إيطاليا .. مستشارة مسلمة تتعرض لهجوم حاد عقب ترشيحها لمنصب ثقافي
تتعرض المستشارة المسلمة الوحيدة في بلدية ميلانو الإيطالية، سمية عبدالقادر، لهجوم شرس من أعضاء الأحزاب اليمينية، ومختلف الشخصيات السياسية والإعلامية في إيطاليا، بسبب اختيارها لرئاسة لجنة الثقافة في المدينة.
وبمجرد إعلان رئيس فريق مستشاري الحزب الديمقراطي عن تعيين سمية رئيسة للجنة الثقافة في المدينة، توالت ردود الفعل العنيفة من داخل المجلس وخارجه.
وكانت سمية عبدالقادر المرشحة الأولى والأجدر بتولي المنصب، خصوصًا أنها عملت طيلة سنتين كنائبة للرئيسة السابقة للجنة.
لكن بعد الجدل الذي أثاره اقتراحها والهجمة القوية التي تعرضت لها، تراجعت عن موافقتها لشغل المنصب، مبررة قرارها بأن “الظروف السياسية الحالية غير مواتية لذلك”.
وقال ماسيميليانو باستوني، عضو رابطة الشمال اليمينة والمستشار في مجلس ميلانو، إن “الأغلبية التي تحكم المدينة بقراراتها، غرست النخيل في وسط المدينة، ومنحت الترخيص لستة مساجد، والآن إسناد رئاسة اللجنة الثقافية للمستشارة المسلمة.. تريد أن تجعل ميلانو فرعًا من مكة”.
كما اعتبرت مجموعة من الأسماء المعروفة على المستويين السياسي والإعلامي، ترشيح مسلمة محجبة لهذا المنصب الثقافي “غزوًا إسلاميًا، وإهانة للثقافة الإيطالية”، خصوصًا أن اللجنة الثقافية بميلانو تتولى الإشراف على المسرح والسينما وعروض الأزياء التي تميز المدينة.
بدوره، زعم أحد الصحفيين المعروفين بمعاداتهم للإسلام، أن “حجاب المستشارة عبدالقادر في حد ذاته دليل على تطرفها، وأنها تعارض المبدأ الأساسي الذي تقوم عليه الثقافة الإيطالية وهو الحرية”، حسب ما ذكر موقع “مغربيني” المتخصص في شؤون الجالية العربية بإيطاليا.
ودعا رئيس بلدية ميلانو، جويبي سالا، إلى “التريث قليلًا، ومحاولة إيجاد توافق بين الأطراف السياسية، لحساسية المنصب وعلاقته بالحياة العامة داخل المدينة”.
وسبق للمستشارة البالغة من العمر 39 عامًا، أن تعرضت لهجوم مماثل عند ترشحها للانتخابات البلدية في 2016، رغم أنها من مواليد إيطاليا وحاصلة على 3 شهادات جامعية.
واتهمتها آنذاك صحف محسوبة على اليمين الإيطالي، بـ” التطرف والإرهاب، وأنها عضو في تنظيم الإخوان المسلمين ومعادية لإسرائيل”.