اليوم... العالم على موعد مع قمتين بنكهة أوروبية لاتينية
تتجه الأنظار الجمعة إلى قمتين كرويتين في الدور ربع النهائي لمونديال روسيا، ستجمع الأولى المنتخب الفرنسي بنظيره الأوروغوياني، فيما ستكون الثانية في مدينة قازان حيث يلتقي المنتخب البرازيلي بمنتخب بلجيكا الذي عجز في مباريات سابقة عن الإطاحة بمنتخب “السيلساو” الذي أظهر مستوى جيّدا في الدور الأول من كأس العالم دعّمه بانتصار باهر على جاره اللاتيني منتخب المكسيك في مباراة الدور السادس عشر.
النسبة لفرنسا، الطريق إلى النهائي يمر بمواجهة منتخبات أميركا اللاتينية. فبعد حجزها بطاقة الدور ربع النهائي على حساب الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي (4-3)، ستواجه الأوروغواي ونجمها لويس سواريز، قبل أن تلاقي البرازيل ونجمها نيمار في نصف النهائي، في حال تأهل المنتخبين.
وستكون مناسبة جميلة في وقت تحتفل فيه فرنسا بمرور 20 عاما على تتويجها بلقبها الأول والأخير، عندما تغلبت على أرضها بقيادة نجمها زين الدين زيدان على البرازيل 3-0 في المباراة النهائية.
وينصب تركيز الفرنسيين على ما إذا كان المهاجم الأوروغوياني إدينسون كافاني سيلعب أم لا. “الماتادور” الذي أقصى البرتغال في الدور ثمن النهائي بتسجيله ثنائية المباراة (2-1) خرج مصابا بشد عضلي في ربلة الساق.
وكشف الاتحاد الأوروغوياني أن الفحوص التي خضع لها المهاجم أظهرت عدم وجود تمزق وأن الأمر يتعلق بوجود تورم فقط.
ودعا المدافع الفرنسي عادل رامي الأربعاء إلى “التوقف عن إيهام فرنسا بأن كافاني سيلعب”، معتبرا أن “مصائب قوم عند قوم فوائد”.
وأكد زميل كافاني في الهجوم لويس سواريز في تصريحات سابقة أن الأول “لديه الرغبة، والنهج، والتفاني، والقوة، وسيفعل كل شيء ليكون معنا ولكن ذلك لا يتوقف عليه”، علما أنه غاب عن تدريبات الأيام الماضية.
واستغل سواريز المناسبة الثلاثاء ليوجه سهامه نحو مهاجم المنتخب الفرنسي أنطوان غريزمان الذي سبق له القول إن لديه روحا “أوروغويانية” ويعشق نادي بينارول (مونتيفيديو)، إضافة إلى علاقة الصداقة التي تربطه بزميليه في أتلتيكو مدريد دييغو غودين، عراب ابنته، والمدافع خوسيه خيمينيز.
وقال سواريز إن غريزمان “لا يعرف الشعور بأن تكون أوروغويانيا، لا يعرف التفاني والمجهود اللذين يبذلهما الأوروغوياني منذ الصغر لكي يتمكن من تحقيق النجاح بوجود هذا العدد القليل من الناس”، في إشارة إلى عدد سكان بلاده البالغ 3.5 ملايين نسمة.
أما بالنسبة للمنتخب البرازيلي فقد عاد مدافعه مارسيلو وجناحه دييغو كوستا إلى التدريبات الثلاثاء، وبالتالي يمكن للمدرب تيتي أن يعول عليهما كركيزتين محتملتين في القمة ضد بلجيكا التي عانت للفوز على اليابان (3-2) في ثمن النهائي، ولكنها تقدم عروضا جذابة بقيادة إدين هازار وروميلو لوكاكو.
واعتبر المدافع البلجيكي فنسان كومباني الأربعاء أن المنتخب البرازيلي هو “الأقوى” على الصعيد الفردي، لكن على “الشياطين الحمر” مواجهته كمجموعة. وأضاف “كنا نفضل مواجهة البرازيل في النهائي، لكن يجب أن نقول إن هذه هي المباراة النهائية بالنسبة لنا، ويجب أن نفوز”.
وتقام السبت مباراتان لا تقلان أهمية، حيث تلعب السويد مع إنكلترا في سامارا، وروسيا مع كرواتيا في سوتشي. ويعول منتخب “الأسود الثلاثة” بقيادة مدربه غاريث ساوثغيت على معنويات لاعبيه العالية بعد مقاومة الصمود الكولومبي في ثمن النهائي.
وعانى الإنكليز أمام الاندفاع البدني للكولومبيين (6 بطاقات صفراء للكافيتيروس) دون أن ينهاروا معنويا في سلسلة ركلات الترجيح 4-3 (الوقتان الأصلي والإضافي 1-1). وكانت المرة الأولى التي ينجح فيها الإنكليز في تخطي عقبة ركلات “الحظ” في كأس العالم بعدما سقطوا في الاختبار أعوام 1990 في إيطاليا و1998 في فرنسا و2006 في ألمانيا. ونجحوا في تحقيق حلم راودهم منذ 12 عاما ويتمثل في بلوغ الدور ربع النهائي للعرس العالمي (وصلوا مرتين متتاليتين في 2002 و2006).
قال إريك داير، مسجل الركلة الترجيحية الأخيرة التي منحت الإنكليز الفوز “كنا نعرف ما كان يتعين علينا القيام به، بقينا هادئين، ولم نرتبك”.
تابع الركلات أكثر من 23 مليون مشاهد في إنكلترا، ما يشكل أكبر عدد من المتابعين لحدث رياضي مباشر من الحفل الختامي لأولمبياد لندن 2012.
عدد مرشح للارتفاع في ربع النهائي بمواجهة السويد التي بلغت هذا الدور للمرة الأولى منذ 24 عاما. حذر فلاديمير بتكوفيتش مدرب سويسرا التي أزاحتها السويد من ثمن النهائي (1-0)، هاري كاين (هداف المونديال الحالي برصيد 6 أهداف) ورفاقه قائلا “السويديون يجدون الطرق لتحقيق الفوز. الجميع يشك فيهم، ويعتقد أنهم ضعفاء، لكنهم أقوياء ومتجانسون، وعندما يسجلون يتكتلون ويصعب جدا اختراق خط دفاعهم”.
مباراة ربع النهائي في سوتشي لم تكن متوقعة على الإطلاق؛ كرواتيا التي أبهرت الجميع في الدور الأول وحققت فوزا كاسحا على الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي (3-0)، بجوهرتيها لوكا مودريتش وايفان راكيتيتش كانت من بين أبرز المرشحين لبلوغ هذا الدور. إلا أن أحدا تقريبا لم يراهن على روسيا المصنفة 70 في تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا).
ووجد المنتخب الروسي نفسه في ربع النهائي بفضل بطلين هما حارس مرماه إيغور أكينفيف الذي أقصى إسبانيا من ثمن النهائي بتألقه في ركلات الترجيح (4-3، الوقتان الأصلي والإضافي 1-1)، ومدربه ستانيسلاف تشيرتشيسوف، حارس مرماه الدولي السابق، الواقعي في خططه التكتيكية.
ويتبادر إلى أذهان الروس سؤال حول إمكانية حضور الرئيس فلاديمير بوتين في ملعب سوتشي بعدما غاب عن كل مباريات منتخب بلاده، باستثناء المباراة الافتتاحية.