باعوم مناضل .. ليس تابو مقدس
صالح علي الدويل باراس
- 27 ابريل 94 …يوم غَدَرَ الغادرون
- الانتقالي والدورة 87 للجمعية العامة*
- تحرير قطاع الاتصالات
- ترشيد الخطاب
حسن احمد باعوم هامة جنوبية وطنية قوية عنيدة ..خرج في زمن قل فيه الخروج الجنوبي ، وتكلم في زمن قل فيه من يتكلم من الجنوبيين ، صرخ بالجنوب عاليا حين صمت واذعن الكثير حين قالت صنعاء أن الجنوب فرع عاد للأصل ، وقبلوا أن يكونوا فرعا لا ندا فيها.
لكن باعوم انسان جرى عليه مايجرى على أي إنسان من فتوة ورجولة وارذل عمر .. !!
اول من خانه في مرحلة ارذل العمر ابناؤه ، بل أكبرهم فادي ، حين كان واجبه الحرص على تاريخه، لكنه جعل اسمه قناعا وعنوانا للتسول والموقف السياسي الخطاء ، والدم الجنوبي ينزف في الجبهات من عدوان حوثي المدعوم من ايران ، قبل أن تندلع عاصفة الحزم، والرجل في خرفه لم يعد يدري مايدور حوله ، ولا لوم عليه ...لكنهم جعلوه عنوانا ، لعلمهم انهم لا شيء بدونه، والعنوان يكون عريضا ، لابد أن يقرأه الناس اولا..
مهما كان تاريخ باعوم ، فهو ليس الحراك ، فالحراك ثورة وطنية جنوبية ، هو من رواده حقا، ورئيس احد مكوناته .. لكن إن يجعل بعض الكتاب من باعوم والحراك شيئا واحد ، هذا ليس انتصارا ودفاعا عنه ، بل خبث سياسي لتنميط الحراك في اتجاه ضد التحالف العربي ، وهذه من الافتراءات الإعلامية الخبيثة .
الكثير من الناس تمنى لو ان الرئيس عيدروس لم يتعرض لحسن باعوم بالاسم ، مهما كان الراي في الوحل الذي لوثه فيه ابنه فادي ، وان كان لابد فتمنوا ان يسله ويستخرجه من عفونة فادي السياسية ، إكراما لما قدمه الرجل من أجل الجنوب ، ومثلما لايجوز الكلام فيه بذم أو مدح في مرحلة ارذل العمر ، فالرجل سقط عنه التكليف، فغير المقبول أن يتكلم الملوثون ، والذين لوثوه دفاعا وانتصارا له، فالرجل ميت حي ، والذين حريصون على تاريخه عليهم أن يستنقذوه من اوحال القذارات السياسية التي مرغه ويمرغه فيها اولاده ، وجعلوه عنوانا لها. مالم فإن النقد السياسي سيستهدفه كعنوان مهما كانت رمزيته ومهما كان نضاله ، فالنقد ليس لماضيه بل للحظة الآنية التي مرغوه فيها .
للمقارنة :
الجنرال " بيتان " كان رمزا للمقاومة الفرنسية في الحرب العالمية الأولى،
ولم يغفر له ذلك عندما صار رمز الخذلان أمام نازية هتلر في الحرب الثانية.