خياران أحلاهما مر.. تشكيل مجلس قيادة رئاسي يخنق الحوثي
مع الانتقال إلى عملية سياسية جديدة في أعقاب تشكيل مجلس قيادة رئاسي وتخلي المؤقت عبد ربه منصور هادي عن صلاحياته، وإزاحة نائبه المدعو علي محسن الأحمر من المشهد كاملًا، توجهت الأنظار إلى التعاطي الحوثي مع هكذا تطور وما يستتبعه من تطورات محتملة.
تشكيل مجلس القيادة الرئاسي غرس الآمال بأن يتم إجراء إعادة ضبط للأوضاع العسكرية في الجانب المقاوِم للمليشيات الحوثية الإرهابية، لا سيّما أن ما يُعرف بالجيش الوطني بتشكيلته التي كان يُسيرها محسن الأحمر، كان متخادمًا مع المليشيات الحوثية.
إعادة الانضباط العسكري سيكون عامل الحسم في مواجهة المليشيات الحوثية، لا سيّما مع إزاحة العناصر التي ارتكبت جرائم خيانة واسعة النطاق على مدار الفترات الماضية.
وتعززت هذه الآمال، كثيرًا مع الإعلان في تشكيل مجلس القيادة الرئاسي حول العمل على معالجة الاختلالات التي وقعت على مدار الفترات الماضية، وأحد هذه الاختلالات تمثّلت في الخيانات واسعة النطاق التي ارتبكتها المليشيات الإخوانية.
معالجة هذا الاختلال من شأنه أن يحاصر المليشيات الحوثية بضغوط غير مسبوقة، يضعها "مخنوقة" بين مسارين اثنين، وهي إما أن تقفز من سفينة إرهابها الغاشم وذلك من خلال وقف التصعيد العسكري على الأرض، أو تتمادى في عملياتها الإرهابية ومن ثم ستجد نفسها قيد مواجهات عسكرية ضاغطة عليها.
ويبقى كل من الخيارين شديد الصعوبة على الحوثيين، باعتبار أنّ المليشيات فصيل إرهابي يرتبط بقاؤه في الأساس بإطالة أمد الحرب ومن ثم لا تسعى لإحلال السلام مُطلقًا.
سيناريو التصعيد العسكري يبقى هو الأكثر ترجيحًا، وفاحت رائحة هذا الأمر من خلال إقدام المليشيات الحوثية على ارتكب عشرات الخروقات التي أعلنت الأمم المتحدة التوصل إليها قبل نحو أسبوع، وقد تنوعت الخروقات سواء في الجنوب أو في اليمن، وأظهرت إصرارًا حوثيًّا على العمل على إطالة أمد الحرب.
وفي خضم هذه المواجهة، سيكون الجنوب هو الطرف الأقوى الأكثر قدرة على حسم هذه المعركة، لا سيّما أنّه حقّق انتصارات ضخمة، وتعود لقواته المسلحة الفضل الأكبر في كل الانتصارات الميدانية التي تحقّقت على مدار الفترات الماضية.
وسبق أن أكّد المجلس الانتقالي الجاهزية الكاملة لاستئناف العمليات العسكرية ضد المليشيات الحوثية، لكنّه وضع شرطًا وهو إخراج القوات اليمنية من أراضيه الموجودة بدون أي سند أو مبرر، وتوجيهها إلى الجبهات الساخنة لا سيّما محافظة مأرب التي تضعها المليشيات حاليًّا على رأس أجندة استهدافاتها.