المقاومة تطرد الميليشيات مـن الجاح وتتأهب لتحـرير الحديدة ومينائها
استكملت قوات المقاومة المشتركة، مسنودة بالتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، استعداداتها العسكرية لإطلاق عملية عسكرية خلال اليومين المقبلين، لتحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي والمناطق المجاورة لها، مؤكدة رصدها جميع تحركات ميليشيات الحوثي الإيرانية، التي استغلت إعلان التحالف وقف العمليات القتالية بشكل مؤقت في الحديدة، لإفساح المجال أمام الجهود الدبلوماسية، لتخزين السلاح واستقدام تعزيزات، في حين استكملت المقاومة اليمنية تحرير الجاح، ووصلت إلى مصانع «إخوان ثابت» على مشارف الحديدة، فيما تمكنت قوات الجيش اليمني من الوصول إلى محيط مديرية أرحب شمال صنعاء، وواصلت عملياتها العسكرية مسنودة بالتحالف العربي، وحققت تقدماً في جبهات تعز ولحج.
وأكد مصدر عسكري، في الساحل الغربي، أن قوات المقاومة اليمنية المشتركة والتحالف العربي لدعم الشرعية، ترصد جميع تحركات ميليشيات الحوثي الانقلابية في مدينة الحديدة، المتزامنة مع إعلان وقف العمليات القتالية الرامية إلى تحريرها وتحرير الميناء من مسلحيهم.
وقال إن الميليشيات الانقلابية استغلت إعلان التحالف العربي وقف العمليات القتالية بشكل مؤقت في الحديدة، لإفساح المجال أمام جهود المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث، وقامت بعمليات عسكرية لتعزيز وجودها العسكري من خلال حفر مزيد من الخنادق والتمترس في الأحياء السكنية، وتنفيذ حملات تجنيد إجبارية في قرى المديريات الخاضعة لسيطرتها.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم كشف اسمه، أن التحالف أصبح يمتلك أرضية استخباراتية متكاملة، في مختلف أحياء ومديريات الحديدة الخاضعة لسيطرة الميليشيات، تقوم بتزويد التحالف بشكل مستمر بآخر المستجدات، مؤكداً أن الاستعدادات التي تقوم بها الميليشيات تؤكد مدى رعبها وخوفها من أي عملية عسكرية قادمة، لتحرير المدينة والميناء.
وبحسب المصدر، فإن هذه الاستعدادات التي قامت بها الميليشيات لن تكون مجدية، إذا بدأت عملية تحرير الحديدة، التي أكد أنها ستكون سريعة وخاطفة، وستراعي المدنيين الذين تستخدمهم الميليشيات دروعاً بشرية لحمايتهم من غارات التحالف العربي، وضربات القوات البرية.
وكانت مصادر ميدانية كشفت عن استكمال الاستعدادات العسكرية من قبل قوات المقاومة المشتركة والتحالف العربي، لإطلاق عملية عسكرية خلال اليومين المقبلين، لاستكمال تحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي وبقية المناطق المجاورة لها، بالتزامن مع تحرير ميناءي راس عيسى والصليف، وقطع جميع طرق الإمداد بين الحديدة والمحافظات المجاورة لها، لتأمين عمليات الميناء عقب السيطرة عليه، والتي ستتركز على استقبال المعونات الإنسانية لسكان الحديدة والمناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية، وتأمين وصولها إلى مستحقيها.
ودعت المقاومة سكان مدينة الحديدة إلى الابتعاد عن مناطق القتال والاشتباكات مع ميليشيات الحوثي الإيرانية، والحد من التحركات والبقاء في منازلهم إلا في الحالات الضرورية، فيما ألقت مقاتلات التحالف منشورات على جميع أحياء مدينة الحديدة، دعت فيها سكان المدينة إلى البقاء في منازلهم، والحد من تحركاتهم خارجها وعدم الاقتراب من مناطق الاشتباك مع ميليشيات الحوثي.
