محرقة جديدة للمهاجرين.. حيلة حوثية للهروب من الإدانة
واصلت المليشيات الحوثية الإرهابية جرائمها الفتاكة التي تسهدف المدنيين، وبات معتادًا أن تفلت من العقاب عليها، بما يضاعف من حالة الغضب من جرّاء تلك الاعتداءات الوحشية.
المليشيات الحوثية ارتكبت محرقة مروعة طالت عشرات المهاجرين في عملية تهجير قسري واشتباكات مسلحة شنتها عناصرها الإرهابية، وذلك في منطقة الرقو بمحاظة صعدة.
وفيما أثارت هذه الجريمة المروعة، حاولت المليشيات الحوثية توجيه بوصلة الاتهامات ضد التحالف العربي، مدعية وزاعمة أن المهاجرين قتلوا على يد التحالف، في سياسة معتادة من ترويج الأكاذيب من قِبل المليشيات.
إقدام المليشيات الحوثية على هذا الأمر هو محاولة للهروب من الإدانة، تخوفًا من أن تطالها المحاسبة من قِبل المجتمع الدولي على تلك الجرائم، وهي مساءلة لم تتم من الأساس بالشكل الرادع ضد المليشيات.
دحْض المزاعم والأكاذيب الحوثية كان عبر أكثر من جهة، بدأت من قِبل التحالف الذي نفى مزاعم مليشيا الحوثي بشأن وجود قتلى في منطقة الرقو الحدودية بتعامل القوات السعودية، وأشار إلى أنّ عشرات المهاجرين قتلوا في عملية تهجير قسري واشتباكات مسلحة شنها الحوثيون بعد خلافات وإحراق مساكن المهاجرين.
ودعا التحالف العربي، الأمم المتحدة والمنظمات إلى تحمل مسؤولياتها في كشف انتهاكات الحوثيين الوحشية تجاه المهاجرين.
بالتزامن مع ذلك، صدرت معلومات عن مراكز ومنظمات حقوقية اتهمت المليشيات الحوثية بشكل مباشر، بأنها وراء ارتكاب المحرقة التي طالب المهاجرين.
وقالت هذه المعلومات إنّ المليشيات الحوثية ارتكبت جرائم حرق محلات وخيم مهاجرين أفارقة في منطقة الرقو، ما أدى إلى وفاة 17 مهاجرًا وإصابة آخرين، في حصيلة غير نهائية.
واتهمت هذه المراكز الحقوقية، مليشيا الحوثي بأنها تتمادى في ارتكارب جرائمها ضد المدنيين، وتعمل على تصفية من يرفض الانسياق ضمن مخططاتها الإرهابية والقتال في صفوفها أو العمل في مجال تهريب المخدرات والممنوعات من الأفارقة.
ليست هذه هي أول جريمة ترتكبها المليشيات الحوثية ضد المهاجرين، ففي مطلع مارس الماضي شهدت محافظة صنعاء جريمة مروعة راح ضحيتها المئات من المهاجرين، أغلبهم إثيوبيون، إثر إلقاء مسلحين حوثيين قنابل حارقة عليهم داخل مركز احتجاز تابع لها، ما أدى لاحتراق عشرات المهاجرين واندلاع النيران في السجن.
وعلى الرغم من أن هذه الجريمة قوبلت بمطالب من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمات دولية بإجراء تحقيق دولي، إلا أنّ الأمر توارى طي النسيان، ولم تتم محاسبة المليشيات الإرهابية على تلك الجرائم.
هذا التجاهل من قبل المجتمع الدولي في التعامل الجاد مع جرائم الحوثي أثار الكثير من الشكوك حول جدية المنظمات الدولية في التعامل بشكل فعال إزاء ما ترتكبه المليشيات الحوثية الإرهابية من اعتداءات تندرج في إطار جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية.