التفاؤل يحدو فرنسا وكرواتيا لاعتلاء منصة التتويج باللقب العالمي

السبت 14 يوليو 2018 08:27:00
التفاؤل يحدو فرنسا وكرواتيا لاعتلاء منصة التتويج باللقب العالمي
وكالات:

قبل المواجهة المرتقبة بين المنتخبين الفرنسي والكرواتي مساء الأحد في نهائي بطولة كأس العالم 2018 المقامة حاليا بروسيا، يتقاسم الفريقان العديد من العناصر التي تدعو إلى التفاؤل وتعزز الآمال في اعتلاء منصة التتويج باللقب.

ويتطلع المنتخب الفرنسي للفوز بلقب المونديال للمرة الثانية، بعد أن أحرز نسخة 1998 على أرضه، بينما يحلم نظيره الكرواتي بإحراز اللقب الأول له في المونديال بعد أن حقق إنجازا غير مسبوق في تاريخه بالوصول إلى النهائي.

وأدرجت صحيفة “ليكيب” الفرنسية الجمعة تسعة أسباب تمنح التفاؤل باعتلاء المنتخب الفرنسي منصة التتويج مع نهاية المباراة النهائية بالعاصمة الروسية موسكو.

وكان من بين أغرب عناصر التفاؤل التي ذكرتها، فوز الأسطورة الألماني مايكل شوماخر بسباق الجائزة الكبرى البريطاني لسباقات فورمولا1 قبل 20 عاما ثم تتويج مواطنه سباستيان فيتيل بالسباق نفسه مساء الأحد الماضي. كذلك ذكرت الصحيفة أنه في عامي 1998 كان لاعب بالمنتخب الفرنسي، وهو بيسنتي ليزارازو، مرتبطا بعقد مع بايرن ميونيخ الألماني، والآن يرتبط لاعب المنتخب كورنتين توليسو بعقد مع الفريق نفسه. وأضافت الصحيفة أن ريال مدريد الإسباني توج بلقب دوري أبطال أوروبا في 1998 ثم توج به في 2018.

أما زلاتكو داليتش، المدير الفني للمنتخب الكرواتي، فربما يجد الفأل الحسن في أن كأس العالم تشهد بطلا جديدا كل 20 عاما منذ مونديال 1958، وبذلك قد يكون اللقب في النسخة الحالية لكرواتيا، بعد أن توجت البرازيل أول مرة في 1958 وتوجت الأرجنتين أول مرة في 1978 وفرنسا كذلك أول مرة في 1998. ومع ذلك، لم يبد داليتش اهتماما بالأمر وإنما صرح قائلا “لا أهتم كثيرا بالإحصائيات والأرقام، وإنما أهتم فقط بما نقدم من عمل”.

قبل حرب النجوم

راحة للاعبين قبل مباراة الأحد على ملعب لوجنيكي في موسكو؟ بالكاد فرصة لالتقاط الأنفاس قبل موعد يترقبه المئات من الملايين حول العالم، لختام شهر من محطات متواصلة مع كرة القدم، بكل ما فيها من آمال وأحلام وخيبات ودموع وتعب. مباراة الأحد فيها من ثأر كرواتيا لخسارتها أمام فرنسا في نصف نهائي مونديال 1998 على أرض الأخيرة، بقدر ما فيها من ثأر فرنسا لخسارتها نهائي كأس أوروبا 2016 بضيافتها أمام البرتغال.

وبالنسبة للجيل الفرنسي، فإن النجمة التي تزين قميصهم منذ 20 عاما، لا تكفي. لم يساهموا بها وغالبيتهم لم يكونوا قد ولدوا يوم رسمت. قالها بول بوغبا الخميس “الكروات لا يحملون نجمة، يريدون واحدة. قدموا مسارا جميلا جدا، يريدون الفوز، مثلنا. أنا لا أحمل نجمة، موجودة على القميص إلا أنني لم أفز بها، وأنا أرغب في الحصول عليها، مثلي مثل كل اللاعبين”. ويريد بوغبا أن يكون على ضفة “الابتسامة” مع انطلاق صافرة نهاية المباراة التي انتقى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الأرجنتيني نستور بيتانا لقيادتها.

