ما هي خطورة تهديد إيران لباب المندب وكيف سيواجه التحالف هذا الأمر؟
لمضيق «باب المندب» أهميّة كبرى تفوق بقيّة الموانئ والمناطق اليمنيّة، فعدا عن أنه نقطة ملاحية استراتيجية تصل الشرق بالغرب، فهو يُشكّل في الوقت عينه أهميّة إضافية بالنسبة إلى السعودية التي تمرّ عبره سفنها المُحمّلة بالنفط والمشتقّات المكرّرة والخام باتجاه الشرق الأقصى ودول آسيا.
ويربط باب المندب البحر الأحمر من الجنوب بالمحيط الهندي، حيث يقع في منتصف المسافة بين السويس ومومباي، يحده اليمن من الشرق وإريتريا وجيبوتي من الغرب، ويكتسب المضيق أهمية في عالم النفط من كمية النفط المارة به، والتي تقدر بحدود 3.5 مليون برميل يوميا.
وكونه يقصر المسافة التي تقطعها حاملات النفط بـ60 في المئة، فإن إغلاقه سيجبر ناقلات النفط على الدوران حول أفريقيا وسيرفع تكاليف نقل النفط بشكل كبير، ويعد النفط هدفا للإرهابيين.
ويبلغ عرض المضيق حوالى 30 كيلومترا تقريبا تتوسطه جزيرة بريم. وتتم الملاحة في الجزء الغربي من المضيق، لأنه الأوسع، حيث يبلغ عرضه 25 كيلومترا ويصل عمقه إلى 310 أمتار، ويطلق عليه اسم دقة المايون .
أما الجزء الشرقي ويسمى قناة اسكندر فهو لا يصلح للملاحة الدولية بسبب ضيقه وسطحية المياه فيه، حيث يبلغ عرضه ثلاثة كيلومترات وعمقه في أعمق منطقة 30 مترا.
وتمرّ منه كل عام 25 ألف سفينة تمثل 7 في المئة من الملاحة العالمية، وفي العام 2006 مرّت عبرالمضيق سفن محملة (اجمالا) بـ 3.3 مليون برميل من النفط تمثل نحو 7.5 في المئة من كل حاملات النفط (بالسفن) في العالم في تلك السنة».
أهمية باب المندب
و «تزيد أهمية (باب المندب) بسبب ارتباطه بقناة السويس وممر مضيق هرمز. فهو مهم أولاً لمصر ثم للسعودية ودول الخليج ثم لاريتريا وجيبوتي ومن بعدهما اثيوبيا والصومال، ثم للغرب كله.
وتمرّ منه الصادرات الخليجية أولاً والمنتجات الواردة من شرق آسيا ثانياً، ناهيك عن حاملات النفط، ويقال إنه في حال إغلاقه سيؤدي لارتفاع النفط بـ 5 دولارات لكل برميل، وهناك احتمال أن تؤدي عملية إغلاق المضيق إلى إعاقة وصول ناقلات النفط من الخليج إلى قناة السويس، وارتفاع في تكاليف الشحن بإضافة 6 آلاف ميل بحري زيادة بالنسبة للناقلات التي ستعبره، إضافة إلى توقعات بوصول التكاليف الإضافية للنقل لأكثرمن 45 مليون دولار يومياً».
«... الردّ السعودي والخليجي على الخرق الإيراني في اليمن كان متوافقاً مع السلوك التقليدي لأيّ دولة في العالم»، هذا ما يراه مراقبون لجهة قيام السعودية مع بعض الدول العربيّة بعمليّة «عاصفة الحزم» في اليمن.
مراقبون: الردّ العسكري المباشر الحلّ الوحيد
ويرى المراقبون أنه «في أوقات الأزمات، يمكن للدول المتضررة اللجوء إلى القوّة عندما لا تعود قادرة على حماية مصالحها بوسائل أقلّ تكلفة. ثم ان الصراع في اليمن يهدّد المصالح السعودية ودول الخليج تهديداً حيويّاً وخطيراً وبالتالي فإن الردّ العسكري المباشر يصبح هو الحلّ الوحيد، وهذا ما فعلته إيران في العراق بعدما سيطر تنظيم(داعش)على(الموصل) ومعظم شمال غرب البلاد، وهذا ما تفعله إيران في سورية منذ نحو ثلاثة أعوام، فدول الخليج العربية مهدَّدة ليس في صميم مصالحها فقط، إنما في وجودها».
وقال مراقبون إن الهجمات المتتالية على الناقلات التجارية وسفن المساعدات الإنسانية في منطقة باب المندب وخليج عدن في اليمن دليل على رغبة جامحة لدى الميليشيات الإنقلابية في زعزعة استقرار المنطقة والتأثير على حركة التجارة وأمن الملاحة في هذه المنطقة الحساسة من العالم.
أهمية تحرير الحديدة
وهنا تبرز أهمية تحرير مدينة الحديدة وميناءها من ميليشيات الحوثي، التي تنفذ أجندة إيران الخبيثة في المنطقة وتعمل على شن هجمات إرهابية في البحر الأحمر، خدمة لمصالح نظام ولاية الفقيه الذي كان قد هدد قبل أيام بمنع صادرات النفط في المنطقة.
ورغم أن الهجوم الأخير أسفر عن إصابة طفيفة في إحدى الناقلتين، فإنه يؤكد مرة أخرى على أهمية محاسبة إيران، وعدم التهاون مع ميليشيات الحوثي التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على الملاحة الدولية انطلاقا من ميناء الحديدة.
وعلى المجتمع الدولي دعم جهود التحالف العربي والشرعية اليمنية، الرامية إلى استعادة الميناء والمدينة وعدم الانجرار إلى محاولات الحوثي، وخلفه إيران، لكسب الوقت عبر مناورات سياسية باتت أهدافها مكشوفة.
وتسعى إيران ، من خلال إبقاء ميليشيات الحوثي في الحديدة، إلى الإمساك بورقة باب المندب الهامة للضغط على المجتمع الدولي وتنفيذ تهديداتها الإرهابية، لما يمثله هذا المضيق من أهمية على صعيد الملاحة الدولية.