إقرار أمريكي بالفشل في مواجهة إرهاب الأذرع الإيرانية.. ماذا بعد؟
أقرّت الولايات المتحدة، بفشل الإجراءات التي اتخذها ضد إيران في الفترة الماضية، لوقف الاعتداءات التي تشنها أذرع طهران في المنطقة، وتحديدًا المليشيات الحوثية ضد السعودية والإمارات.
مستشار وزارة الخارجية الأمريكي ديريك شوليه قال إنّ بلاده لديها شراكات صلبة في منطقة الشرق الأوسط، وأشار إلى أنّ إيران عملت على تقويض أمن حلفاء واشنطن.
وأضاف أنّ اعتداءات إيران على حلفاء الولايات المتحدة زادت خلال السنوات الثلاث الماضية، ما يعني أنّ استراتيجية الضغط الأقصى على إيران أخفقت.
وأشار إلى زيادة الاعتداءات الحوثية على السعودية في الفترة الأخيرة، إلى جانب اعتداءات على أمريكيين أيضًا.
وقال إنّ إيران تعمل على نشر الأسلحة في المنطقة بشكل مكثف، مشدّدًا على أنّ واشنطن لديها خيارات للتعامل مع ذلك، ولفت المستشار الأمريكي إلى أنّ بلاده سيبقى لها تموضع في المنطقة.
تصريحات مستشار الخارجية الأمريكية تعكس اعترافًا بصحة أحد أكبر الانتقادات الموجهة للولايات المتحدة، المتعلقة بأنّ واشنطن تتعاطى باستراتيجية غير فاعلة مع الإرهاب الحوثي على الأرض.
وعلى الرغم من حجم الانتقادات التي وُجهت لواشنطن منذ قرارها بإزالة المليشيات الحوثية من قائمة الإرهاب، لم يستبعد مستشار الخارجية الأمريكي إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب وقال إن الأمر مطروح على الطاولة.
يثير هذا التناقض تساؤلات عن مدى جدية الولايات المتحدة في إطار التعامل مع إرهاب الأذرع الإيرانية بشكل جاد، يتضمن اتخاذ إجراءات فاعلة تحمل وتيرة متصاعدة في التحركات التي يتم إتباعها على الأرض.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد اعتذر لولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد في شهر مارس الماضي، عن الرد الأمريكي "البطيء" على هجمات حوثية إرهابية ضد الإمارات ارتكبت في يناير الماضي.
بلينكن قال خلال لقائه مع الشيخ محمد بن زايد في المغرب، إنّ إدارة الرئيس جو بايدن استغرقت وقتًا طويلًا للرد على الهجمات، مبديًّا أسفه حيال ذلك.
توالي الإقرارات الأمريكية تزامن معه إعلان الولايات المتحدة تشكيل قوة جديدة متعددة الجنسيات ستتصدى لتهريب الأسلحة في المياه المحيطة باليمن، في تحرك عسكري قُرأ بأنه يتضمن بوادر انتقال نوعي في إطار التعامل الأمريكي مع الإرهاب الحوثي.
