تعرف على سر الوثائقي الذي منعت الدوحة بثه
الاثنين 3 سبتمبر 2018 23:19:59
قطر
لا تزال أصداء تحقيق نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مخطط قطري للتأثير على جماعات ضغط مقربة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب تتردد، خاصة بعد ربطه بأسباب حجب الدوحة لفيلم وثائقي عن اللوبي الإسرائيلي في أميركا كان مقررا بثه على قناة إخبارية شهيرة مملوكة لها.
فبعد أسبوع من تحقيق الصحيفة الأميركية عن محاولة قطر التأثير على الرئيس الأميركي بـ16 مليون دولار، تسربت أجزاء من فيلم وثائقي أنتجته القناة القطرية في عام 2017، ومنعت الدوحة بثه دون أن توضح أي سبب.
ويتضمن الفيلم لقطات صورها محقق سري يُفترض أنه يكشف جماعات الضغط الإسرائيلي في الولايات المتحدة.
وتقول صحيفة "جيروليزم بوست" إن مخطط التأثير على ترامب ووقف بث الوثائقي يسببان إحراجا لقطر، ويظهران أيضا محاولات الدوحة المستميتة لإيجاد تأييد لها في واشنطن بعد اتهامها بدعم وتمويل الإرهاب.
وفي 29 أغسطس الماضي، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا مفاده أن قطر "استهدفت 250 شخصا من المؤثرين المقربين من ترامب لتغيير السياسة الأميركية".
ونشر التقرير بعض الأسماء المألوفة، مثل رجل الأعمال في نيويورك جوي ألهام وشريكه نيك موزين المساعد السابق للسيناتور تيد كروز.
وذكر مقال "وول ستريت" أن "شركات الضغط التابعة لألهام وموزين كسبت ما لا يقل عن 3 ملايين دولار من عملها لصالح قطر".
وكان جزء من استراتيجيتهما هو التوصل إلى أسماء "250 شخصا يعتقدان أنهم يؤثرون على الرئيس دونالد ترامب".
ولجأت قطر إلى هذا المخطط لاستغلال جماعات مقربة من ترامب، بعد مقاطعة السعودية ومصر والإمارات والبحرين لها، في يونيو 2017، بسبب تمويلها الإرهاب، وسعيها لتقويض الاستقرار في المنطقة العربية.
ومن أجل "التأثير على السياسة الأميركية" ولمحاولة إبعاد شبهات الإرهاب عنها أمام ترامب، أنفقت الدوحة 16 مليون دولار.
ومن بين 250 شخصية مؤثرة، كان هناك 24 شخصا ذهبوا في رحلات إلى قطر، بما في ذلك حاكم أركنساس السابق مايك هاكابي، وكذلك المحامي المعروف بتأييده لإسرائيل آلان ديرشوفيتز.
وذكر بعض ممن سافروا إنهم لم يعرفوا سبب هذه الرحلات، بينما قال ديرشوفيتز للصحيفة الأميركية "لو كنت أعرف أن هدفهم مني هو التأثير على الرئيس، لما كنت ذهبت".
وتتمثل أهمية هذه القائمة في كشفها تفاصيل جديدة بشأن جهود الضغط التي تبذلها قطر من أجل تحسين صورتها أمام ترامب، بعد اتهامها باستمرار دعم الإرهاب، وانتهاج سياسة تساهم في زعزعة الأمن والاستقرار، والتقرب من إيران.
وفي العام الماضي، برزت شخصيات يهودية أميركية مؤيدة لإسرائيل في حملة قطر لإصلاح صورتها، لكن لم يكشف عن سبب ذلك من قبل الدوحة أو جماعات الضغط التابعة لها.
ويوم الجمعة الماضي، انتشرت على نطاق واسع لقطات مسربة من فيلم وثائقي لقناة فضائية قطرية عن "اللوبي الإسرائيلي" الذي أُنتج في عام 2017، لكن الدوحة تجاهلت بثه.
وبينما لم توضح قطر أسباب منع بث الفيلم آنذاك، كتب كلايتون سويشر، الذي لعب دورا أساسيا في إخراج الوثائقي للقناة القطرية، مقالة افتتاحية في مجلة "ذا فوروورد"، في مارس الماضي، يتساءل عن سبب عدم إذاعة الوثائقي.
وجاء وقف بث الفيلم في وقت كانت فيه قطر تسعى إلى تحسين صورتها بعد مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لها، بسبب دعمها وتمويلها للجماعات المتشددة.
وفي محاولة من سويشر لتفسير سبب منع الدوحة لبث الفيلم، قال في مقالته: "وفقا للتقارير، سعت قطر لتقديم رؤيتها لأزمتها" مع محيطها العربي، وذلك "من خلال استضافة قادة الفكر، بما في ذلك قادة من الجالية اليهودية الأميركية".
وذكر سويشر في مقالته المحامي ديرشوفيتز، باعتباره "يهودي أميركي تحدث (خلال زيارته للدوحة) عما يعتبره اليهود معاداة للسامية من قبل القناة القطرية في تلك الاجتماعات (في الدوحة)".
وفي أبريل الماضي، أكدت المنظمة الصهيونية الأميركية أنها أقنعت قطر "بعدم بث حلقات فيلم معاد للسامية بشكل عنيف، ويأتي تحت اسم اللوبي اليهودي الأميركي".
ولا ترتبط قصة منع الفيلم بالمخطط القطري للتأثير فحسب، بل تمتد أيضا إلى محاولة الدوحة تجنب الجهود المبذولة في الكونغرس لتسمية القناة القطرية كوكيل أجنبي، بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب.
ففي مارس الماضي، قاد النواب لي زيلدين، وجوش غوتهايمر، وتيد كروز جهودا من الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) للتحقيق في وضع هذه القناة.
وكتب النواب يقولون: "التقارير الأخيرة التي تفيد بأن عملاء هذه الشبكة صوروا المنظمات الأميركية غير الهادفة للربح سرا في واشنطن، تُظهر الحاجة الملحة لإجراء تحقيق لتحديد ما إذا كانت القناة قد نفذت (نشاطات سياسية) في الولايات المتحدة، ويجب أن تسجل نفسها كعميل أجنبي".
وأرسل النواب هذا الخطاب قبل يومين من مقالة سويشر، وقبل أسابيع من تأكيد المنظمة الصهيونية أن قطر أوقفت بث الفيلم الوثائقي.
ويؤكد العديد من هؤلاء المؤثرين أنهم أخبروا قطر بسحب الفيلم الوثائقي، الأمر الذي يثبت أن الدوحة لجأت إلى بعض الأميركيين اليهود المقربين من ترامب، لتحسين صورتها أمامه وإبعاد شبهة دعم الإرهاب عنها.