العناصر الانقلابية تبيع أسلحتها بأرخص الأثمان
استعدادات مكثفة لبدء عملية بحرية وبرية لتحرير ميناء الحديدة.. وغارات على صنعاء
أحد أفراد المقاومة يشير بعلامة النصر في الحديدة. إي.بي.إيه
أكدت مصادر ميدانية في الساحل الغربي لليمن أن قوات المقاومة المشتركة والتحالف العربي ستبدأ عملية عسكرية بحرية وبرية باتجاه ميناء الحديدة خلال اليومين المقبلين، لاستكمال تحرير المدينة والميناء، في الوقت الذي واصلت فيه قوات المقاومة توغلها في شوارع المدينة.
وواصلت قوات الجيش عملياتها العسكرية في صعدة وحجة والبيضاء، بمساندة كبيرة من مقاتلات التحالف التي استهدفت مواقع عسكرية لميليشيات الحوثي الإيرانية في العاصمة صنعاء، فيما أكد سكان محليون بمدينة الحديدة أن العناصر الانقلابية بدأت تبيع أسلحتها بأرخص الأثمان، والفرار متخفية في زي مدنيين، على وقع تقدم قوات المقاومة في المدينة.
وتفصيلاً، أكدت مصادر عسكرية ميدانية في الحديدة أن العملية العسكرية المرتقبة لقوات المقاومة اليمنية المشتركة والتحالف العربي باتجاه ميناء الحديدة ستكون عبر محورين، بري من الجهة الغربية للمدينة، وبحري عبر شن هجوم وعملية إنزال واسعة للقطع البحرية للتحالف باتجاه الميناء بغطاء جوي لمقاتلات التحالف.
وأشارت المصادر إلى أن هناك تحركات مكثفة لقوات المقاومة والتحالف على طول امتداد الساحل الغربي من الحديدة شمالاً إلى الخوخة جنوباً، وستكون الساعات القليلة المقبلة حاسمة بالنسبة لمعركة تحرير الميناء وما تبقى من المناطق جنوب الحديدة، خصوصاً الجراحي وزبيد وبيت الفقيه.
وتأتي العملية المرتقبة بعد تمكن القوات من قطع وتأمين الخط الرابط بين العاصمة صنعاء والحديدة، التي تعتبر المتنفس الوحيد لميليشيات الحوثي الانقلابية بالنسبة لتهريب السلاح ومواد الإمداد العسكري واللوجستي، كما تمكنت من السيطرة على كيلو7 وكيلو10، وعززت وجودها في كيلو16 لمنع أي محاولات تسلل باتجاه مواقعها التي نصبتها في المنطقة الاستراتيجية.
وفي جبهة الكورنيش، واصلت قوات المقاومة تقدمها باتجاه الحارات الغربية للمدينة، بعد استكمال سيطرتها على جامعة الحديدة، وتقترب من مدينة 7 يوليو وإذاعة الحديدة، فيما تدور معارك عنيفة بين المقاومة التهامية والميليشيات في شارعي موسى وجمال.
وذكرت المصادر أن أبناء تلك المناطق أعلنوا الانتفاضة في وجه الحوثيين، ومساندة المقاومة في تحرير مدينتهم، موضحة أن عناصر ميليشيات الحوثي بدأت تقاتل من أسطح المباني، واعتلت مبنى طب الأسنان جوار سكن الأطباء في هيئة مستشفى الثورة، وتوزع القناصون في غرف الطابق الثالث، فيما فر عدد منهم باتجاه طريق الشام، وشهد شارع الخمسين وجولة الحمادي معارك أخرى.
وأشارت المصادر المحلية إلى أن مساجد الحديدة صدحت بتكبيرات النصر، ما أثار الرعب في نفوس عناصر الميليشيات، خصوصاً أن المعارك توسعت باتجاه مصنع العودي وكيلو 9 وكيلو 12، وباتت الميليشيات في المدينة محاصرة ومقطوعاً عنها الإمدادات إلا من جهة طريق المراوعة والمنصورية المفتوحة، بهدف خروجها، ولكنها استغلتها في تهريب الأسلحة والعتاد والإمداد، ما دفع مقاتلات التحالف إلى استهداف التحركات فيها.
في الأثناء، أكدت مصادر عسكرية قيام عدد من عناصر الميليشيات بتسليم أنفسهم إلى قوات المقاومة في الساحل الغربي، فيما عمدت الميليشيات إلى قصف وتدمير بعض معالم الحديدة، ومنها قوس النصر ومشروع الأبقار (تطوير تهامة)، وفخخت بعض الأماكن بكميات كبيرة من الألغام والمتفجرات.
وفي حجة، واصلت قوات الجيش اليمني تقدمها باتجاه مديرية عبس، عبر عزلة بني حسن التي باتت أجزاء كبيرة منها في أيدي قوات الجيش، وبدأت القوات عملية تطهير واسعة لمفرق الجر في ربوع بني حسن من الألغام والجيوب الصغيرة للميليشيات، التي فر معظم عناصرها.
وشنت مقاتلات التحالف غارات جوية مكثفة وعنيفة، استهدفت معسكر «المعشر» الاستراتيجي بين مديريتي مستبأ وحيران في محافظة حجة، الذي تستخدمه الميليشيات الحوثية معسكراً تدريبياً لعناصرها الذين تزج بهم في جبهتي حرض وحيران، ما خلّف عشرات القتلى والجرحى من منتسبي المعسكر.
وفي جبهة حيران، تمكنت قوات الجيش من السيطرة على تبة الكرس جنوب حرض، وواصلت التقدم شمالاً باتجاه مثلث عاهم، وتمكنت من السيطرة النارية على المثلث والخط الذي يتوجه شرقاً إلى عاهم، ولم يتبق سوى كيلومتر واحد للوصول إلى مدينة حرض من الجهة الشرقية، التي أصبح تحريرها وشيكاً جداً.
وفي صعدة، اقتحمت قوات الجيش الوطني كهوف الميليشيات في محيط مركز مديرية باقم، بعد تنفيذها هجوماً مباغتاً على مواقع الميليشيات، وكبدتهم 12 قتيلاً وعدداً من الجرحى، إضافة إلى تدمير خمس عربات وأسر اثنين من عناصر الميليشيات، وفقاً لمصادر ميدانية. وواصلت قوات الجيش تقدمها في وادي آل بوجبارة في البقع بمديرية كتاف، التي لم يتبق منها سوى 11 كيلومتراً بيد الميليشيات، وبقية المناطق بيد الجيش اليمني.
وفي صنعاء العاصمة، شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مواقع الميليشيات في جنوب العاصمة، استهدفت معسكر النهدين وضبوة و48، ما أدى إلى تدمير كميات كبيرة من الأسلحة التي كانت تعتزم الميليشيات نقلها إلى جبهات القتال المنهارة.
ودفعت الانتصارات الأخيرة للمقاومة في الحديدة ميليشيات الحوثي في العاصمة إلى إجبار عقال الحارات على حشد مقاتلين لدعم جبهة الساحل الغربي، التي تكبدت فيها خسائر فادحة، إلا أن عدداً من عقال الحارات رفضوا طلب الميليشيات، وأبلغوهم أنهم لا يستطيعون إجبار أحد على الانضمام إلى صفوفهم والمشاركة معهم في معاركهم العبثية.
ووفقاً لمصادر محلية، فإن العاصمة تشهد توتراً أمنياً كبيراً بين عناصر الميليشيات وسكان وعقال الحارات الرافضين لطلب الانضمام إلى صفوف الحوثيين، الذين حددت الميليشيات مبنى وزارة الشباب والرياضة الجديد مقراً لاستقبالهم.
وأكدت المصادر أن الانتصارات الساحقة والمتواصلة التي تحققها المقاومة في الساحل، والجيش اليمني في صعدة وحجة، انعكست على الأوضاع في العاصمة صنعاء التي تعيش حالة هلع وقلق غير مسبوق في صفوف الميليشيات، مخافة أن تشجع الانتصارات بالحديدة أبناء صنعاء على الانتفاضة ضدهم، خصوصاً مع اشتعال أسعار السلع الاستهلاكية، نتيجة تكديس قيادات الميليشيات لها في مخازن خاصة، بهدف تمويل جبهاتهم بها ومنعها على سكان المدينة.
وأدت الأوضاع المنهارة في العاصمة إلى بدء جماعة الحوثي الإيرانية بتصفية مشرفيها وقياداتها الرافضة التوجه إلى جبهات القتال، وبدأت بتصفية القيادي الحوثي صالح هاشم السراجي، في شارع خولان جوار محطة شركة الحثيلي للمشتقات النفطية.
وفي تعز، اقتحمت الميليشيات مركز مديرية شرعب الرونة القريبة من جبهات الساحل الغربي، وتمركزت في مرتفعاتها وسط رفض شعبي كبير، فيما عززت الميليشيات وجودها في المديرية بعدد من العربات والمدرعات والآليات العسكرية المختلفة التي نصبتها في جبال المديرية، وفرضت القيادي الحوثي المدعو علي القرشي مشرفاً على المديرية.
في سياق متصل، أكد سكان محليون في مدينة الحديدة على الساحل الغربي لليمن أن عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية بدأت بيع أسلحتها بأرخص الأثمان، والفرار على هيئة مدنيين من الحديدة، على وقع تقدم قوات المقاومة اليمنية المشتركة في المدينة.
وأشار السكان إلى أن عناصر الحوثي باعوا أسلحتهم الآلية (الكلاشينكوف) في مدينة الحديدة بسعر 2000 ريال للآلي الواحد، رغم أن سعرها يراوح ما بين 500 ألف ومليون ريال يمني، وكانت تلك العناصر في حالة خوف وهلع حتى لا يكتشف أمرها من قبل المقاومة التهامية.
أبرز 7 نتائج لتحرير الكيلو 16
1. قطع خط الإمداد الرابط بين صنعاء والحديدة وتعز.
2. منع الميليشيات من نقل المقاتلين إلى الحديدة.
3. منع إمداد عناصر الحوثيين في صنعاء بالأسلحة والعتاد المهرَّب عبر الميناء.
4. تسهيل توغل المقاومة نحو قلب الحديدة للالتقاء مع القوات المتقدمة بمحاذاة الساحل.
5. منع أي تعزيزات قادمة للميليشيات، مع مواصلة العمليات العسكرية جنوباً.
6. تخفيف الضغط العسكري عن مديريات الجنوب وعموم خط الساحل التهامي.
7. الانكسارات العسكرية ستنعكس نفسياً على الميليشيات وستؤدي إلى ارتباكها وتفتتها.