مشاورات جنيف احتجاجات الشارع تعمّق جراح الشرعية

الأربعاء 5 سبتمبر 2018 00:39:12
مشاورات جنيف احتجاجات الشارع تعمّق جراح الشرعية

صورة من احراق اطارات اثناء فعالية احتجاجية بعدن

المشهد العربي - تقرير خاص

تطلق الأمم المتحدة بعد غد الخميس مشاورات بين الأطراف اليمنية في مسعى لرسم ملامح خارطة طريق سلام قادم ؛ يأمل المجتمع الدولي أن من شأن تطبيق بنودها وضع وزر حرب ممتدة لأكثر من 1200يوم .

 

سقف التفاؤل المنخفض الذي بشّرا به طرفا الصراع في اليمن المتمردون  الحوثيون والحكومة الشرعية يشير الى صعوبة وتشعب ملف الحرب اليمنية الزاحفة تداعياتها باتجاه محيطها الإقليمي والدولي . فمشاورات جنيف لن يتم الدعوة قبلها الى هدنة إنسانية كما أنها لن تتطرق مطلقا إلى قضايا نزع الأسلحة وشكل الدولة ومصير الجنوب .

 

 ملفات التفاوض الثلاثة :

وبحسب المعلومات فإن المشاورات لن تجمع الوفدان  المشاركان  فيها على طاولة واحدة بل سيجري التفاوض معهما كلا على حدة , لبحث 3 ملفات أُعدَ لها المبعوث الأممي سلفا خشية انهيار اللقاء وما يترتب عنه من ديمومة الحرب التي بات المواطن العادي البسيط يدفع كلفتها كاملة ؛ وهذه الملفات ستشمل أولا وضع مدينة الحديدة الذي ستسلم إدارتها المالية لإشراف الأمم المتحدة مع بقاء أجهزة  السلطات المحلية والإدارية والأمنية الحالية دون مساس .على أن تسلم إيرادات ميناء الحديدة الى البنك المركزي في عدن بضمانة أممية .

 

ثانياً  التزام الشرعية بدفع رواتب الموظفين في كافة المحافظات اليمنية بما فيها تلك الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين بآلية سيشرف عليها المجتمع الدولي مقابل التزام الحوثيين بإرسال إيرادات المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم الى البنك المركزي في عدن .

 

فيما يشمل الملف الثالث قضية وآلية تبادل الأسرى وبه ستبدأ مشاورات جنيف غير أن التعقيد الذي من شأنه عرقلة  المشاورات بهذا الشأن تحديدا يتمثل في فقدان عشرات  الأسرى من الحوثيين  بينهم قيادات مشمولة  في قائمة التبادل المقترحة .

 

يتمسك طرفا النزاع الرئيسيان بمطالبهما، فالسلطة الشرعية تدعو إلى الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الذي يعترف بشرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ويطالب الحوثيين بالانسحاب من الأراضي التي سيطروا عليها وتسليم الأسلحة الثقيلة.

 

بينما يطالب الحوثيون بوقف عمليات التحالف قبل الموافقة على إجراءات محددة، وبينها احتمال تسليم إدارة ميناء الحديدة إلى الأمم المتحدة.

 

واقع مختلف :

على الأرض توسعت رقعة الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط الحكومة الشرعية في محافظات الجنوب والتي دخلت يومها الثالث فارضة عصيانا مدنيا شمل اليوم الثلاثاء مدنا رئيسة في محافظة حضرموت بينها المكلا وسيئون وشبام والشحر فيما شهدت مدن الحوطة وحالمين وردفان خروج مسيرات غاضبة تخللها قطع للطرقات من قبل متظاهرين أشعلوا وسطها الإطارات وسدوا منافذها بكتل اسمنتية وجذوع أشجار تسببت في تعطيل حركة السير في تلك المدن بينها عدن .

 

وفي عدن لا زال  الإضراب الشامل يشلّ الحركة في المدينة كليا حيث أغلقت المحلات التجارية والدوائر الحكومية أبوابها وامتنع الموظفون عن مباشرة أعمالهم استجابة لدعوات العصيان المدني المفترض ضد الكومة الشرعية .

 

وبحسب سياسيين فإن  من شأن استمرار الاحتجاجات الشعبية  تعميق  جراح الحكومة الشرعية ووزن وفدها المشارك في  مشاورات جنيف باعتبارها طرفا فاقدا للتمثيل الشعبي ناهيك عن عجزها المطرد في مواجهة الاستحقاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية وتفشي حالة الفساد الضارب جذوره في  أروقة دوائرها داخليّا وخارجياً .

 

ففي مشاورات الكويت التي عقدت عام 2016 م قال الوفد الحوثي بشكل مباشر  لوفد الشرعية :" لا يمكننا الجلوس معكم لأنكم  لا تمثلون أحدا على أرض الواقع وبالتالي فلا يمكنكم تنفيذ ما يمكن التوصل اليه من اتفاقات عملياً .

 

خطأ استراتيجي :

ترتكب الحكومة الشرعية خطأ استراتيجيا فادحا بإصرارها على  استبعاد المجلس الانتقالي الجنوبي ؛ الذي أصدر ليل أمس بيانا شديد اللهجة مختصره "بأننا الأقوى والطرف المسيطر على الأرض شعبيا وعسكريا ونحن في حلّ من تنفيذ نتائج أي اتفاق  قد يتم التوصل اليه في مشاورات جنيف .

 

تطور لافت ربما ستكون له تداعياته الخطيرة الزالقة التي لن يكون بمقدور أحد كبح جماحها أو السيطرة على شررها الذي ربما سيمتد الى ما وراء قصر" معاشيق " بحسب الخبير العسكري والسياسي  "ثابت حسين  .

*تقرير خاص بالمشهد العربي