من الذي يدعم إرهاب الإصلاح في تعز؟
رأي المشهد العربي
مازال يصر حزب الإصلاح الذراع السياسية لتنظيم الإخوان ( فرع اليمن) بركوب موجة الإنجازات العسكرية في تعز من خلال سفك دماء شركاؤه ليصعد على جثثهم لركب المستقبل السياسي في اليمن بعد هزيمة مليشيات الحوثي الانقلابية الأمر الذي يثير التساؤل من يدعم هذا الحزب ولماذا تصمت الحكومة على جرائمه؟
وتشن مليشيا حزب الإصلاح حرباً إرهابية ومباشره على أبناء تعز متسببة في سقوط قتلى وجرحى باستمرار بحجة ملاحقة عناصر مسلحة وتسبب ذلك في معاناة للمواطنين الذين يتعرضون للقتل باستمرار.
وجاءت هذه الاشتباكات على خلفية قيام عناصر حزب الإصلاح المدعومة من ألوية الجيش بنصب كمين لقيادي سلفي الأربعاء الماضي أدى إلى إصابته ومقتل 2 من مرافقيه بجروح.
واستطاع حزب الإصلاح بتحويل دفة القتال مابين المقاومة الشعبية السلفية والحوثيين إلى قتال بين المقاومة ومسلحي حزب الإصلاح وهذا يؤكد حديث الكثير من أبناء تعز أن حزب الإصلاح بالمحافظة يساعد مليشيات الحوثيين على السيطرة على المحافظة.
وبالتدقيق فإن الاشتباكات المتقطعة منذ أيام داخل شوارع مدينة تعز وحتى اللحظة، عبارة عن تمهيد لسيطرة رسمية من حزب الإصلاح الإخواني على تعز بالكامل بعدما استدرجوا جماعة أبو العباس للقتال حتى يثبتوا للحكومة التي يسيطرون عليها أنها تتعامل مع أشخاص خارجين عن القانون.
هذه الانتهازية الإصلاحية مستمرة طوال الوقت من أجل مكاسب شخصية بعدية كل البعد عن الصالح العام للبلاد والعباد، فضلاً عن أنها إساءة للحكومة اليمنية التي تصمت عن إرهاب الإصلاح بتعز.
فقد استطاع حزب الإصلاح الإخواني رسم خطته الشيطانية وتصوير المعركة تحت عناوين كثيرة منها مواجهة في إطار فرض الأمن والقانون، أو أنها صراع على الإيرادات وجباية الأسواق، كما حدث مؤخراً.
وبمتابعة البيان الأول الصادر عن فصيل "أبو العباس"، عقب المواجهات الأولى، أعطى انطباعاً عن دوافعها، حين تحدث عن بلطجة يمارسها شاب يدعى عزوان المخلافي على الباعة في سوق قات، دفعتهم إلى القيام بـ"واجبهم" الذي كان يُفترض أن تقوم به السلطة المحلية في المدينة.
ويتضح أن المخلافي عبارة عن فخ نصبه "حزب الإصلاح" لفصيل "أبو العباس" السلفي، لتقديمه كمليشيا تعمل خارج مؤسسات السلطة المحلية أولاً، وثانياً لتبرير مطالب مصادرة سلاح هذا الفصيل الذي يقلق "الإصلاح" تنامي نفوذه في مدينة تعز بحسب مراقبين.
وإذا ما تمكن "حزب الإصلاح" من إزاحة هذا الفصيل، بواسطة السلطة التي له نفوذ كبير فيها، فستكون تعز ثاني محافظة يسيطر فيها الحزب على المناطق التي لا تخضع لسيطرة مليشيا الحوثي بعد محافظة مأرب.
واتهم الشيخ والداعية السلفي المعروف، محمد بن محمد المهدي، "حزب الإصلاح"، بإثارة الرأي العام على "أبو العباس" والسعي إلى تشويه سمعته، وتجنيد كل من هب ودب ضده، "إلى درجة استعانته ببعض النساء المطالبات بالتغريب والاختلاط ومناهضة الحجاب، للخروج في مظاهرة ضده، بحجة أنه يضيِّق الحريات" حد تعبيره.
وأضاف المهدي، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن الإصلاح سيسعى "لتصنيف أبي العباس وغيره من السلفيين المقاتلين معهم كإرهابيين، ووصف السلفيين السياسيين بالمتطرفين، وهم يهربون بجلودهم كما حصل أيام الجهاد في أفغانستان وكلنا نذكر ذلك" على حد نص تعليقه.
وفي بداية الأزمة في اليمن مع الانقلاب الحوثي على الشرعية كانت تعليمات قيادة الإخوان وحزب الإصلاح لأتباعهم ألا يتصدوا للحوثيين وميليشيات صالح في أماكن تواجدهم، وأن"يدخروا جهدهم لما بعد استتباب الأمور"، بانتظار إلى من ستؤول الغلبة: التمرد أم الشرعية.
ويعكس هذا الأمر مدى انتهازية الإخوان في استباق الأمور وتحين الفرص وركوب صهوة النجاحات قبل اكتمالها من أجل المضي قدما بمخططهم السياسي في تعز التي بدأوا بالفعل مخططهم فيها لبسط سيطرتهم عليها لتصبح المدينة الثانية التي تقع في قبضة الإخوان المسلمين.
وانتقد سياسيون وناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي الصمت الحكومي تجاه التصعيد في تعز من قبل قوات تابعة لإصلاح ضد كتائب أبي العباس قائد الجبهة الشرقية عادل فارع.
وهاجم نائب رئيس المجلس الانتقالي، الشيخ هاني بن بريك، حزب الإصلاح اليمني، مؤكدًا أن هجوم مقاتلي الحزب يأتي لتخفيف الضغط على الحوثيين في الساحل الغربي بحسب قوله.
وقال على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي توتير": على رئاسة الجمهورية أن تتدخل وتوقف عبث حزب الإصلاح في تعز، مشيرًا إلى أنه في حال عدم تحركها لإيقاف القتال، سيكون للأمر تبعات وخيمة، مؤكدًا أن السلفيين الذين خرجوا لنصرة دماج، سيخرجون لنصرة السلفيين في تعز".
ويرى مراقبون أن حزب الإصلاح يحاول إشعال مدينتي مأرب وتعز بالصراع الداخلي مع المقاومة لغرض اسقاطها بيد الحوثيين كأسلوب تهديد يمارسه حزب الإصلاح على التحالف العربي منذ أكثر من 3 سنوات.
وكشفت وقائع تعز أن التصعيد بالمدينة يأتي لغرض ابتزاز التحالف العربي وخلط الأوراق بالتزامن مع اقتراب الأمم المتحدة من تحقيق سلام شامل في اليمن سيكون حزب الإصلاح خارج إطار العملية السياسية القادمة في اليمن.
فيما نقلت تقارير صحفية عن مصادر أن الرئيس هادي وتحت ضغوطات من نائبه الجنرال الإخواني علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح رضخ للتغاضي عما يجري في تعز لغرض السماح لحزب الإصلاح بإنهاء المقاومة السلفية وقتالها والسيطرة على مواقعها، ولكن بشكل غير معلن.
وتعتبر محافظة تعز البوابة الكبرى للمحافظات اليمنية ككل من حيث موقعها الاستراتيجي الذي تتمتع به المدينة من جهة وديمغرافيا من حيث عدد السكان.