قمة جدة بين الحل السياسي وحتمية استعادة دولة الجنوب
رأي المشهد العربي
كما كان متوقعا، حضرت الأزمة اليمنية في كلمات الزعماء الذين شاركوا في قمة جدة للأمن والتنمية التي حضرها زعماء دول مجلس التعاون الخليجي وقادة مصر والأردن والعراق بالإضافة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن.
كلمات الزعماء تناولت التشديد على ضرورة الحل السياسي، وهو الأمر الذي يتناغم مع الهدنة الأممية المعلنة منذ شهر أبريل الماضي.
وأظهرت الكلمات التي تم إلقاؤها في قمة جدة، أن هناك إصرارا عربيا - أمريكيا على مواجهة التهديدات الإيرانية في المنطقة كونها تشكل سببا رئيسيا في تهديد الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها.
تأكيد الزعماء العرب على حتمية الانخراط في الحل السياسي، مرتبط برغبة دولية جارفة في السعي لوضع حد للصراع الذي طال أمده وخلف وراءه أزمة إنسانية تُصنف بأنها واحدة من أبشع الأزمات على مستوى العالم.
وهذا الدعم الذي يعبر عن رغبة إقليمية في التوصل إلى حل سياسي شامل، يجب أن تسغله الأمم المتحدة في ممارسة الضغط السياسي على المليشيات الحوثية الإرهابية لتلتزم باحترام مسار الهدنة الأممية.
الحل السياسي الشامل والمستدام المنشود منذ فترة طويلة، يعتبر الجنوب العربي أحد أطرافه الرئيسية، فإشراك الجنوب في الحل السياسي حق أصيل لا يمكن أن يحيد عنه الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي.
كما أن الأمن والاستقرار المنشود تحقيقه في المنطقة يقوم في أحد وسائله الرئيسية أن تتم استعادة دولة الجنوب، باعتبار ذلك الضمانة الوحيدة والرئيسية التي تضمن تحقيق استقرار شامل ومستدام من خلال تحقيق الأمن في المنطقة.
بينما أي محاولة لتهميش الجنوب وحرمانه من حق التمثيل في الحل السياسي الشامل ستولد حالة من الانفجار السياسي الذي ستكون له الكثير من التبعات الأمنية الخطيرة على المنطقة برمتها.