أفشاري: إيران تعيش واحدة من أكثر المراحل التاريخية المعاصرة تأزما
شن ناشط سياسي إيراني هجوما على سياسات نظام الملالي، مشيرا إلى أن ولاية الفقيه التي تخول سلطات واسعة لمرشد إيران علي خامنئي، بمثابة المعضلة الرئيسية التي تواجه إيران حاليا، دون حلول لها حتى على مستوى التيار الإصلاحي.
وأكد علي أفشاري، المعارض للنظام الإيراني في سياق مقال له نشر عبر النسخة الفارسية لشبكة "دويتشه فيله" الألمانية، أن إيران تعيش واحدة من أكثر المراحل التاريخية المعاصرة تأزما، وسط تفاقم المشكلات والأزمات داخليا وخارجيا، دون وجود أفق للحل في القريب المنظور، الأمر الذي أدى لزيادة المخاوف حول المصير المنتظر.
واعتبر "أفشاري" نظام ولاية الفقيه الذي يمنح السلطة المطلقة للمرشد الإيراني "أزمة الأزمات"؛ لأنه يعرقل لحاق إيران بركب الازدهار والتنمية، ويخل بفرص العدالة الاجتماعية، والمشاركة السياسية على نحو منظم.
وقال المعارض الإيراني أن نظرية "ولاية الفقيه" التي وضع أساسها المرشد الإيراني الأول روح الله الخميني بعد استحواذه على حكم البلاد عام 1979، هي ظاهرة سياسية تتجاوز شخص رجل الدين القابض على زمام السلطة، لتشمل استغلال سلطات القضاء، والأجهزة الأمنية للقمع، والتغول على الدستور، وإهدار الثروات والموارد الطبيعية، إلى جانب حشد مجاميع طائفية ومليشياوية مثل الباسيج.
ولفت أفشاري في سياق مقاله إلى أن هيمنة المرشد الإيراني على مؤسسات عدة في البلاد ضمن سلطاته الواسعة، خلقت طبقات اجتماعية مصالحها مرتبطة ببقاء هذا النظام، وتدافع عن ولاية الفقيه باعتبارها أساس استمرار نظام الملالي، لافتا أن تلك المؤسسات الخاضعة لسلطة خامنئي المباشرة توسعت بشدة مقارنة بعقود ماضية.
وأوضح أن طبيعة تلك المؤسسات تشمل جوانب متعددة من بينها الثقافي، والاقتصادي، والديني، والتعليمي، والخيري وغيرها، وتنشط عناصرها داخليا بشكل واسع للتحكم في الحياة العامة والخاصة، مشيرا إلى أن مرشد إيران الحالي انتهج التوسع في تأسيس كيانات موازية أو ما تٌعرف في إيران بـ"مؤسسات الظل"، دون سند قانوني لها، كما أنها لا تخضع لسلطة الحكومة الرسمية.