حزب الإصلاح الإخواني يخوض صراعا مريرا لإحكام سيطرته على محافظة تعز.
العرب اللندنية: إخوان اليمن يوجهون سلاح الدولة إلى صدور مسؤوليها
لا استقرار في تعز إلا بمنع تسرب الولاءات الحزبية إلى صفوف القوات المسلحة
جماعة الإخوان المسلمين تستفيد من عملية دمج عناصرها بشكل عشوائي ضمن الجيش اليمني لتوطيد نفوذها في محافظة تعز واتخاذها موطئ قدم لتأمين دور لها في مستقبل البلد، مدفوعة بتحريض قطر لها وبالدعم المالي والإعلامي الذي تستمدّه من الدوحة.
تشهد محافظة تعز بجنوب غرب اليمن، تصاعدا ملحوظا في عمليات ترهيب توصف بالممنهجة وتنسب لعناصر تابعة لجماعة الإخوان وتستهدف خصوم الجماعة ومعارضيها، بمن في ذلك بعض المسؤولين التابعين للجهاز الحكومي.
وأدانت كل من السلطة المحلية واللجنة الأمنية في المحافظة في اجتماعين استثنائيين لهما برئاسة المحافظ أمين محمود، حادثة الاعتداء التي تعرضت لها الحماية الخاصة بالمحافظ من قبل عناصر عسكرية مسلحة تابعة لجماعة الإخوان.
وطالب بيان صادر عن السلطة المحلية، الاثنين، الرئيس اليمني بالتدخل العاجل لوضع حد لمثل هذه الممارسات “حفاظا على ما تحقق من نجاحات باتجاه إعادة بسط سلطة الدولة في تعز”.
ووصف البيان الحادثة بأنها “اعتداء صارخ على مشروعية الدولة ومؤسساتها بما يمثله محافظ المحافظة من رمزية للشرعية”، إضافة إلى كونها “تمثل سابقة خطيرة في تعامل القيادات العسكرية مع السلطة المحلية ومؤشرا واضحا لوجود خلل في فهم المؤسسة العسكرية لطبيعة مهامها وحدود وظائفها”.
ووجهت اللجنة الأمنية في تعز بتشكيل لجنة تحقيق مع المتسببين بهذا الاعتداء وإحالتهم إلى الجهات المختصة، وجددت قرارها “بمنع تواجد أي قوات عسكرية داخل المدينة، وسحب القوات التابعة لأي وحدة عسكرية من أحياء الجمهوري والمجلية والجحملية وتسليم هذه الأحياء لقوات الأجهزة الأمنية والشرطة العسكرية وأفراد حماية المحافظ”.
وجاءت هذه التداعيات وفقا لمصادر محلية في محافظة تعز عقب مطالبة المحافظ أمين محمود في رسالة نشرتها وسائل الإعلام اليمنية، قيادات عسكرية بارزة في تعز محسوبة على حزب الإصلاح بالكشف عن مصير المليارات المقدمة من التحالف العربي والحكومة الشرعية ورجال أعمال وكانت مخصصة لعملية استكمال تحرير تعز وعلاج الجرحى.
ويخوض حزب الإصلاح صراعا مريرا بحسب مراقبين لإحكام سيطرته على محافظة تعز من خلال قادة عسكريين وأمنيين موالين له، شرعوا في إزاحة الفصائل العسكرية غير الموالية للجماعة، بالتزامن مع إطلاق حملة إعلامية ضد محافظ المحافظة والمطالبة بتغييره.
وفي تصريح لـ”العرب” حول خلفيات الحادث الذي استهدف المحافظ أمين محمود مساء الاثنين، قال الصحافي اليمني فخر العزب في اتصال هاتفي من تعز إن التصعيد الأخير الذي قام به القطاع السادس في اللواء 22 ميكا من خلال تمرده على قرارات السلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة وقيام مجاميعه المسلحة بمحاصرة الحراسة المكلفة بسكن المحافظ في منطقة المجلية وإطلاق الرصاص عليهم، يؤكد وقوف قوى سياسية وراء هذه الأعمال بهدف تأجيج الفوضى وإعاقة جهود المحافظ في استعادة المؤسسات وتفعيلها.
واعتبر العزب أن هذه القوى التي “تتحرك وفق أجندة تنظيم دولي معروف لا تعيش إلا على اصطناع الخصوم وإثارة القلاقل وممارسة الابتزاز السياسي بهدف السيطرة وإقصاء الآخر”.
وعن التداعيات المحتملة لهذه الحادثة وما سبقها من أعمال تستهدف تقويض السلطة المحلية، أضاف العزب أنّ “التصعيد الأخير ستكون له تداعياته الخطيرة على جهود السلطة المحلية في تعز، ووجود ميليشيات حزبية ترتدي الملابس العسكرية في تعز يؤكد على ضرورة إعادة النظر في عملية دمج المقاومة في الجيش وما صاحبها من اختلالات أفرزت جيشا يوالي الجماعة ويأتمر بأوامرها ويتمرد على الدولة ومؤسساتها”.
ويصف سكان تعز محافظتهم بأنّها تدفع ثمن موقعها الاستراتيجي الذي جعلها موضع أطماع الحوثيين الذين حاولوا الاستيلاء عليها لاتخاذها منصّة لتهديد مضيق باب المندب، من جهة، وأطماع الإخوان المسلمين الذين يحاولون التشبّث بموطئ قدم فيها لتأمين دور لهم في مستقبل اليمن، مدفوعين بالدعم القطري السخي لهم ماليا وإعلاميا لتوطيد نفوذهم بالمحافظة.