مخطط لعرقلته سياسيًا.. خروقات حوثية في الضالع تستفز الجنوب

الأحد 10 إبريل 2022 04:08:43
مخطط لعرقلته سياسيًا.. خروقات حوثية في الضالع تستفز الجنوب

اختارت المليشيات الحوثية اللعب بالنار، وهي تختبر صبر الجنوب، عبر استفزازه عسكريًّا من خلال عمليات عدائية تمثّل خرقًا واضحًا للهدنة الأممية التي يلتزم بها الجنوب بشكل كامل.

فعلى مدار أسبوع كامل، لم تتوقف المليشيات الحوثية عن ارتكاب خروقات عديدة للهدنة الأممية في في جبهات شمال الضالع، وذلك بواقع 96 خرقًا.

وتنوعت هذه الخروقات والانتهاكات الحوثية، بين إطلاق نار من أسلحة متوسطة وثقيلة وقصف بالطائرات المسيرة، ومحاولات قنص وضرب عشوائي بعيارات 14/7 باتجاه مواقع مدنية.

إقدام المليشيات الحوثية على هذا السيناريو العدائي هي محاولة لجذب القوات الجنوبية نحو المواجهات من جديد، بما يهدد بفشل كامل للهدنة التي أعلنت الأمم المتحدة التوصل إليها وأحيت آمالًا بمرحلة جديدة يكون عنوانها الاستقرار والتهدئة.

جنوبيًّا، تؤكد القوات المسلحة التزامها باتخاذ كل الإجراءات الممكنة بما يضمن المحافظة على أمن الجنوب وصد أي مساعٍ أو محاولات لتهديد أراضيه، بما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من المواجهات، يُتوقع أن تتلقى فيها المليشيات الحوثية خسائر ضخمة.

وأظهرت المواجهات العسكرية على مدار الفترات الماضية، أنّ المليشيات الحوثية لا تنشط عملياتيا بشكل ملحوظ إلا في فترات التهدئة، بينما ينجح الجنوب بشكل دائم عبر جهود قواته المسلحة في إجهاض إرهاب المليشيات المدعومة من إيران.

توقيت الاعتداءات الحوثية التي تحمل بصمة تصعيدية واضحة، تشير على الأرجح إلى أنّ المليشيات تتبع سياسة الأرض المحروقة؛ سعيًّا منها لإطالة أمد المواجهات العسكرية بما يتيح المجال أمام حدوث المزيد من التعقيدات على الأرض.

توقيت التصعيد الحوثي يثير تكهنات بأن المليشيات تحاول بشتى السبل نقل ضراوة المعركة إلى الجنوب، في تصعيد عدائي لا ينفصل عن التحريض المتواصل الذي تشنه المليشيات الإخوانية لاستهداف الجنوب أمنيًّا أو سياسيًّا.

ويزيد هذا الاستهداف تحديدًا مع تحقيق الجنوب مزيدًا من المكاسب السياسية، وقد جاء حضور الجنوب وتمثيله عبر الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي في مجلس القيادة الرئاسي بمثابة ضربة قاسمة لخصوم الجنوب الذين سعوا لتهميشه في فترات سابقة.

ويسعى خصوم الجنوب إلى أن تكون المواجهة على أراضيه ذات طابع أمني وعسكري، في مسعى لعرقلته عن تحقيق أي مكاسب سياسية في الفترة المقبلة، بيد أنّ نجاح القوات المسلحة الجنوبية في التصدي للإرهاب الحوثي يُشكل علامة فارقة في مجريات الأحداث على الأرض.