حدث في مثل هذا اليوم 22 مايو

في مثل هذا اليوم 22 مايو في عام 1990 تم التوقيع على أسوأ وثيقة وحدة بين دولتين في العالم، حيث دخل بسبب هذه الوثيقة شعب دولة الجنوب العربي حياة البرزخ ومورست ضده كل أصناف العذابات والقتل والتشريد والتسريح من وظائفهم بشكل جماعي وبأعداد تجاوزت 600 الف موظف.

‏في مثل هذا اليوم 22 مايو عام 1990 سجلت اول حالة سرقة للأحذية من مساجد الجنوب، كما سجلت في مثل هذا اليوم أول حالة تسول في شوارع الجنوب، كما سجلت في مثل هذا اليوم أول إنتشار للبسطات المخالفة على الأرصفة والباعة المتجولين، كما إن هذا اليوم شهد نهاية لإشارات المرور في الشوارع حيث تم تكسيرها وسرقتها من قبل الغزاة بعد إن كانت عدن هي أول مدينة في الجزيرة العربية تطبق نظام إشارات المرور للسيارات والمارة.

‏في مثل هذا اليوم 22 مايو عام 1990 ظهر مصطلح "الدحبشة" في مدن الجنوب وهو تعبير عفوي من شعب الجنوب على الهمجية والتخلف والفوضى والفساد والسلوكيات الغريبة والدخيلة عليهم التي جلبها اليمنيين إلى أرض الجنوب، والدحبشة بمعناها الإصطلاحي هل كل الصفات السيئة للانسان.

‏في مثل هذا اليوم 22 مايو عام 1990 ودع أبناء الجنوب النظام والقانون وودعوا الدولة التي كانت ترعي مصالحهم وتهتم في تعليمهم وصحتهم وخدماتهم كالكهرباء والمياة ورواتبهم، والعملة التي كانت تعادل ثلاثة دولار أمام الدينار وتعتبر أقوى عمله على مستوى الجزيرة العربية.

‏في مثل هذا اليوم 22 مايو عام 1990 ألتهم زيود صنعاء الجنوب العربي ثم أحتلوه بالقوه وأستعمروه ونهبوه ومع ذلك هم لا يعترفون أنهم محتلين بل يدّعون أن الأرض أرضهم أما الشعب الجنوبي فهم هنود وصومال وبقايا بريطانيا وهذا أوقح إحتلال عرفه التاريخ.

‏في مثل هذا اليوم 22 مايو عام 1990 يتذكر شعب الجنوب الغدر والخيانة ومحاولات طمسه ومحيه من الوجود والإجهاز على تاريخه وهويته وحتى حاول المحتل تعميم ثقافته البليدة في كل شيء حتى المباني الحكومية وأسماء المرافق بالجنوب.

‏في 22 مايو عام 1990 أعاد نظام زيود اليمن الحاقدين على شعب الجنوب الثأرات والقتل ومول الفتنة والأحقاد وعمل على تضخيم الصراعات السياسية الماضية بين الجنوبيين، على الرغم أن ضحايا الجنوب بسبب الوحدة، أضعاف مئات المرات ماخسره الجنوب طوال تاريخه حيث لا يوجد بيت جنوبي إلا وفيه شهيد أو جريح بسبب الوحدة المشؤومة.

‏في مثل هذا اليوم 22 مايو عام 1990 تم تدمير اكثر من 60 مصنعاً ومؤسسة إقتصادية جنوبية، كانت من أهم المؤسسات الحيوية في الجنوب ما قبل 90 ، تمت تصفيتها وبيع أصولها وعقاراتها والبعض منها وزعت كغنائم حرب وتم وإغلاقها والتخلص منها إلى لأبد.

‏في مثل هذا اليوم 22 مايو عام 1990 تم إقصاء كل ماهو جنوبي من كوادر وعقول وخبرات وانسان وسلمت الجنوب كغنيمة تقاسمتها "عصابة 7/7" فإقتصادياً سيطر هائل سعيد أنعم والأراضي وعقارات الدولة سيطرت عليها عصابة آل لحمر والزنداني وعصابات حزب الإخوان وعلي عبدالله صالح كبيرهم الذي علمهم السحر والتفاصيل في تقرير باصره وهلال الشهير الذي يوضح كيف استبيحت الجنوب كما أستبيحت بغداد للمغول.

‏هناك الكثير الكثير ويطول المقال لو ذكرتها لكنني أكتفي بهذا القدر واقول أن 22 مايو عام 1990 هو يوم أسود لشعب الجنوب والحديث عنه أمر مستفز جداً ولا حل معه إلا دفنه ونسيانه.

‏عادل المدوري