طالته يد الإهمال وظل يقدم خدماته للمواطنين، ولم يغلق حتى في فترة الحرب

مستشفى عتق العام بشبوة .. عطاءٌ وطموحات تقابلهما ميزانيةٍ تشغيليةٍ موقفة ( تقرير )

الاثنين 16 يوليو 2018 02:07:47
مستشفى عتق العام بشبوة  .. عطاءٌ وطموحات تقابلهما ميزانيةٍ تشغيليةٍ موقفة ( تقرير )
المشهد العربي - تقرير خاص

مستشفى عتق العام .. عطاءٌ وطموحات تقابلهما ميزانيةٍ تشغيليةٍ موقفة


"أخطأته سهام التدمير التي أُطلقت من نبال الحرب، لكنه نالَ نصيبه المحظوظ من (ترِكة) الإهمال الحكومي"

"إنعاش الميزانية التشغيلية للمستشفى وتوفير كافة العلاجات، هي الطريقة الأنسب لخدمة المواطن وتخفيف معاناته"

المشهد العربي - تقرير/ حسـين الأنعمـي  - نصـر الأشـول

مستشفى عتق العام، أحد المرافق الحكومية التي لا تزال تقدم خدماتها الطبية المتنوعة للمواطنين، في الوقت الذي أقفلت فيه معظم المرافق العامة - والحكومية أيضاً - أبوابها في وجوه المواطنين، جراء الأوضاع الصعبة التي عصفت بالبلد، وأفضت به إلى واقع مزرٍ، أثقل كاهل الشعب وعمق معاناته المتخمة بالآلام.

تأسس مستشفى عتق العام سنة 1978م، كهدية إنسانية من دولة الكويت الشقيقة، عبر صندوقها التنموي الذي تبّنى إنشاء مراكز حيوية ومشاريع خيرية في معظم المحافظات الجنوبية، وهو المستشفى (العام) الوحيد في محافظة شبوة، والذي يتواجد في مركز العاصمة عتق، ويمتلك الكثير من التخصصات الطبية ويقدم خدماته لكافة المواطنين سواءً في داخل المحافظة أو خارجها.

أوضاع المستشفى

مع أن سهم ( التدمير ) الذي اُطلق من نبال الحرب الانقلابية الأخيرة أخطأ المستشفى في الوقت الذي أصاب به غيره من المرافق الصحية في عموم البلد، إلا أنه نالَ نصيبه المحظوظ من حصة (ترِكة الإهمال) الحكومي التي توزعها الحكومة على كافة المرافق المختلفة، فالمستشفى يعاني من إهمال حكومي متعمد، حيث لم تقدم له الحكومة أو وزارة الصحة - ولا حتى السلطة المحلية في المحافظة - أي شيء، بما في ذلك تخصيص مبلغ مالي لترميم مبانيه القديمة، - بالإضافة إلى عدم وجود ميزانية تشغيلية لشراء وتوفير الأدوية الطبية، كما هو الحال مع باقِ الخدمات التي يفتقدها المستشفى، وأهمها افتقاره لبعض التخصصات والأجهزة الحديثة، وعدم استلامه لمخصصاته الحكومية كاملة، باستثناء تلك الهبات التي تقدمها المنظمات الدولية والإغاثية، والتي تمر في مجراها، وتنجو - بعناية الله - من مصير التقطعات الداخلية، التي تنـهش جسد باقِ المساعدات الإنسانية.

خدمات المستشفى .. واحتياجاته

كما أُسلف القول، بأن المستشفى يقدم خدماته الطبية المتنوعة للمواطنين، بما فيها الجراحة بمختلف أنواعها، والعظام وكل ما يختص بطب الأطفال، وقسم الباطنية والجلدية والعيون، وقسم الطوارئ، الذي يقدم خدماته على مدار الــ(24) ساعة دون توقف، بالإضافة إلى استحداث المستشفى لقسمين خاصين بوباءَي (الحصبة وحمّى الضنك)، واللذين انتشرا مؤخراً في المحافظة، وفتكا بالكثير من الأهالي، وتوفير العلاجات الوقائية اللازمة لهذين المرضين.


 لكن مع هذا فإنه يحتاج  إلى بعض الخدمات الضرورية الملِّحة من أجل القيام بأعماله على أكمل وجه، أبرزها: الأشعة المقطعية إلى جانب الأجهزة الطبية الحديثة، وانعاش الميزانية التشغيلية للمستشفى وتوفير كافة العلاجات، فهي التي من شأنها أن تخدم المواطن وتخفف من معاناته.

عطـاءٌ وطموحات

بالرغم من غياب الدعم الحكومي، إلا أن هناك خطط مستقبلية تضعها إدارة المستشفى في كشف أولوياتها أملاً بتوفيرها من أجل تطوير المستشفى، أهمها: خطة العام 2018م، والتي تهدف إلى توفير جهاز خاص بالأشعة المقطعية، وتوفير أخصائي مسالك بولية وافتتاح قسم العناية المركزة، وتوفير واستيراد كافة الأدوية التي افتقدها المستشفى - في الآونة الأخيرة - بشكل يدعو للقلق إزاء استمراره، وإدخال بعض التحسينات وأعمال الصيانة على مبنى المستشفى، الذي تتداعى مبانيه من بعض الأضرار، نظراً للفترة الزمنية الطويلة التي مرت على بنائه.

ميزانية تشغيلية موقفة

في ظل غياب دور الحكومة ووزارة الصحة، وتجاهل السلطة المحلية في المحافظة يعاني المستشفى من جمود - شبه تام - للميزانية التشغيلية الخاصة به، وهو العائق الذي ألقى بظلاله على قارعة طريق تطويره، أو على الأقل، النهوض به إلى واقع أفضل مما هو عليه اليوم، يرقى إلى أحقية المواطن للخدمات الصحية، في وطنٍ تقوده حكومة متقلّبة، حرمته الكثير من الحقوق والخدمات، ويتطلع - بآمال مُنغـّصة - إلى جانب طبي يأوي إليه عندما تهاجمه الأمراض والأوبئة الفتاكة التي خلفتها آثار الحروب المتتابعة التي أنهكت البلد وقوَّضت بنيانه.