ماذا يفعل الانتقالي؟

المجلس الانتقالي الجنوبي عرف كيف تؤكل الكتف، ودخوله في اتفاق الرياض الذي تمخض عنه تشكيل حكومة المناصفة ومن ثم المجلس الرئاسي، سبب ربكة كبيرة في صفوف أعداء الجنوب؛ لأن أعداء الجنوب آخر ما كانوا يتوقعونه أن يدخل الانتقالي ممثل قضية شعب الجنوب في اتفاق وحكومة ومجلس يضم فيه الكثير من أعداء الجنوب، فقد كانوا يراهنون على أن الانتقالي سيُصر على نهجه الثوري دون الدخول في أي اتفاق أو حكومة ترتبط بأي شكل من الأشكال بما تُسمى بالوحدة اليمنية، ما يعني أن يظل الانتقالي مكون عادي غير معترف به لا عربيًا ولا إقليميًا ولا دوليًا، وكان رهانهم مُعتمد بدرجة رئيسية على دغدغة مشاعر الشارع الجنوبي وتحريضه ضد الانتقالي بأنهُ باع قضية شعب الجنوب. اليوم أصبح الانتقالي يتحكم باغلب مفاتيح الدولة، وأصبح من سابع المستحيلات تمرير أي قرار دون موافقة الانتقالي. الانتقالي عرف كيف يلعب اللعبة، والسياسة فن الممكن، وفن التأني، ثم توجيه الضربات للعدو. في السياسة لا وقت محدد، ولا شيء معروف، من عرف لها استطاع الوصول إلى أهدافه، وما هُدم في ثلاثين سنة لا يمكن بنائه في عشر سنوات. .