محاربة الانتقالي لا تبرر المجاعة وانهيار العملة!!
صالح علي الدويل باراس
- 27 ابريل 94 …يوم غَدَرَ الغادرون
- الانتقالي والدورة 87 للجمعية العامة*
- تحرير قطاع الاتصالات
- ترشيد الخطاب
كنت أقرأ صباح هذا اليوم تهاني الزملاء الصباحية، وكانت ابلغها رسالة من الزميل " أبو جنوب " وهو من شباب المقاومة تعرفه كل جبهات القتال في شبوة واعرف بسالته ومازال صامدا في مربعه :
" رب ضارة نافعة وردود الفعل موجود.. ثابتون مستعدون للتنفيذ اللازم ..لا خوف لا قلق "
قرأت في هذه التهنئة الإصرار الجنوبي في الثبات والاستعداد للقادم ، وأنها قضية لديها حصانة ، فان توانت وضعفت فيها نفسية لسبب ما لسلف ، اخذ الراية منها خلف اشد اصرارا وصلابة ونكاية بالعدو .
لن تهزم شرعية اليمننة هذه القضية ، فالادارة بالمجاعة هي آخر ما في جعبتها وليس بعد التجويع سلاح !!، ولن تهزمها أماني وتخريصات معلقيها ودواشينها وأحزابها ومليشياتها في فضاء العالم الافتراضي!!. لأنها ذاقت من استعلاء اليمننة مرارات كافية لتحصينها ، ماعدا ظهور لم يطهرها الضرب من رجس اليمننة.
فالتخريصات تستوطن وتهزم الهمم والإرادات الفارغة وتحركها كيفما تشاء، ما انهزمت قضيتنا أمام عفاش وجبروته وامنه واعلامه وزنزاناته وعلاقاته ، واستطاعت ان تقمع اجتياح الحوثي وعفاشه وهي شامخة ، حين عوت أصواتهم :
أن لا طاقة لنا به ، ولاذت كبارهم وصغارهم هروبا كالنعام !!.
قضية لها عمقها ، لن يهزمها فساد الفاسدين ، ولا أماني الخائبين في التواصل الاجتماعي ..شبابها وشيبها من جلاميد وصخور هذه الأرض ، ليسوا نكرة أو ادعياء بل لهم بصماتهم بالدم ولهم جذورهم وامتداداتهم وحاضنتهم الشعبية الواسعة .
كم كان استبشار الاشاعات السوداء برفض مندوب الامين العام لمشاركة المجلس الانتقالي ممثلا في مفاوضات جنيف، استبشارا يريدون أن يصرفوا به الناس عن اعتصاماتهم ضد فساد تجويع الشرعية لهم وبؤر فسادها المالي والإداري والعسكري المليشياوي أو يريدون أن يتحول العصيان للعنف ، يريدون به التعمية والضليل عن المآسي والمجاعات المقنعة بالكبرياء في عيون أهلنا في الجنوب والتي اوصلتها الشرعية الخرقاء لهذه الحالة المزرية .لكن لاشيء يستطيعون به تبرير المجاعة أو اخفاءها ولن يستطيعون أن يحملوا مسؤوليتها على أي جهة ، فهم المسؤولون!!
للعلم المرحلة الانتقالية للشرعية هي زمن ومهام فاذا كانت فشلت في تحقيق المهام في الزمن مع التمديد فلا يعني أن التمديد سيكون الى ما لا نهاية بل أوصل البلاد للمجاعة ؛ وهو ما لا يحب سماعه دواشين الشرعية ، لكن بعض هيئات ومفوضيات الأمم المتحدة بدأت تتخلى عن تصنيف الحرب بانها شرعية / انقلاب وبدا تعريف النزاع بأنه " نزاع مسلح غير دولي "!!!! بمعنى أن الشرعية في أحسن الأحوال مليشيا، وان المرجعيات سيتم دفنها ، وأن التنصيب ولى زمانه ، وأن من هو الأرض سيضطر العالم لمفاوضته بعد أن تتلاشى الفقاعات الفارغة، ويعرف كل من يقرا طريقة الامم المتحدة ان من تنكره اليوم تفاوضه غدا .
أما " دواشين" الشرعية فينعقون في فضاء العالم الافتراضي تمجيدا واشادة بحكمة وبعد نظر شرعيتهم الخرقاء التي أوصلت المناطق المحررة ، وكلها في الجنوب العربي ، للمجاعة علها تكسر بها إرادة شعبها!!.. فيذعنون جائعين لليمننة ؛ لكن هيهات !!
رفض مندوب الأمين العام للانتقالي في مفاوضات جنيف لن يكون نهاية التاريخ، فالتاريخ يتشكل على الواقع وليس في اجتماعات جنيف ، وفي التاريخ الحديث عبر وشواهد.
المرحلة ليست بسط أمر واقع في هذه المرحلة الدقيقة، بل تحديد من المسؤول عن الانهيار المالي وانهيار العملة والوصول بالشعب للمجاعة ، والمهم فيها أن لايختار اعداء الانتقالي مربعات معركته ويدفعونه لها دفعا لمصلحتهم، بل يتريث في خطواته ، فالخطوات المدروسة المحسوبة هي التي تغيض اعداؤه لجره إلى العنف والفوضى لتبرير فشلهم وتحميله مسؤولية المجاعة وانهيار العملة ...الخ، الشرعية اوصلت البلاد والعباد للمجاعة وهي التى يجب محاسبتها محليا واقليميا ودوليا ،فالعالم والاقليم أعطاها فبددته بفساد وسفاهة قرارتها ، وأي اجراء عنف ضدهم في هذه المرحلة هو طوق نجاة يتمنونه.
ان جنيف ستتلوه عشرات الجنيفات ، وسيفرض الواقع جنيف الحقيقية.
فالأرض بتتكلم
" جنوب عربي"
والمهم الضحكة الأخيرة