانتقالي تجاه شعبه وقضيته ومن أجل الانتصار لحقوقه وتطلعاته، داعيًّا الجميع لتحمل المسؤوليات بأمانة وإخلاص.

خطاب الرئيس القائد تضمن كذلك إبرازًا للمكاسب السياسية التي حقّقها الجنوب في الفترة الماضية، إذ قال إنّ مشاركة المجلس الانتقالي في مشاورات الرياض كانت إيجابية ومثمرة وعزَّزت حضور قضية شعب الجنوب في أروقة صناعة القرار الإقليمي والدولي.

وأضاف: "مشاركتنا في مشاورات الرياض كانت إيجابية وشكلت منعطفا جديدا في نضالنا السياسي الجنوبي تمكنا من خلاله فرض قضية شعبنا وفي المفاوضات الأممية من خلال وضع إطار خاص لها على طاولة الحل الشامل".

في الوقت نفسه، دعا الرئيس الزُبيدي إلى التحلي بالعقلانية قائلًا: "علينا أن ننظر لما حققناه حتى اليوم بواقعية وبدون مزايدة، فبعد أن كنا مغيبين تماما أصبحنا اليوم جزءًا من دائرة صناعة القرار وعملنا بكل ما أوتينا من قوة لفرض إصلاحات سياسية واقتصادية لإنقاذ شعبنا الذي أنهك اقتصاديا واجتماعيا بفعل الفساد وسوء الإدارة".

تصريحات الرئيس الزُبيدي حملت العديد من الرسائل التي يُوجهها قائد لشعبه في مرحلة سياسية تكاد تكون الأهم في تاريخ قضية الجنوب العادلة.

يمكن النظر إلى هذه التصريحات بأنها حرص من القيادة على بث روح الطمأنينة في قلوب مواطنيها، وذلك من خلال التأكيد على أنّ استعادة الدولة يظل السياسة الراسخة التي تحرك عمل المجلس الانتقالي، لا سيّما بالتزامن مع التحولات السياسية التي تفرض نفسها على الساحة.

رسالة أخرى بعث بها الرئيس الزُبيدي، تمثّلت في ضرورة التحلي بالواقعية في إطار تقييم ما يتم التوصل إليه من نتائج سياسية لمسار القضية، لا سيّما أن كثيرين قد ينجرفوا وراء ألاعيب إثارة الشك في صفوف الجنوبيين بعدم تحقيق منجزات سياسية فعلية.

وهذا الأمر منافٍ للحقيقة، فالجنوب حقّق منجزات سياسية عديدة جعلت منه طرفًا قويًّا وفاعلًا على الساحة، وقد استعرض ذلك الرئيس الزُبيدي بتأكيده على أنّ قضية شعب الجنوب أصبحت حاضرة في أروقة صناعة القرار الإقليمي والدولي.

برأي محللين، يمثّل هذا الأمر إنجازًا سياسيًّا بالغ الأهمية حقّقه المجلس الانتقالي في غضون فترة زمنية قصيرة قياسًا إلى حجم التحديات، وهذا الأمر مردُّه إلى السياسات الحكيمة التي تحلّى بها المجلس الانتقالي على مدار الفترات الماضية التي جعلت منه طرفًا قويًا ومتماسكًا ما أتاح بيئة خصبة أمام تحقيق هذه المنجزات.