سقطرى .. جزيرة طالتها مساعدات الإمارات الإنسانية في اليمن
إرشيفية
تطرق المستشار المتخصص في الشؤون البيئية والتاريخية لدولة الإمارات بيتر هيلير إلى المساهمات المختلفة التي تقدّمها الإمارات لمساعدة جزيرة سقطرى في المجالات الإغاثية والطبيّة والإنمائيّة. وكتب في صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية أنّ التركيز العالمي منصب على حملة تحرير ميناء الحديدة لكن يبقى ما يُسمع عن جزيرة سقطرى محدوداً.
وتقع الجزيرة شمال شرق القرن الأفريقي وتبعد عن الأراضي اليمنية عدة مئات من الكيلومترات.
ضربها منذ شهر إعصار ميكونو ممّا ألحق بها خسائر بشرية ومادية، الأمر الذي دفع مؤسسة الهلال الأحمر الإماراتية إمداد مساعداتها لإغاثة الجزيرة بغض النظر عن رؤية السقطريين العاديين إلى مستقبل الجزيرة والتي تتنوع كثيراً، يبدو أنّهم يتوافقون على الشعور بالامتنان تجاه مساعدات الإمارات لهم.
يكتب هيلير عن حسن حظه الذي سمح له بزيارة الجزيرة الشهر الماضي، حين شاهد كيف كانت الجزيرة تتعافى من الإعصار وكيف أدت الإمارات دورها لا في إغاثتها وحسب، بل في تنميتها الاقتصادية والاجتماعية الطويلة المدى.
تفاجأ هيلر بالروابط المتنوعة والموجودة منذ زمن طويل بين سقطرى والإمارات. يعيش الآلاف من سكّان الجزيرة في الاتحاد ومنهم من يعود زمن استقرارهم فيه عقوداً عدة تسبق تأسيس الإمارات.
تقع الجزيرة على مسارات الشحن التقليدية من الخليج إلى شرق أفريقيا حيث يكمن تاريخ طويل من العلاقات الممتدّة عبر قرون.
كان من الطبيعي أن ينظر العديد من السقطريين إلى الإمارات كمصدر للدعم في مواجهة مشاكلهم. حيث ساهمت على الصعيدين الحكومي والفردي، في تطوير الجزيرة ضمن مستويات متعددة.
واستجاب الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانيّة بالتعاون مع وكالات من دول أخرى كالسعودية والكويت بسبب الحاجة الماسة التي فرضتها ظروف الإعصار.
لكنّ دور الإمارات يمتد إلى ما هو أبعد من الاستجابة لحالات الطوارئ. وأحد هذه الجوانب هو مجال الرعاية الصحية.
سارع الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد لإرسال المساعدات الإغاثية بعد الإعصار، لكن لم تتم إثارة الاهتمام الكافي بأمثلة عن مساعدات سابقة.
بني مستشفى خليفة بن زايد في عاصمة الجزيرة حديبو سنة 2012 وتمّ الانتهاء من توسيعه قبل الإعصار وتضاف إليه حالياً تجهيزات هي الأحدث.
وخلال زيارة الكاتب للمستشفى، وصلت آلة تصوير مقطعيّ جديدة.
إضافة إلى ذلك، تتم زيادة تدريب الفريق الطبي المحلي مع إعادة تفعيل وحدة مكافحة السل التي كانت خارج الخدمة.
يستفيد القطاع التعليمي ذو الأهمية الهائلة بالنسبة لستين ألف شخص يقطنون الجزيرة من تعيين 220 أستاذاً بتمويل من الإمارات كما يستفيد من منح تقدم لمئتي متفوق من الطلاب لمتابعة الدراسة الجامعية في الإمارات وفي دول أخرى من العالم العربي.
وسيشمل الدعم جامعتين في سقطرى. واحدة من المسائل الأساسية التي تواجه الجزيرة هي خطر سحبها إلى النزاع الذي يضرب سائر أنحاء اليمن وقد تجاوزته حتى الآن لحسن الحظ. وقد أمّنت الإمارات التدريبات والتجهيزات للشرطة المحلية التي يقودها ضابط يمني على الرغم من أنّ المسؤولين عن التدريب عادوا إلى وطنهم.
يضيف هيلير أنّ هنالك توافقاً في العموم على أنّ مستقبل سقطرى سيعتمد بشكل مرجّح على تنمية السياحة مدفوعة بيئتها الفريدة التي تم الاعتراف بها دولياً من خلال تصنيف اليونسكو للجزء الأكبر من الجزيرة على لائحة التراث العالمي.
جفّ التدفق السنوي الضئيل للسياح بعد اندلاع النزاع اليمني وهنالك الكثير من الحاجة لتهيئة الجزيرة من أجل استكمال عودة هؤلاء بعد استتباب الأمن.
هنا أيضاً، تؤدي الإمارات دورها. تم تأمين الدعم المالي للأبحاث العلمية حول الأنواع النباتية والحيوانية المهددة بالانقراض.
تجري دراسات حالياً لتحديد أساليب التعاون بين خبراء البيئة في سقطرى والمنظمات البيئية الدولية لحماية التنوع البيئي من استيراد الأنواع الغريبة التي قد تؤثر سلباً على النباتات والحيوانات المحلية وأيضاً من تصدير الأنواع المهددة من سقطرى إلى الخارج.
يختم هيلير بالإشارة إلى أنّ مصير الجزيرة يقرره سكانها والمواطنون اليمنيون. بغض النظر عن بعض التضليل في التغطية الإعلامية الدولية، لا مؤشرات رآها الكاتب عن وجود مسؤولين إماراتيين في الميناء أو المطار أو حديبو أو أي مكان آخر باستثناء المسؤولين عن المساعدات.
وبغض النظر عن رؤية السقطريين العاديين إلى مستقبل الجزيرة والتي تتنوع كثيراً، يبدو أنّهم يتوافقون على الشعور بالامتنان تجاه مساعدات الإمارات لهم.