رسائل الزبيدي من منبر قناة أبو ظبي
أنيس الشرفي
- خيارات الجنوب وفرص الشمال
- #ثريد
- لن ينطلي زيفكم
- مرحلة تأمين المكتسبات الوطنية الجنوبية
يعدُّ ظهور الزبيدي على منبر قناة أبو ظبي الفضائية قناة دولة الإمارات الرسمية بحد ذاته رسالة كافية تؤكد على اعترافٍ غير مباشر بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وبمطالب شعب الجنوب التي يتبناها ويقودها المجلس.
وبغض النظر عن الرسالة التي يحملها مثل هكذا ظهور، فقد حمل حديث الزبيدي من على شاشة قناة أبو ظبي رسائل ودلالات عدة، ولعل أهم تلك الرسائل تتمثل في الآتي:
الرسالة الأولى : موجهة إلى المحتجين والمعتصمين في عدن وسائر مدن الجنوب، يؤكد فيها أن المجلس الانتقالي الجنوبي معكم وإلى جانبكم، ولن يرضى باستمرار معاناتكم وانعدام خدماتكم، كما لن يسمح لأحدٍ بأن ينتقص من حقوقكم أو يتعدى عليكم، وما نحن إلّا جزءاً من شعبنا نستشعر آلامه ونعاني من معاناته.
الرسالة الثانية : إلى سائر شعب الجنوب يؤكد خلالها بأن لا تراجع عن مطلب شعبنا باستقلاله واستعادة دولته ومستعدون لخوض عباب البحر للوصول إلى ذلك الهدف.
الرسالة الثالثة : إلى الرئيس هادي نمد أيدينا إليك للتعاون معاً تحت رعاية وضمان التحالف العربي من أجل تحسين الخدمات ومعالجة الأوضاع العامة في الجنوب، ونأمل أن تغلب مصلحة الشعب على مصالح فئة من المتنفذين الذين لا هم لهم سوى استغلال أزمات الوطن وأوجاع وآهات المواطنين لرفع أرصدتهم المالية في البنوك الأجنبية على حساب معاناة شعبنا.
الرسالة الرابعة : إلى دول مجلس التعاون الخليجي نحن جزءاً من نسيج المجتمع الخليجي ولن نغرد خارج سرب نسيجنا، وقد برهنت الحرب أننا سندكم الأقوى على الأرض فكل انتصارات التحالف تحققت بأيدي وتضحيات المقاومة الجنوبية، ولكننا نرفض تجاهلكم لنا وندعوكم لإطلاق مبادرة جديدة تستوعب قضيتنا وواقع القوى التي أفرزها الحرب، وفي حال استمر تجاهلكم لشعبنا وقضيته فقد يدفعنا ذلك لفتح قنوات تواصل أخرى للوصول إلى أهدافنا.
الرسالة الخامسة : إلى الأخوة الأشقاء في اليمن الشمالي، سنكون سندٌ لكل رجال مقاومتكم حتى نوصلكم إلى صنعاء ثم يتجه كلٌ منا لبناء دولته، ونمد أيدينا لكم لبناء علاقات الود وحسن الجوار، وتغليب العقل والحكمة واحترام إرادة شعبنا.
الرسالة السادسة : إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، قضية شعب الجنوب هي جوهر الصراع اليمني وأساسه ومصدر كل أزمات البلاد منذ عام 1994م وحتى اليوم، وهي معيار الحكم على نجاح أو فشل أي مساعي سياسية لحلحلة الأزمات اليمنية، وفي حال تجاهلكم التعاطي معها بإيجابية فستمنى مساعيكم بفشلٍ مؤكد كما منيت مساعيكم السابقة، أما نحن فلن نقف مكتوفي الأيدي.
الرسالة الأخيرة : أشار إلى أن شعب الجنوب تعاطى بإيجابية مع ظروف المرحلة وتعاملت المقاومة الجنوبية والمجلس الانتقالي بإيجابية مع إفرازاتها، ولم نغلب مصلحتنا على مصالح الآخرين، بل راعينا مصالح مختلف الأطراف (شعب الشمال والتحالف العربي والمجتمع الدولي)، في الوقت الذي كان بإمكان أبناء الجنوب استغلال الأزمة لفرض واقع مغاير على أرض الجنوب يعيد إليهم حقهم كاملاً غير منقوصاً.
ورغم ذلك فلن نقبل في الجنوب من الآخرين بأن يعطوا أولوية لمصالحهم على حساب مصلحة شعب الجنوب، فإما تسير مصالح الجميع في خطٍ متوازٍ وإلا فلدينا الكثير من خيارات وأدوات ووسائل الضغط الكافية لدفع الإقليم والعالم إلى التعاطي الإيجابي مع قضيتنا.
فإن تجاهلتنا دول الإقليم فسنسحب القوات الجنوبية إلى حدود دولة الجنوب المعروفة عام 1990م، ولن نقاتل خارجها إلا بضمانات دولية كافية لحل قضية شعب الجنوب بما يلبي تطلعاته، وإن تجاهلتنا الأمم المتحدة والدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي فسندخل الحديدة ونسقطها وسيأتون إلينا بأنفسهم.
10 أغسطس 2018م