ابو اليمامة الشهيد الحي

تحل في الأول من أغسطس الذكرى الثالثة لاستشهاد البطل الجسور,منير ابو اليمامة قائد اللواء الأول دعم وإسناد في عملية جبانة طالته مع عدد من الشهداء ، وهي ذكرى تعود لتذكرنا باللحظة الفاصلة التي صنعتها دماء الشهيد منير ابو اليمامة ورفاقه الشهداء ، تلك اللحظة المفصلية التي خطت على سجل الزمن واقعا جديدا على الأرض ليبدأ التاريخ الجنوبي فصلا جديدا من فصول كفاحاته النبيلة لتقرير مصيره ، منقوشة بالدماء الغالية ومطرزة بمآثر وتضحيات شعبنا الجنوبي العظيم المناضل . لن تنسى الذاكرة الجنوبية مهما طالت السنون أن الشهيد ابو اليمامة كان واحدا من الابطال الذين غيروا مجرى تاريخ القضية الجنوبية وان بصماته ستظل خالدة في ضمير ووجدان الناس كفدائي نذر نفسه من أجل الحرية والعدالة وكثائر لم يتوان يوما أو ينكص في سبيل اجتراح الملاحم البطولية للدفاع عن الكرامة ، وان عملية اغتياله الغادرة كانت بمثابة القيامة التي على تداعياتها انتفض الجنوب بسهوله وجباله وقراه ومدنه وشبابه ورجاله ونسائه لحماية الأرض والدفاع عنها والتضحية في سبيل استعادة الدولة الجنوبية والحفاظ على مسار الثورة التحررية ومنجزات مقاومتها الباسلة . لقد مرت القضية الجنوبية بمحطات عديدة منذ ما بعد حرب 94 الظالمة وتجرع شعبنا الجنوبي أصناف الظلم والقهر والاستبداد والإقصاء والتهميش غير أن إرادته الصلبة ظلت حية لم تمت ، وفي اول فرصة أتيحت للدفاع عن الجنوب أثبت شعبنا بابطاله انه شعب لا يقبل الضيم ولا يرتضي بغير الحرية بديلا ، وهب عن بكرة ابيه إلى خنادق الشرف لأداء واجب الذود عن الأرض والقضية العادلة وقدم تضحيات جسام في معارك التحرير ومواجهة مليشيات الشر,الحوثية الإيرانية ، ولقد كان الشهيد ابو اليمامة من أولئك الابطال الذين سارعوا إلى جبهات القتال وابلوا بلاء حسنا في انتزاع الانتصارات سواء في معارك القتال أو في ميدان مواجهة الإرهاب وقوى الظلام ، وقد سجلوا في صميم التاريخ الكفاحي أبلغ دروس الأقدام والتضحية . ان المجلس الانتقالي الجنوبي يمضي اليوم بخطى ثابته نحو تحقيق أهداف الثورة التحررية وتطلعات شعبنا في الحرية وتقرير المصير ، وها هي القضية الجنوبية اليوم قد اضحت في منزلة بارزة من الاستحقاقات وغدت أكثر من أي وقت مضى حاضرة بقوة على كل المستويات والاصعدة وعلى طاولات الكبار كقضية حية لا تموت ، وان كل ذلك النجاح لم يكن ليأتي لولا عدالة هذه القضية وتضحيات الشعب ودماء الشهداء القانية . لروح ابو اليمامة وأرواح كل الشهداء الخلود والمجد ، تلك الطليعة المشعة دوما والتي ستظل منار هدي صوب تحقيق الغايات الكبرى ، وانا على دربهم لسائرون .