يومان من الراحة لن تفارق فيهما الذكريات لاعبي المنتخبين. وأفاض بوغبا الخميس في الحديث عن معاناة 2016. بعد مسار قوي وصولا إلى النهائي شمل التفوق في نصف النهائي على ألمانيا بطلة العالم في حينه (2-0)، دمرت معنويات الفرنسيين في نهائي أمام برتغال لم تكن مرشحة بارزة للقب.

كما كرواتيا، كان منتخب كريستيانو رونالدو يومها يبحث عن نجمة، عن لقب أول كبير. نال ما كان يصبو إليه، بهدف يتيم في وقت إضافي. لا يريد الفرنسيون تكرار صورة الخيبة على ملعب “ستاد دو فرانس”. لا يريدون صورة 2016، بل صورة تتويج 1998، والتي تحققت بعد صورة أخرى على الملعب نفسه: نصف النهائي، منتخب كرواتي يتقدم 1-0، ويقترب من بلوغ النهائي في مشاركته الأولى كدولة مستقلة. احتاج الفرنسيون يومها إلى منقذ، وكان اسمه ليليان تورام. هدفان قلبا النتيجة، وأطلقا الفرح في باريس.

وتتوقع سلطات العاصمة الفرنسية تجمع 90 ألف شخص في “الجادة الخضراء”، منطقة شان دو مارس، حيث ستنصب أربع شاشات عملاقة للمشجعين الراغبين بمتابعة المباراة، إحداها بمساحة 103 أمتار مربعة. لهؤلاء والملايين غيرهم، يضع بوغبا نصب عينيه الفوز، ولا شيء غيره، في تصريحات أتت يوم ذكرى نهائي 12 يوليو 1998، يوم دك المنتخب الفرنسي شباك البرازيل بثلاثية نظيفة.

وأوضح لاعب خط الوسط الفرنسي “لم نصل إلى هذا الحد البعيد لنتراخى. أعرف طعم الخسارة في مباراة نهائية. لن يتكرر ما حصل في كأس أوروبا 2016، نريد فعلا أن ننهي بشكل جيد”. أسلحة فرنسا؟ تشكيلة لعلها الأفضل منذ جيل 1998. يقودها ديدييه ديشامب المدرب، بعدما قاد ديشامب اللاعب تشكيلة التسعينات على أرض الملعب. معه الآن أنطوان غريزمان، كيليان مبابي، نغولو كانتي، أوليفييه جيرو…

لا يقل المنتخب الكرواتي شأنا. لم يتوقع كثيرون وصوله إلى هذه المرحلة. رأى الجميع نجومه: القائد لوكا مودريتش، الموهوب إيفان راكيتيتش، المهاجم الفذ ماريو ماندزوكيتش، القناص إيفان بيريشيتش… إلا أن قلة قليلة توقعت أن دولة صغيرة لا يزيد عدد سكانها عن 4.1 ملايين نسمة، وباستقلال لم ينجز سوى في مطلع التسعينات، قادرة على جعل عزيمتها سندا للأقدام المتعبة للاعبيها الذين خاضوا ثلاث مباريات تواليا من 120 دقيقة، بدلا من منافسيهم الذين اكتفوا بـ90 دقيقة. وأقر المدرب الكرواتي زلاتكو داليتش بضخامة التحدي ضد فرنسا، لأن لاعبي المنافس “يشكلون خطورة في الهجمات المرتدة (..) لن يكون من السهل الدفاع أمامهم، لكن تضامننا، صلابتنا، ضغطنا الجيد ونشاطنا خلال خسارتنا للكرة ستكون الوسائل الجيدة لمواجهة فرنسا”.

وتابع “لقد سلكنا طريقا صعبا، نحن بالتأكيد الفريق الوحيد الذي لعب 8 مباريات (التمديد 3 مرات، أي مدة مباراة كاملة) في كأس العالم لبلوغ النهائي.. إنه أمر صعب للغاية، لقد استهلك اللاعبون الكثير من الطاقة، ولكننا نقول إنه كلما ازدادت الظروف صعوبة، كلما لعبنا بشكل أفضل”.

