رئيس وفد جنيف من الحكومة الشرعية يكشف سناريوهات غياب مليشا الحوثي ومصير المفاوضات
الجمعة 7 سبتمبر 2018 20:21:29
كشف وزير الخارجية اليمني رئيس وفد الحكومة المفاوض في جنيف، خالد اليماني، أن "حزب الله" اللبناني الإرهابي، ناب عن مليشيات الحوثي الانقلابية في مشاورات سابقة، محذرا من أن إيران تعتدي على بلاده والمنطقة.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها "العين الإخبارية" مع الوزير اليمني في المدينة السويسرية، حيث كان من المفترض أن تبدأ، منذ أمس، الخميس، مشاورات غير رسمية بين وفدي الحكومة اليمنية والانقلابيين الحوثيين، غير أن تخلف وفد المليشيات عن الحضور بسبب خلافات داخلية حول من سيقود الوفد، إضافة إلى حجج أخرى، حال دون بدء المشاورات.
اليماني استشهد في حديثه بما حدث خلال الجولة الثانية من المشاورات، والتي عقدت عام 2015، في مدينة "بيل" السويسرية.
وفي هذا الصدد، قال: "في بيل السويسرية، كان هناك تواجد من قبل قيادات حزب الله تشرف على ما ينبغي لهم (للمليشيات الحوثية) أن يناقشوه، وما لا يناقشونه.
وأضاف أن "إيران منغمسة في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وهي المسؤولة عن إرسال الصواريخ الباليستية، والاعتداءات على الممرات المائية الدولية".
ومتوجها للسلطات في طهران، قال: "نحن لا نرسل من يعتدي على إيران، ولا من يُحرض على الدولة الإيرانية، ولا نمول جماعات تعمل على إسقاط النظام الإيراني".
ومتسائلا: "لماذا تأتي إيران وتعتدي على أمن وسلامة واستقرار اليمن والمنطقة؟ لماذا تقدم طهران كل هذا الدعم لمليشيات الحوثي وحزب الله حتى يثير القلاقل ويختطف الدولة اللبنانية؟".
وتابع: "نحن لا نعتدي على إيران، بل هي من تعتدي علينا، وهناك كثير من التقارير الدولية التي تؤكد أن النظام الإيراني إرهابي ويمارس إرهاب الدولة".
مقاربات الحزمة الكاملة
وفي معرض حديثه عن الإطار الذي تعتمده الحكومة اليمنية في المشاورات، قال اليماني: "جربنا مقاربات الحزمة الكاملة، وأردنا أن نستعرض الإجراءات الأمنية والعسكرية، ثم انتقلنا إلى الإجراءات السياسية".
ومستدركا: "لكن الطرف الانقلابي في (مشاورات) بيل والكويت (2016) رفض الانخراط جادا، حتى أنه في الكويت ترك طاولة المفاوضات، ولم يوقع على الاتفاق الذي كان جاهزا ووقعته الحكومة اليمنية".
وبناء على ما تقدم، أردف: وصلنا والسيد مارتن جريفيث، المبعوث الأممي الخاص لليمن إلى قناعة أنه بعد سنتين من المشاورات، من الأفضل العودة إلى البناء وفقا لسياسة (طوبة طوبة)، موضحا الجزئية الأخيرة: "نبدأ بالتفكير مليا في بناء إجراءات الثقة، فالمعاناة الإنسانية حقيقة ضاغطة على الشعب اليمني، وهناك عشرات الآلاف من السكان يعانون".
وبخصوص آمال الحكومة اليمنية من المشاورات التي لم تبدأ بعد، قال اليماني: "نريد أن ننتهي من هذه المعاناة، وأن نطلق سراح جميع الأسرى والمعتقلين والمختطفين والمخفيين قسرا (لدى الحوثيين)، وجميع هذه المصطلحات وردت في مفهوم التقرير، بمن فيهم الأربعة الواردون في قرار مجلس الأمن رقم 2216".
مستمرون بدعم جهود السلام
وتأكيدا للدعم الكامل الذي تبديه الحكومة اليمنية لجهود السلام، أشار اليماني إلى جلسات العمل المتواصلة التي عقدها وفده.
وتابع: "عقدنا سلسلة اجتماعات مع المبعوث الأممي، و مشاورات مع مجموعة الدول الراعية (19) لعملية السلام في اليمن بحضور مارتن جريفيث، كذلك عقدنا جلسة كاملة لأعضاء فريق المشاورات اليمني وفريق مكتب المبعوث الخاص لليمن".
وعن الخطوات التالية في ظل غياب وفد الميليشيات عن المشاورات حتى الآن، أكد أن حكومته "تتلمس بعض العناصر الأساسية في طريق السلام، وتتحدث عن ما هي البدائل في حال غياب الطرف الانقلابي".
وأعرب اليماني عن استعداد حكومة بلاده "الكامل، بناء على توجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي، والتي أكدها مرارا جريفيث، لأن نستمر في دعم جهود المبعوث الخاص لليمن، لإعطائه المسافة الكافية لجهود السلام".
ومضى قائلا: "سنمنح جريفيث المزيد من الوقت، مع ممارسة المزيد من الضغط على الطرف الانقلابي حتى يأتي لمشاورات جنيف، ونتمنى أن تفلح هذه الضغوط لإقناع الانقلابيين بالحضور".
السلام.. خيار الحكومة
وبتطرقه إلى خيارات حكومة بلاده في ظل المعطيات الراهنة، شدد اليماني على أن هذه الخيارات تتلخص في السلام.
وقال: "سنبقى نمد أيادينا من أجل السلام، حتى وإن لم نتمكن من الحديث حول القضايا الأساسية هنا في جنيف".
وختم حديثه: "سنذهب إلى جولات أخرى عندما يكون الطرف الانقلابي على استعداد، وحين يمارَس الضغط الدولي الكافي من قبل مجلس الأمن والدول الفاعلة في المجتمع الدولي، لإرغام هذا الطرف (المليشيات الإيرانية) على الجلوس إلى طاولة المفاوضات".