متظاهرو الجنوب.. احذروا المندسين

الأربعاء 5 سبتمبر 2018 18:02:00
 متظاهرو الجنوب.. احذروا المندسين
خاص

رأي المشهد العربي

دائما ما تنتظر خفافيش الظلام أي حراك من أجل ركوب الموجة من خلال الاندساس فيه وتسيسه، وذلك إما لتحقيق أهداف معينة وفقا لأجندات هذه الخفافيش، أو لتشويه هذا الحراك لسهولة السيطرة عليه.

 ومن عدن انطلق حراك المظاهرات الاحتجاجية وهى صرخة على الوضع المعيشي ليصل صداها إلى جميع محافظات الجنوب بشكل عفوي وهذا ما دفع بعض المندسين إلى الدخول وسط المحتجين من أجل تغيير بوصلة مطالب الاحتجاجات لخدمة أجندات واضحة.

فمن خلال المتابعة لسير الاحتجاجات الاقتصادية بالجنوب لوحظ انتشار فيديو وللأسف نُشر على أحد المواقع التي تحمل اسم عدن، وظهرت فيه هتافات ضد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ودول التحالف، ايضاً تمزيق واحراق بعض الصور.

ومن اللحظة الأولى لانتشار الفيديو يتضح لك أن هناك 3 جهات على الأقل وراء هذا العدد المحدود الذي تظاهر وقت المناداة بهذه الهتافات.

وكانت مظاهرة في منطقة ردفان بمحافظة لحج بالجنوب اليمني تحولت من التنديد بالوضع الاقتصادي المتدهور والمطالبة بإقالة الحكومة إلى تظاهرة منددة بسياسة الملك سلمان دون مبرر منطقي لهذه الهتافات إلا أنها من مندسين.

وفي المساء تم معرفة الجهة الأولى وخاصة عند بث الفيديو على القنوات التي تُمولها قطر وعلى رأسهم الجزيرة، فضلاً عن تناول المنصات الإلكترونية التابعة لقطر للفيديو من زوايا مختلفة من أجل تشويه التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية ومعها دولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن.

ولم تتورع قطر عن طعن التحالف العربي عدة طعنات من الخلف، بدأت بدعم الإخوان المتمثلين في حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة الإرهابي وانتهت بعلاقات حميمة مع الجانب الإيراني العدو اللدود للدول العربية بشكل عام ومجلس التعاون الخليجي بشكل خاص، والداعم الكبير لميليشيات الحوثي الانقلابية في اليمن.

 وبسبب الدور القطري المشبوه في اليمن أنهت قيادة تحالف دعم الشرعية مشاركة قطر في التحالف العام الماضي، بسبب ممارساتها التي تعزز وتدعم التنظيمات الإرهابية في اليمن، ومنها القاعدة وداعش، وتعاملها مع الميليشيات الانقلابية في اليمن، ما يتناقض مع أهداف التحالف التي من أهمها محاربة الإرهاب.

أما الجهة الثانية المندسة بمظاهرات الجنوب كان حزب الإصلاح الإخواني الذي يعمل منذ بداية الحرب ضد توجهات التحالف العربي، وهذا اتضح أيضاً من تناول منصاته الإعلامية لهذه اللقطة التي تم الترتيب لها وتصويرها في "لوكيشن" المظاهرات، وذلك لتخدم على توجهاتهم ضد التحالف والجنوب تحديدا.

ويواصل حزب الإصلاح اليمني، فرع جماعة الإخوان في اليمن، دوره المعطّل لإعادة الشرعية في هذا البلد، وفق أجندة قطرية، تهدف إلى تأخير الحسم، وإثارة الفوضى في المحافظات المحررة.

واستغل الحزب أدواته لتنفيذ الدور الموكل إليه، من بينها استخدام الجماعات الإرهابية لتنفيذ عمليات اغتيالات وتفجيرات، بالإضافة إلى وسائل إعلام تابعة للحزب ومموّلة من قطر، تقوم بالإساءة المتواصلة لدول التحالف العربي التي تقدم تضحيات كبرى بهدف عودة الشرعية لليمن والقضاء على الانقلاب ووقف التمدد الإيراني.

 

تدخل التحالف العربي في اليمن، لإنهاء الانقلاب ومحاربة الجماعات الإرهابية في المحافظات الجنوبية، كشف الكثير من الأوراق والخيوط التي تؤكد تورط جماعة الإخوان بدعم التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلّحة بتمويل من قطر.

وكشفت الانتصارات المتسارعة التي حققتها القوات الأمنية حديثة النشأة بدعم من التحالف العربي هشاشة التنظيمات الإرهابية، وأنها كانت مجرد أداة لبعض الأحزاب السياسية بينها حزب الإصلاح لتنفيذ أجندتها والسيطرة على مناطق النفط والسواحل في جنوب اليمن.

أما الجهة الثالثة المندسة بالمظاهرات وهى أطراف من الحكومة والدولة العميقة والتي ترفض مطالب الجنوب جملة وتفصيلا، فهي أرادت أن توقع الجنوب مع التحالف رغم الترابط الكبير بين الأشقاء في دولتي الإمارات والسعودية وبين أبناء الجنوب الذي وقف منذ اللحظة الأولى كتفا بكتف بجوار التحالف لدحر الإرهاب في اليمن.

فهذه الجهة أرادت أن تزرع الفتنة من خلال مندسين يقودون المظاهرات الاحتجاجية بعبارات تحمل فحواها الفتنة، حتى تستطيع هذه الجهة أن تقمع هذه المظاهرات عندما تريد وبضوء من التحالف، كما تعتقد لكن هيهات هيهات فأبناء الجنوب حريصون كل الحرص على ضبط سير المظاهرات في شكلها السلمي المشروع.

 وإن كنا نتصور أن هذه الجهة الأخيرة أو غيرها ربما تفكر بعد فشلها في تحقيق هدفها الرخيص في مظاهرات ردفان والمكلا أن تقوم بدس أحد عناصرها بسلاح من أجل تحويل مسار المظاهرات السلمي إعلامياً على أنها مظاهرات غير سلمية لتكون ذريعة لها لمحاولة التصدي لها لكن أيضا لن يحدث طالما أن أبناء الجنوب حذرون من المندسين.