ترمب: نمو الاقتصاد الأميركي مذهل وسياساتنا مع الصين تؤتي ثمارها

الثلاثاء 7 أغسطس 2018 02:57:49
ترمب: نمو الاقتصاد الأميركي مذهل وسياساتنا مع الصين تؤتي ثمارها

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الناتج المحلي الإجمالي لبلاده ينمو نمواً كبيراً ويسير في الاتجاه الصحيح، مدافعاً عن سياسته المثيرة للجدل بفرض رسوم جمركية ضد الصين وبلدان أخرى، وقال إن هذه الإجراءات التجارية «تؤتي ثمارها بشكل أفضل بكثير مما كان متوقعاً»،

وأنها جلبت بكين إلى طاولة المفاوضات... بينما تؤكد الصين على الجانب الآخر أن دوافعها الانتقامية مبررة، مشيرة إلى أن اقتصادها قوي بشهادة العالم.

ونقلت صحيفة «ذا هيل» الأميركية عن ترمب قوله في حشد في ولاية أوهايو الأميركية، إن الاقتصاد الأميركي سوف ينمو بمعدلات نمو غير مسبوقة نتيجة لسياساته التجارية، واصفاً النمو الاقتصادي الأميركي الأخير بـ«الأمر المذهل»،

وقال: «إنه معجزة بالنسبة للعديد من الناس». وأشار ترمب إلى أنه في حال تمكنه من خفض العجز التجاري، فإنه سوف يكون بإمكان الولايات المتحدة إحداث نمو في الناتج المحلي الإجمالي بثلاث أو أربع نقاط.

وأفادت وزارة التجارية الأميركية، أواخر الشهر الماضي، بنمو الاقتصاد بنسبة 4.1 في المائة خلال الأشهر من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران)، مسجلاً بذلك أعلى مستوى له منذ ما يقرب من أربع سنوات.

وحول سياساته المثيرة للجدل بفرض رسوم جمركية ضد الصين وبلدان أخرى، قال إن هذه الإجراءات التجارية «تؤتي ثمارها بشكل أفضل بكثير مما كان متوقعا»، مؤكدا أن سياساته «جلبت بكين إلى طاولة المفاوضات»، وتوقع أن سوق الولايات المتحدة سوف «يحقق أرباحا بشكل كبير» بعد إعادة التفاوض على «صفقات التجارة الفظيعة» بنجاح.

واعتبر في تغريدة على موقع «تويتر» أن «الرسوم كان لها تأثير إيجابي على صناعة الفولاذ لدينا»، مضيفا أن «المصانع تفتح في كل أنحاء الولايات المتحدة. عمال الصلب عادوا إلى العمل مجددا، والأموال تتدفق إلى خزينتنا».

وقال ترمب في تغريدة أخرى: «زيادة الرسوم ستجعل بلدنا أكثر ثراءً مما هو عليه اليوم»، مشيرا إلى أن «المخبولين فقط سوف يعارضون هذا». وقال أيضا إن الأداء الاقتصادي للصين «مقابلنا ضعيف للمرة الأولى»،

كما أشار إلى وقوع خسائر في السوق الصينية، مؤكدا أن «الرسوم تؤدي غرضها أفضل بكثير من توقعات أي أحد على الإطلاق».

وزعم ترمب أن الصين تجري محادثات مع الولايات المتحدة حول التجارة، لكنه لم يقدم تفاصيل. وقال إن إدارته ستواصل فرض تعريفات جمركية إذا لم تقبل دول أخرى بالجلوس إلى مائدة التفاوض بشأن التجارة.

ومضى يقول: «نحن نستخدمها (التعريفات الجمركية) من أجل التفاوض على اتفاقات تجارية عادلة».

وجاءت تغريدات الرئيس الأميركي وسط تصاعد جديد للتوتر التجاري مع الصين. ففي وقت سابق هذا الأسبوع طلب ترمب من مستشاريه التجاريين الكبار دراسة ما إذا كان يجب رفع الرسوم على بضائع صينية تصل قيمتها إلى 200 مليار دولار، من مستوى مقترح عند 10 في المائة كما هو مقرر، إلى 25 في المائة.

بعدها هددت الصين بفرض رسوم إضافية على بضائع أميركية متفرقة قيمتها 60 مليار دولار، وهو ما اعتبره المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كودلو «ردا ضعيفا».