وأضاف “إنها فرصة فريدة في الحياة، وأنا متأكد من أننا سنجد القوة والدافع. (..) دخلنا صفحات كتب التاريخ بكوننا أصغر دولة تتأهل إلى المباراة النهائية لكأس العالم، مع ا الأوروغواي (التي فازت باللقب عامي 1930 و1950)، وإذا نظرت إلى البنية التحتية لبلدنا، نحن معجزة”.

ولم تنفك الصحف الكرواتية تكرر مفردة “الحلم”. قالتها بعد ثمن النهائي، وربعه، ونصفه. صدر الصفحة الأولى لصحيفة “سبورتسكي نوفوستي” كان الخميس “حلم، حلم، حلم! كرواتيا في النهائي. لا تستيقظوا، سنكرر ذلك!”، الأحد، بملء ثقة قدرة الفوز على فرنسا.

أول القادرين على تحويل الأحلام الكرواتية إلى واقع هو مودريتش، ساحر خط الوسط وحامل شارة القائد، والذي يفرض نفسه تدريجا كأبرز مرشح لجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم. بالنسبة إلى داليتش، قائد تشكيلته “أفضل لاعب في البطولة ويستحق الفوز” بالكرة الذهبية. قبل ذهب الكرة التي تمنح في نهاية العام، ستكون عينا مودريتش على ذهب آخر: كأس العالم التي تزن 6.1 كلغ، 4.9 كلغ منها ذهب خالص. أربعة ملايين كرواتي سيحلمون حتى مساء الأحد بهذه الكيلوغرامات.

منافسة رباعية

قبل 24 ساعة على انتهاء بطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في روسيا، فإن الصراع يبدو على أشده بين أكثر من نجم على نيل جائزة أفضل لاعب في النسخة الحالية للمسابقة. ورغم خسارة منتخب الأرجنتين أمام نظيره الألماني في المباراة النهائية لنسخة البطولة الماضية التي أقيمت بالبرازيل عام 2014، إلا أنها لم تمنع حصول الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي على جائزة أفضل لاعب في المسابقة. كما ذهبت الجائزة في نسخة البطولة عام 2010 بجنوب أفريقيا إلى الأوروغوياني دييغو فورلان، رغم إخفاق منتخب بلاده في الفوز باللقب واكتفائه بالحصول على المركز الرابع.

ويعد النجم البرازيلي السابق روماريو آخر لاعب يجمع بين جائزة أفضل لاعب وكذلك الفوز بكأس البطولة، وذلك في مونديال 1994 الذي أقيم بالولايات المتحدة، علما وأن هناك عشرة لاعبين فقط جمعوا بين الجائزة والكأس خلال النسخ العشرين السابقة للمونديال.

وستقوم مجموعة الدراسة الفنية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) باختيار اللاعب الفائز بالجائزة عقب المباراة النهائية التي تجمع بين منتخبي كرواتيا وفرنسا.

ومن المقرر أن يتم تسليم عدة جوائز أخرى في البطولة، وهي جائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في البطولة، والقفاز الذهبي لأفضل حارس مرمى، وجائزة اللعب النظيف للفريق الذي يتمتع بأفضل سجل تأديبي في البطولة المقامة في الفترة من 14 يونيو الماضي حتى 15 يوليو الجاري.

ومع الوداع المبكر لعدد كبير من النجوم في مقدمتهم ميسي والجناح البرازيلي نيمار دا سيلفا والنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم في العامين الماضيين، فإن الفرصة باتت مواتية أمام مجموعة أخرى من النجوم للحصول على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في المونديال.


