الإعلام..معركة الحوثي الجديدة بتنسيق قطري
لم يتوقف الدعم القطري للحوثيين عند تحويل قناة "الجزيرة" إلى بوق إضافي لتلك المليشيا الإرهابية بجانب قناة "المسيرة"، بل شرعت في تنفيذ استراتيجية جديدة لتطوير إعلام الانقلاب، كجزء من مخطط تدميري لإرباك الحكومة اليمنية الشرعية.
وخلال الأسابيع الماضية أطلقت المليشيا الانقلابية قناتين جديدتين هما "اللحظة" و"الهوية" بدعم كامل من الدوحة، وظهرتا بإمكانيات عالية لا تتوفر عند جميع الفضائيات اليمنية الرسمية والخاصة.
وبعد أشهر من علنية وتسويق قناة "الجزيرة" للقطات حربية مفبركة، بثتها القناة الناطقة بلسان الانقلاب الحوثي، تتجه الدوحة إلى تأهيل قناة "المسيرة" الحوثية، وتوفير جميع الإمكانيات المالية لها، حسب مصادر متطابقة.
وأكدت المصادر أن وفوداً إعلامية حوثية وإيرانية توافدت إلى الدوحة بهدف مناقشة "خارطة طريق جديدة للإعلام الحوثي"، بهدف ضرب الشرعية اليمنية.
وكشف الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط أمجد طه أن شخصية "حوثية" وصلت إلى قطر للقاء عدد من القيادات الإعلامية والمسؤولين في قطر.
وكتب طه، على صفحته الشخصية في "تويتر"، أنه "بعد السفر من لبنان إلى إيران وصل إبراهيم الديلمي، مدير قناة "المسيرة"- شاشة الإرهاب في اليمن- إلى قطر".
وأشار المحلل السياسي إلى أن"الديلمي" وصل الدوحة بهدف الحصول على أجهزة تصويرية وتقنية إعلامية واستخباراتية متطورة، وجلب عدداً من موظفي قناة الجزيرة لتطوير قناته.
الإعلامي جمال الحربي نقل هو الآخر عبر حسابه الرسمي في "تويتر" أن القيادي الحوثي إبراهيم الديلمي مدير قناة المسيرة، التقى في الدوحة عزمي بشارة وبحضور مدير قناة الجزيرة أحمد السقطري، وعباس ناصر مدير التلفزيون العربي التابع لقطر، بهدف رسم استراتيجية إعلامية ضد دول دول الجوار".
وبدأت الدوحة حياكة المؤامرات الإعلامية ضد الحكومة الشرعية والتحالف العربي في اليمن منذ طرد قطر من التحالف العربي قبل أكثر من عام، لكن الأشهر الثلاثة الماضية، شهدت تنسيقاً إعلامياً عالياً، وباتت "الجزيرة "و"المسيرة" وجهان لانقلاب واحد، وفقاً لمراقبين.
وأكد مراقبون أن هناك تغيراً في الخارطة الإعلامية الحوثية، بشكل يكشف عن تطابق في الاستراتيجيات، وأن خلايا "عزمي بشارة" باتت هي من تدير فضائيات الانقلاب الحوثي بشكل كامل، بهدف تشويه دور دول التحاف العربي الإغاثي والتنموي وتزييف الحقائق داخل اليمن.
وكما هو الحال في قناة "المسيرة" الحوثية، تتغاضى قناة "الجزيرة" عن تردي الأوضاع المعيشية والإنسانية في المناطق الخاضعة للانقلاب الحوثي، وتسلط الضوء بشكل مكثف على المناطق المحررة وتصويرها بأنها تعيش انفلاتاً أمنياً واقتصادياً.
ويبدو أن الهفوة الفاضحة التي وقعت بها قناة "المسيرة" في تغطية جريمة القصف الحوثي لسوق السمك وبوابة مستشفى الثورة الحكومي، ونقلها مباشرة لقذائف الهاون المتساقطة قبل أن تتراجع عن ذلك بلحظات، جعل من الدوحة ترمي بكامل أوراقها من أجل تأهيل وتطوير إعلام الانقلاب.
ووفقاً لمصادر تكفلت الدوحة بدعم وسائل الإعلام الحوثية، وتحديداً قنوات "المسيرة" و"اللحظة "و"الهوية" باستديوهات حديثة، وكذلك مرتبات العاملين فيها، والذين يتخذون من الضاحية الجنوبية في لبنان مقراً لهم.
وحسب المصادر، فإن الفضيحة الحوثية في محاولة تلفيق جريمة الحديدة ضد التحالف العربي قبل انكشاف خططهم، لكن كشف التحالف بالأدلة الدامغة عن وقوف المليشيا خلف تلك الجريمة، جعل الدوحة تخطط لمؤامرات غير مفضوحة.