العرب اللندنية : الحوثيون يواجهون تبعات مغامرة التعرّض للملاحة الدولية

الاثنين 30 يوليو 2018 01:28:10
العرب اللندنية : الحوثيون يواجهون تبعات مغامرة التعرّض للملاحة الدولية

أهالي الحديدة يسددون فاتورة بقائها في قبضة الميليشيات

العرب اللندنية

تصف مصادر عسكرية يمنية ما يواجهه المتمرّدون الحوثيون من ضغوط ميدانية شديدة منذ تعرّضهم الأسبوع الماضي لناقلتي نفط سعوديتين بـ”العاصفة الهوجاء” في إشارة إلى التصعيد المتزامن للعمليات العسكرية ضدّ مواقع سيطرة ميليشيا الحوثي، لا سيما في مناطق الساحل الغربي حيث استئنفت معركة تحرير الحديدة بعد أن كان التحالف العربي قد أوقفها مؤقتا لفسح المجال أمام تحرّكات المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث لإيجاد حلّ سلمي لملف الحديدة ومينائها الاستراتيجي.

ومن جهتها ترى دوائر سياسية محلّية وإقليمية، أنّ جماعة الحوثي قد تكون دُفعت من قبل إيران إلى تصعيد مبالغ فيه وغير محسوب العواقب، بتخطيها خطّا أحمر يتمّثل في تهديد عملية إمداد الأسواق العالمية بنفط منطقة الخليج تنفيذا لأجندة إيرانية على علاقة بصراع طهران ضدّ قوى إقليمية ودولية على رأسها الولايات المتحدة.

وقال مصدر سياسي من داخل العاصمة اليمنية صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، إنّ لدى عدد من قادة الجماعة تخوّف مما قد يترتّب من تبعات عسكرية على عملية قصف الناقلتين السعوديتين، مؤكّدا أنّ نقاشا يدور بشأن سبل مواجهة تلك التبعات في حال دَفَع التحالف العربي والقوات اليمنية التي يدعمها بتصعيد الحرب إلى أقصاها، وتحويل المعارك الدائرة حاليا إلى حملة تحرير نهائية وشاملة.

وشرح ذات المصدر طالبا عدم الكشف عن هويته، مخافة الملاحقة من قبل الحوثيين، أن تلك القيادات على بيّنة تامّة بمقدار غضب السعودية ودول التحالف العربي، واستعدادها لتجاوز العراقيل التي تضعها بعض الدوائر الدولية أمام معركة الحديدة الفاصلة بذرائع إنسانية.

وشمل التصعيد العسكري ضدّ الحوثيين، الأحد، معقلهم الرئيسي بمحافظة صعدة شمالي اليمن، حيث أعلن التحالف العربي عن تدميره مواقع لإطلاق صواريخ باليستية.

وأكّد التحالف في بيان تدمير مواقع كان الحوثيون يستخدمونها لإطلاق تلك الصواريخ بشكل عشوائي على مناطق سعودية.

وعلى الأرض تمكّن الجيش اليمني من تحرير أولى مناطق مديرية الحشوة شرقي صعدة استعدادا لتطويق المحافظة من جهة الشرق.

وفي العاصمة صنعاء قصفت مقاتلات التحالف العربي عدّة مواقع عسكرية للمتمرّدين الحوثيين. واستهدفت الغارات، بحسب مصادر محلية، ثكنة تدريب للميليشيات في الكلية الحربية بضاحية الروضة وأخرى في معسكرات النهدين والسواد وضبوة جنوبي العاصمة.

وعلى الساحل الغربي حققت قوات ألوية العمالقة العاملة ضمن القوات اليمنية المشتركة مدعومة بقوات التحالف العربي، تقدما ميدانيا في غرب مدينة زبيد التابعة لمحافظة الحديدة، مكبّدة الحوثيين خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، بينما قصفت مقاتلات التحالف مواقع للميليشيات في محيط القاعدة البحرية بمنطقة الكثيب، كما استهدفت بأربع غارات تعزيزات في منطقة العرج بمديرية باجل كانت في طريقها من صنعاء إلى الحديدة.

وترافق ذلك مع اندلاع معارك عنيفة شرقي مدينة التحيتا بجنوب الحديدة. ووسط اليمن وصلت قوات الجيش إلى مشارف منطقة البياض شرقي محافظة البيضاء بعد تقدمها في الملاجم وتطهير ما تبقى من وادي فضحة من فلول الحوثيين.

ورغم أنّ جماعة الحوثي عطّلت بدفع من إيران كل المساعي الأممية لإيجاد حلّ سلمي للملف اليمني، إلاّ أنها ما تزال تأمل في استغلال تحرّكات المبعوث الأممي مارتن غريفيث، واستثمار التردّد الدولي وضبابية مواقف بعض الأطراف من ملف مدينة الحديدة، في المناورة وربح الوقت وتفادي الضغوط العسكرية ضدّها كلّما اشتدّت، على غرار ما يجري حاليا.

ولم تعد الاعتراضات على استخدام القوّة العسكرية في تحرير محافظة الحديدة الاستراتيجية من سيطرة الحوثيين تقنع غالبية المراقبين الذين يعتبرون أن فاتورة التحرير لن تكون أثقل من فاتورة استمرار احتلال المتمرّدين للمحافظة وما يترتّب عن ذلك من معاناة للسكان.

ويقدّم غريفيث الخميس إحاطته لمجلس الأمن بشأن مباحثاته مع فرقاء الأزمة اليمنية، في ظلّ تساؤلات عمّا إذا كان سيحمّل المسؤولية عن تعطيل جهوده للطرف الذي قام بذلك فعلا، وهو قيادات جماعة الحوثي الذين التقاهم مؤخرا في صنعاء، قبل أن يغادر محبطا دون الإدلاء بأي معلومات عما دار خلال تلك اللقاءات.

وبحسب مراقبين فإنّه سيكون من الصعب على غريفيث تجاهل تصعيد خطير في اليمن من قبيل التعرّض لإمدادات النفط عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر.

وبدا أن الحوثيين يستشعرون الموقف السلبي للمبعوث الأممي من قياداتهم، وقد ترجموا ذلك من خلال حملة إعلامية ضدّه والترويج لإيجاد “مسار بديل” عن تحركاته.