*رسالة العام الجديد.. دعوة للتفاؤل والثبات على درب الشهداء*
صالح شائف
- من يصنع السلام في اليمن ولصالح من وعلى حساب من؟
- حرمان الجنوب من ثرواته ومنعه من استعادة دولته
- هذا رأينا بعملية التسوية ومتطلبات القبول الجنوبي بالتفاوض
- باستشهاد البطل والقائد الإستثنائي عبداللطيف السيد.. الجنوب يدخل مرحلة الحسم
الحياة تمضي بسنواتها المتتالية دون أن تأبه لمن لا يعيشون أيامها بجد وإجتهاد ومثابرة وينتصرون لأهدافهم وطموحاتهم الوطنية والعامة مهما كانت المصاعب والتحديات ويبحثون دوماً دون كلل أو ملل عن السبل المناسبة والمتاحة لتحقيق ذلك؛ أو لا يحرصون قولاً وعملاً وعبر المزيد من التقييم والمراجعة النقدية الصارمة لخططهم وبرامجهم وما يستلزمه ذلك من التغييرات المناسبة وفي الوقت المناسب كذلك؛ ولهذا فإن السياسيين الذين يسيّجون أهدافهم وآمالهم وأحلامهم وقدراتهم على العطاء بالتردد حينا أو بالخوف من ردود الأفعال أحياناً أخرى؛ بل وقد تقيد حركتهم الأحزان والهموم وتعدد الأوجاع بالنظر لحجم التضحيات التي قدمت ومازالت تقدم حتى اللحظة؛ وهو ما يجعلهم يستحضرون الألوان السوداوية في لحظات معينة تفرض نفسها عليهم بالضرورة.
ومع الأقرار بكل ذلك وصعوبة التحديات والمخاطر الماثلة؛ فإن الأوضاع القائمة لا يمكنها منحهم فرص التقدم إلى الأمام وكما يرغبون أو تعطيهم القدرة على تغيير الواقع المعاش مالم تتم عملية إقتحام تاريخية جريئة لكل الأسوار السياسية الخبيثة التي تحول دون إنقاذ حياة الناس في الجنوب من وضعهم الماساوي الشامل؛ فهنا فقط يتجسد النجاح والإنتصار لإرادتهم.
فالتاريخ محطات تصنعه الأفعال الإستثنائية المنظمة غير العشوائية أو المرتجلة أو تلك السريعة والمستعجلة وتحت ضغط الظروف القاهرة.
لأن الإصرار القائم على التفاؤل الإيجابي المبني على الثقة بالشعب وبالمستقبل الذي نبنيه بأيدينا ونصنع مداميكه اليوم هو ما نستحقه بجدارة التضحيات الإستثنائية العظيمة؛فالإيمان بعدالة القضية والتفاؤل واليقين بإنتصارها يمثل طاقة للروح وقوة الدفع الهائلة المطلوبة للفعل على الأرض والمتعدد الأشكال والميادين؛ وهو المحرك المعنوي للعطاء والسياج المنيع للنفس من مخاطر اليأس والإحباط والوقوع في دائرة الفشل والبقاء القاتل على رصيف الإنتظار لما قد تأتي به الأيام من فرج تحمله على طبق الأمنيات الخائبة أو يجود به علينا الغير كما يعتقد البعض وببراءة سياسية مدفوعة بحسن النوايا الطيبة والنبيلة؛ وهو الأمر الخادع للنفس والقاعدة التي لا وجود لها في عالم السياسة والمواقف المتحركة التي تفرضها المصالح وتحدد شكلها وأطرها وأهدافها القريبة والبعيدة ولا تعترف بغير ذلك.
فأي موقف سلبي كهذا لا يمكنه أن يرمي لأصحابه بطوق النجاة ولن يعطي للبعض ممن يعيشون في قاع اليأس والهزيمة الذاتية القدرة على النهوض إن هم وقعوا فيها؛ ولا يمنحهم ذلك أيضاً القدرة على تمييز الألوان والفرز ما بين تشابه الأحداث وتعدد عناوينها ومصادرها وخلفيات فاعليها وأهدافهم؛ ويعجزون في حالة كهذه عن معرفة حجم ومخاطر المؤامرات ضد الجنوب وقضيته؛ ويلف الضباب الكثيف طريق سيرهم ويشوّش عليهم الرؤية الواضحة التي بها وعبرها ينتصرون على من يقفون خلف معاناة شعبنا وآلامه ويصبون الملح على جراحه كلما تعافى وأقترب من تحقيق أهدافه الوطنية المشروعة وهم كثر ويلبسون أقنعة خادعة عند كل حدث أو موقف يتطلب منهم ذلك.