ضمن مبادرة «سقيا الإمارات»، دشنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية أمس، مشروع حفر 23 بئراً ارتوازية تعمل بالطاقة الشمسية ومزودة بمحطات تحلية على امتداد الساحل الغربي لليمن تروي ظمأ 58 ألف مواطن يمني، وذلك في المناطق التي تعاني شح المياه وانعدامها، بما يضمن استقرار الأسر اليمنية في موطنها وتلبية احتياجاتها الضرورية للتخفيف من معاناتها جراء الظروف الإنسانية الراهنة نتيجة الأحداث في اليمن، وحرصاً على توفير المياه النظيفة التي تساعد على مكافحة انتشار الكوليرا.
وتستهدف مبادرة «سقيا الإمارات» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» توفير المياه الصالحة لخمسة ملايين شخص في الدول التي تعاني شحاً في هذا المصدر الحيوي.
ويتم تنفيذ مشروع الآبار الارتوازية بشكل متكامل حيث يشمل إلى جانب حفر الآبار توصليها بخط الضخ إضافة إلى تركيب وحدات الضخ وتنفيذ شبكة مياه تصل إلى المواقع المستهدفة بما يسهم في توفير كميات كافية من المياه النقية لسكان المناطق والقرى المستفيدة من المشروع في مديريات الخوخة والتحيتا والدريهمي وبيت الفقيه وزبيد والحسينية.
ويأتي هذا المشروع الحيوي للتخفيف من معاناة طويلة تتجرع تفاصيلها المرة الأسر اليمنية في الساحل الغربي ممن يتكبدون مشقة الحصول على المياه النظيفة، حيث تعطلت شبكات المياه وبعض المضخات جراء استهدافها من قبل ميليشيات الحوثي، والتي نهبت عناصرها معدات الضخ الكهربائية الخاصة بالآبار ما تسبب في معاناة كبيرة للمواطنين.
وتقطع الأسر اليمنية مسافات طويلة يومياً من أجل الحصول على المياه النظيفة خاصة لسد احتياجات الأطفال والنساء وكبار السن الذين لا يستطيعون تأمين متطلباتهم اليومية من المياه النظيفة، فيما يستخدم بعض المواطنين اليمنيين الطرق البدائية في نقل المياه من المناطق البعيدة عبر استخدام الدواب ما يجعلها عرضة للتلوث وتفشي الأمراض حتى أصبح الحصول على الماء الصالح للاستخدام الآدمي كابوساً يهدد حياة الأهالي في مناطق شح المياه بالساحل الغربي لليمن. وجاء تدشين الهلال الأحمر الإماراتي لهذا المشروع الحيوي ليعيد الأمل في الحياة للأسر اليمنية التي تعاني انعدام المياه على امتداد الساحل الغربي الذين يعتبرونه شريان حياة يوفر لهم المياه النظيفة والصالحة للشرب، ويسهم في تحسين حياتهم المعيشية إضافة إلى الأثر الصحي الإيجابي على حياتهم خاصة الأطفال وكبار السن.
وقال وليد القديمي وكيل أول محافظة الحديدة في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات «وام»، إن تدشين مشروع الآبار الارتوازية ضمن مبادرة سقيا الإمارات يعود بالفائدة الكبيرة على المواطنين اليمنيين الذين يعانون شح المياه على امتداد الساحل الغربي من مديرية الخوخة حتى قرية المنظر ويعد هذا المشروع الأول الذي ينفذ على الشريط الساحلي منذ فترة كبيرة ويتوزع على كافة القرى النائية التي تعاني انعدام المياه مما يسهم في التخفيف من حدة الظروف الإنسانية الصعبة التي تواجه الأسر اليمنية. وأشار إلى أن المشروع يتضمن تحديد عدد من المواقع لتوفير المياه للمواشي والأغنام ورعاة الإبل التي تموت عطشا في بعض المواقع وهذا يدل على إنسانية وأهمية هذا المشروع الحيوي إضافة إلى توفير المياه على طول الخط الساحلي للعابرين والممتد إلى محافظة حجة.
من جانبه قال سعيد الكعبي مدير العمليات الإنسانية لدولة الإمارات في اليمن، إن تدشين هذا المشروع الحيوي في 23 منطقة تابعة لـ6 مديريات على امتداد الساحل الغربي لليمن يسهم بشكل كبير في تحسين ظروف الأسر اليمنية القاطنة في هذه المناطق ويعزز قدراتهم لمواجهة التحديات الإنسانية الراهنة، ومنها شح وندرة المياه، والتي تعد التحدي الأكبر الذي يواجه الأهالي.
وأضاف الكعبي أن مشروع حفر آبار المياه الارتوازية على امتداد الساحل الغربي يأتي ضمن اهتمام دولة الإمارات بالمشاريع الخدمية والتنموية التي تلبي الاحتياجات الضرورية للمواطنين اليمنيين والتخفيف من حدة معاناتهم جراء نهب ميليشيات الحوثي الموالية لإيران مضخات المياه، وهدم الآبار الارتوازية لمعاقبة الأسر اليمنية لمجرد رفضها لمشروعهم الانقلابي في اليمن. وقد لقي مشروع حفر الآبار الارتوازية ترحيباً واسعاً من قبل أهالي وسكان المناطق التي تعاني من شح المياه وانعدامها الذين عبروا عن شكرهم وتقديرهم لدولة الإمارات وقيادتها الرشيدة على الجهود الجبارة التي يبذلونها لتنفيذ المشاريع الحيوية والتنموية التي تخفف من معاناتهم وتعينهم على مواجهة الظروف الإنسانية الصعبة التي يمرون بها جراء الحرب التي فرضتها ميليشيات الحوثي الموالية لإيران.