وعلى الجانب الآخر، قالت وسائل الإعلام الرسمية في الصين فجر الأحد إن التعريفات الجمركية الانتقامية التي أعلنت الحكومة فرضها على سلع أميركية بقيمة 60 مليار دولار أظهرت تصرفا حكيما من جانب بكين، واتهمت الولايات المتحدة بـ«الابتزاز».

وكانت وزارة المالية الصينية كشفت في ساعة متأخرة من مساء الجمعة عن مجموعة جديدة من الرسوم الجمركية الإضافية على 5207 سلع مستوردة من الولايات المتحدة بنسب تتراوح بين 5 و25 في المائة.

وجاء الرد في أعقاب اقتراح لإدارة ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على واردات صينية قيمتها 200 مليار دولار. وقالت صحيفة «غلوبال تايمز»،

وهي صحيفة نصف شهرية تديرها صحيفة «الشعب» اليومية، في تعليق لها إن «الإجراءات المضادة التي اتخذتها الصين تتصف بالتعقل».

وتابعت في تعليقات تكررت في التلفزيون الرسمي: «الصين لن تندفع في منافسة مع الولايات المتحدة حول الأرقام». وفرضت كل من الولايات المتحدة والصين رسوما على سلع من الدولة الأخرى بقيمة 34 مليار دولار في يوليو (تموز) الماضي.

ومن المتوقع أن تفرض واشنطن قريبا رسوما جمركية أكبر على سلع صينية إضافية بقيمة 16 مليار دولار، وهو ما أعلنت الصين على الفور أنها سترد بالمثل عليه.

وقال التلفزيون الرسمي في تعليق إن «الضغط الهائل الذي يمارسه البيت الأبيض والابتزاز أمر واضح بالفعل أمام المجتمع الدولي... مثل هذا النهج من الابتزاز الهائل ضد الصين لن يؤتي ثماره».

والسبت اعتبر وزير الخارجية الصيني وانغ يي التهديد الذي تلوح به بلاده بأنه «مبرر بالكامل وضروري».

وقال في حديث على هامش مؤتمر حول الأمن في سنغافورة: «أما فيما يتعلق بما إذا كان أداء اقتصاد الصين جيدا أم لا، أعتقد أن كل شيء واضح للغاية أمام المجتمع الدولي بأكمله»، مضيفا أن الصين ساهمت بشكل كبير في النمو الاقتصادي العالمي.

وأكد وانغ على هامش منتدى «رابطة دول جنوب شرقي آسيا» (آسيان) أن هذه التدابير المضادة الجديدة «تتخذ دفاعا عن مصالح الشعب الصيني». وأضاف أن هذه الخطوة الصينية الجديدة تهدف أيضاً إلى تعزيز «نظام التبادل الحر العالمي» الذي تدعمه منظمة التجارة العالمية.

ويُشار إلى أن الرئيس الأميركي قام بفرض مجموعة من التعريفات الجمركية على بضائع الدول الأخرى خلال الأشهر الأخيرة، لا سيما الصين وبعض البلدان الحليفة للولايات المتحدة مثل كندا.



* مخاوف داخلية في أميركا

وقد استجابت هذه البلدان بفرض تعريفات جمركية على المنتجات الأميركية، مما أثار مخاوف بين المنتجين الأميركيين بشأن تصاعد الحروب التجارية وما لها من آثار سلبية على الاقتصاد الأميركي... وأثار التوتر المتنامي مع الصين القلق في البلدين، وهناك تقارير تفيد بأن المخاوف من وقوع أضرار جانبية وصلت إلى داخل الإدارة الأميركية.

فقد أعلن الاتحاد الوطني الأميركي للبيع بالتجزئة، وهو مجموعة تجارية رئيسية في بيان الأسبوع الماضي: «قلنا سابقا إن هذه الحزمة من الرسوم تضاعف من التهور بفرض سياسة تجارية سوف تؤذي العائلات الأميركية والعمال الأميركيين أكثر مما ستؤذي الصين».

وفيما يعود الفضل إلى ترمب في خلق وظائف جديدة في حقل صناعة الفولاذ، فإن زيادة الرسوم أضرت بالعديد من الشركات التي تعتمد على الفولاذ كمادة أولية بعد ارتفاع أسعاره، كما أن الإجراءات الانتقامية للصين أضرّت بمزارعي الصويا الأميركيين.

الشرق الاوسط