مسؤول حكومي يحذر سفيرة الاتحاد الأوروبي المتواجدة في صنعاء من الرهان المطلق على عقلانية الميليشيات
حذّر وزير الإعلام في الحكومة الشرعية، معمر الإرياني، سفيرة الاتحاد الأوروبي في اليمن، المتواجدة في صنعاء، حيث تعقد لقاءات غامضة مع قيادات في ميليشيا الحوثي، بأن الرهان بشكل مطلق على عقلانية الميليشيات، وإمكانية دفعها نحو السلام ليست خيارا واقعيا بالنظر إلى السجل الحافل بالانقلاب على الاتفاقات، والتمرد على الإجماع الوطني والإرادة الدولية، من خلال الارتهان لمشروعات خارجية تستهدف أمن وسلامة المنطقة برمتها وتهدد ممر الملاحة الدولي.
وأعرب الإرياني عن أمله في أن تتسم جهود الاتحاد الأوروبي ممثلا بسفيرته لدى اليمن بمزيد من الشفافية، وأن تتواءم تحركاتها مع القرارات الصادرة عن مجلس الأمن وبالتنسيق مع الحكومة الشرعية، جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها الوزير الإرياني، لصحيفة "الشرق الأوسط" من العاصمة المصرية القاهرة.
وفي سياق آهر أوضح الإرياني إن زيارة المبعوث الأممي مارتن غريفيث الثانية إلى العاصمة المؤقتة عدن ولقاءه بالرئيس عبد ربه منصور هادي، يعكس الانفتاح السياسي والمسؤولية الأخلاقية التي تتعامل بها قيادة الشرعية مع الجهود الدولية لإحلال السلام في اليمن على قاعدة المرجعيات الثلاث التي تمثل الإرادة الشعبية والإقليمية والدولية لإنهاء الحرب في اليمن، مضيفاً، أن دول التحالف لدعم الشرعية أعطت فرصة للمبعوث الأممي لوقف العمليات العسكرية على أساس تمكينه من الحوار مع جماعة الحوثي للانسحاب الكامل من الحديدة.
وعما إذا كانت هناك ضمانات للحصول على موافقة الحوثي على هذا المطلب، لفت الإرياني إلى أن جماعة الحوثي في السابق كانت ترفض مجرد استقبال المبعوث الأممي، وعندما تقدمت قوات التحالف والمقاومة والجيش اليمني لتحرير المدينة وألحقت الخسائر في صفوف جماعة الحوثي استقبلوا المبعوث الأممي، وأبلغوه بالموافقة على وضع الميناء على إشراف الأمم المتحدة (...) ونأمل أن تنجح جهود المبعوث الأممي في إقناع الميليشيات الحوثية بتقديم تنازلات حقيقية تسهم في تخفيف معاناة المدنيين وتقصير أمد الحرب والانصياع القرارات الدولية وفي مقدمتها القرار 2216. وحول مقترح الإفراج عن المعتقلين والأسرى من الجانبين، قال إن «الحكومة اليمنية أبدت الاستعداد لإجراء عملية تبادل جميع الأسرى والمعتقلين». وعن التناقض الحوثي المتمثل في الاستعداد لوقف القتال ثم الاستعانة بـ«حزب الله» وإيران لدعم العمليات العسكرية، قال وزير الإعلام اليمني: «للأسف كل التجارب السابقة مع ميليشيات الحوثي تؤكد أن سجلهم أسود من حيث الاتفاق والتوقيع على الاتفاقيات والمعاهدات ولا يمكن الوثوق بهم. لكن حرصاً على مصلحة اليمنيين، على استعداد لأي مفاوضات تؤدي إلى أمن وسلامة اليمن، وتنفيذ المرجعيات (...) وهذه قرارات تجمع عليها كل دول العالم».
وعما إذا كانت هناك جدية لإيجاد حلول عملية في الملف اليمنى، قال: «للأسف دائماً ميليشيات الحوثى ترفض الحل السياسي في كل محاولة، وعندما تتقدم قوات التحالف والشرعية وتحقق انتصارات كبيرة تعود جماعة الحوثي وتطلب الحل السلمي، كإجراء مؤقت، وكهدنة لإعادة وترتيب صفوفها من جديد في ساحة القتال». وحول دور المجتمع الدولي في إنهاء اللعبة الحوثية، قال الإرياني أعتقد أن المجتمع الدولي زادت قناعته بأن هذه الميليشيات تلعب على عامل الزمن، وليست جادة في عملية السلام، ويظل الخيار الأقرب إلينا هو السلام، إذا التزمت ميليشيات الحوثي وسلمت السلاح وانسحبت من المناطق التي تسيطر عليها، وتحولت إلى حزب سياسي، ويمكن القول إننا اقتربنا من مشروع سلام في اليمن.
ورداً على سؤال عما إذا كانت جماعة الحوثي مستعدة لتسليم خرائط زرع الألغام حتى عندما يبدأ مشروع مسام يتم الإنجاز في وقت زمني أقل، أوضح وزير الإعلام اليمني أنه «من إحدى الجرائم الكبرى أن الميليشيات الحوثية لا تقوم بوضع خرائط للألغام التي تزرعها وإنما تتم بشكل عشوائي، وهذه مشكلة كبيرة تقوم بها عصابة لا تمتلك أدنى مقومات الإدارة، وبالتالي هناك مشكلة كبرى ستعاني منها اليمن على مدار سنوات»، مضيفاً أن «مشروع (مسام) هو دليل مادي واضح على ما تقدمه إيران لنا من وسائل لتدمير الإنسان، وبين ما تقدمه المملكة العربية السعودية لنزع الشر وتقديم وسائل أفضل، لإنقاذ واستعادة الحياة».