لوكا مودريتش: صانع ألعاب منتخب كرواتيا وفريق ريال مدريد الإسباني (32 عاما) بإمكانه تتويج مسيرته، التي تضم بالفعل مجموعة كبيرة من الألقاب، بالفوز بكأس العالم الأحد على حساب المنتخب الفرنسي، خاصة وأغرافنه ربما أنه سيكون بمثابة الظهور الأخير له في كأس العالم، بالنظر إلى تقدمه في العمر. وأحرز مودريتش هدفين في مونديال روسيا، وأظهر قدرا كبيرا من رباطة الجأش بعدما نفذ ركلة ترجيح بنجاح بعد دقائق معدودة من إهداره ركلة جزاء في أواخر الشوط الرابع من مباراة المنتخب الكرواتي مع نظيره الدنماركي بدور الستة عشر للمسابقة، التي انتهت بفوز الكروات بركلات الترجيح.

كيليان مبابي: المراهق الفرنسي الذي تألق في كأس العالم بسرعته ومهاراته سجل ثلاثة أهداف في المسابقة حتى الآن، كما نجح في صناعة التاريخ بعدما أصبح أول مراهق يسجل هدفين في مباراة واحدة بالمونديال بعد الجوهرة السوداء البرازيلي بيليه، الذي حقق نفس الإنجاز في نسخة المسابقة عام 1958 بالسويد، وذلك حينما أحرز ثنائية في مرمى الأرجنتين خلال فوز فرنسا على المنتخب اللاتيني 4-3 في دور الستة عشر.

وفور قيام نجم باريس سان جرمان الفرنسي بتكرار إنجاز بيليه قام الأسطورة البرازيلي بتهنئة اللاعب الصاعد، الذي أشار من جانبه، إلى أن نجم منتخب “السامبا” السابق يتواجد في “منزلة أخرى” بين لاعبي الساحرة المستديرة.

وبإمكان مبابي أن يكلل مجهوداته التي بذلها طوال البطولة من خلال الفوز بكأس العالم واجتياز عقبة المنتخب الكرواتي في المباراة النهائية، حيث تحدث ديدييه ديشامب مدرب منتخب فرنسا عنه قائلا “كنت أقول دائما إن مبابي لاعب جيد للغاية. أنا سعيد لأنه لاعب فرنسي. يستطيع الوصول إلى مستوى ميسي ورونالدو”.

هاري كين: يتصدر نجم منتخب إنكلترا وفريق توتنهام هوتسبير الإنكليزي ترتيب هدافي المونديال الروسي برصيد ستة أهداف، ويبدو تأثيره على منتخب بلاده، الذي يتكون من مجموعة لاعبين صغار السن، ظاهرا للعيان، الأمر الذي يقرّبه من الحصول على جائزتي أفضل لاعب وأفضل هداف في البطولة.

ورغم أن حلم إنكلترا في استعادة لقب كأس العالم انتهى بخروج الفريق من الدور قبل النهائي أمام كرواتيا، فإنه مازال بإمكان كين تعزيز صدارته لهدافي البطولة، في حال نجاحه في هز الشباك خلال مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع التي ستجمع المنتخب الإنكليزي بنظيره البلجيكي السبت.

إيدين هازارد: يمتلك منتخب بلجيكا ثروة من المواهب، في ظل تواجد نجوم بحجم كيفن دي بروين وروميلو لوكاكو ودريس ميرتينز، لكن يظل صانع ألعاب فريق تشيلسي الإنكليزي، الورقة الرابحة الأهم في الفريق، ليس لكونه قائدا لمنتخب بلجيكا ولكن بسبب قدرته على التحكم في إيقاع الفريق، وهو ما كان واضحا بشدة خلال فوز البلجيكيين على البرازيل في دور الثمانية بالبطولة.

وأحرز هازارد هدفين وقدم تمريرتين حاسمتين خلال مشواره في البطولة حتى الآن، وتلقى الإشادة من الإسباني روبيرتو مارتينيز مدرب الفريق الذي وصفه بأنه “قائد كبير وحقيقي”.

وأضاف مارتينيز “إنه يتصرف بالكرة بتلقائية. إنني أحب ذلك حقا. دائما ما يريد الحصول على الكرة دون أن يؤثر بالسلب على سير المباراة”.