من جهته، أكد قائد الكتيبة الثانية في «لواء الزرانيق»، زياد الفاشق، تمكنهم بمساندة بقية ألوية المقاومة اليمنية المشتركة في الساحل الغربي، وبإسناد من القوات الإماراتية من تحرير منطقة الجاح بالكامل، بعد تحرير قرية المرازقة شرق منطقة الجاح على مشارف مدينة الحديدة، من خلال عملية عسكرية نوعية نفذتها ألوية المقاومة ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية في المنطقة، أدت إلى مصرع العديد من عناصرهم وإصابة آخرين.
وقال، في تصريح لـ«الإمارات اليوم»، إن قوات المقاومة اليمنية تمكنت من نصب نقاط، وتثبيت مواقع أمامية في المنطقة، تمهيداً لبدء معركة تحرير الحديدة ومينائها بالكامل، في أقل من خمسة أيام.
وأوضح الفاشق أن قوات المقاومة مسنودة بالتحالف تعمل حالياً على تمهيد الطرق وفتحها باتجاه مدينة الحديدة، عبر شنها عمليات عسكرية نوعية، تمهيداً لمعركة تحرير مدينة الحديدة والميناء، وتأمينها بأقل كلفة وبتكتيك عسكري يحفظ سقوط مدنيين، مؤكداً أن المعارك تدور حالياً بين المقاومة والميليشيات بالقرب من مصنع إخوان ثابت، الواقع بين الكيلو 7 والكيلو 16، وأن وحدات من المقاومة المشتركة باتت تسيطر على مناطق عدة، وأحد مصانع إخوان ثابت.
وفي جبهات تعز، واصلت قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف العربي تقدمها المديني في جبهات حيفان جنوب المحافظة، وتمكنت من تحرير مناطق جبل الصلة والممشاح، وصولاً إلى منطقة الكرب بالأعبوس، وسوق بني علي وجبل سعيد طه الاستراتيجي بالأثاور.
كما واصلت تقدمها في المناطق الغربية والشرقية لمديرية القبيطة، وحررت مناطق جبل القحوص الاستراتيجي في الجوازعة وجبل الركيزة ومناطق مقبرة الرزوق والقطهات والسادة وسقيمة والمرابحة، إلى جانب سقوط عدد من عناصر الميليشيات بين قتيل وجريح، وتوغلت قوات الجيش اليمني نحو مناطق الحلاجيم والسنترال والجدر، وتحرير «نجد قفل» الاستراتيجي المطل على معسكر لبوزة شمالي لحج، وأصبحت القوات على مقربة من جبل جالس الاستراتيجي، حيث تحاصر عناصر الميليشيات فيه من جهات عدة.
وفي غرب مدينة تعز، واصلت قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف العربي عملياتها العسكرية في مديرية مقبنة، وتركزت في جبل الحصن، ومواقع العيار، ومنطقتي العقمة، والعبدلة، بالمديرية ذاتها.
وفي حجة، قصفت مقاتلات التحالف بثلاث غارات مواقع للميليشيات في منطقة المزرق، أدت إلى تدمير آليات عسكرية ومصرع وإصابة عدد من المتمردين.
وفي العاصمة صنعاء، تمكنت قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف العربي من تحرير مواقع جديدة في محيط مديرية أرحب، على تخوم العاصمة من الجهة الشمالية، بعد تحريرها مواقع «جبال النهود وقرية المدفون وسلسلة جبال الرباح والمواقع المجاورة لتبة صالح المطلة على وادي محلي»، وسط استمرار عملياتها العسكرية وتقدمها باتجاه مفرق أرحب، مستغلة انهيار جبهات الميليشيات وفرار عناصرهم.
وأكدت مصادر ميدانية، في نهم، أن قوات الجيش مسنودة بالتحالف العربي تمكنت من السيطرة على الطريق الرابط بين نهم ومفرق أرحب بالكامل، واقتربت من فتح جبهة جديدة في مدينة أرحب، للوصول إلى أطراف العاصمة الشمالية، التي تضم مطار صنعاء الدولي وقاعدة الصمع العسكرية وقاعدة الديلمي الجوية.
وفي البيضاء، لقي القيادي الحوثي أركان حرب اللواء 201 ميكا التابع للميليشيات، العقيد طيار أشرف محمد أحمد إدريس، والقيادي الحوثي العقيد وليد عبدالله المفتاحي، مصرعيهما مع عدد من عناصرهم في غارة جوية لمقاتلات التحالف استهدفتهما في جبهة قانية.