للأشقاء في اليمن لا ترموا بيوت الآخرين بالحجارة و بيوتكم من زجاج

عاش الجنوب العربي مثل دول كثيرة فترات كانت صعبة بل حتى قاسية خلال حكم الإشتراكي.

‏بعد عدوان و غزو الجنوب في ٩٤م و فقدان الارض و الدولة الجنوبية جرت عديد المحاولات لمعالجة جروح الماضي بروح التصالح و التسامح خصوصا مع بدء مرحلة النضال السلمي لمواجهة الاحتلال اليمني الغاشم و التي تحولت إلى مقاومة جنوبية مسلحة في وجه الغزو الثاني الحوثوعفاشي في ٢٠١٥م، و قادت هذه المقاومة إلى تبلور مشروع بناء دولة مؤسسات جنوبية سعينا و نسعى اليها حتى تحول دون عودة مآسي الماضي و حتى لا تتحمل الأجيال القادمة تبعات و وزر تلك الفترات المظلمة من تاريخ الاشتراكي.

‏في الوقت ذاته الكل يعرف أيضا أن تاريخ اليمن يقطر دماءا منذ غزو يحيى الرسي في أواخر القرن الثالث الهجري، وأن حروبه على اليمنيين و ممارسات العنصرية الفظة قد وصمت تلك الارض قرونا من الزمن كاملة، بالمجازر و القسوة ضد المخالفين و التي اعتمدها من جاء بعده من الائمة قربانا لإستحقاق حق تولي الإمامة، حتى مطلع القرن الماضي و ظهور كثير من الدول الوطنية ظلت الإمامة الزيدية ترتكب المجازر ضد ابناء اليمن الأسفل و قبائل تهامة.

‏و حتى بعد ١٩٦٢م اهلكت حروب الجمهوريين و الملكيين اكثر من ربع مليون خلال ثمان سنوات ثم تلتها حروب المناطق الوسطى و حروب صعدة.

‏أعرف أن البحث في الملفات الشائكة يثير الطبقة السياسية اليمنية حوثيها و اخونجيتها و عفافشتها لانهم يخافون الحقيقة.

‏لكن لا بدَّ من فتح سجلاتهم السوداء بعيداً عن رائحة الثأر وتوظيف الأوجاع لكي يبتعدوا عن محاولات إسقاط تاريخهم المظلم على الآخرين و خصوصا على الجنوبيين..

‏د. حسين لقور ⁧‫#بن_عيدان‬⁩