تحليل: بين معين وبن مبارك
بين معين وبن مبارك
ثابت صالح*
لم يكن إسم الدكتور أحمد عوض بن مبارك ضمن الأسماء المتداول ذكرها في التسريبات التي عادة ما تسبق كل تعيين حكومي مهم لشغل منصب رئيس الحكومة بدلا من الدكتور معين عبدالملك الذي كانت اقالته تحصيل حاصل واستجابة لضغوط شعب الجنوب ومجلسه الانتقالي.
شخصيا كنت في تقديراتي ارجح أن يكون المرشح لشغل هذا المنصب هو أحد اثنين من الحضارم بحاح أو وزير المالية سالم بن بريك، والاخير كان الأوفر حظا وقبولا خاصة بعد تعيين الأول سفيرا في القاهرة بدلا عن الدكتور محمد مارم الذي ظل في هذا المنصب حوالي ثماني سنوات.
الدكتور أحمد عوض بن مبارك ليس مرشح الانتقالي ولا مرشح الإخوان - كما يشيع البعض- أحد من الاطراف المحلية...لكن المؤكد أنه كان المرشح التوافقي في مرحلة أشبه بلحظة توافق أحزاب صنعاء على ترشيح نائب الرئيس حينها عبدربه منصور هادي ليحل محل الرئيس المطاح فيه علي عبدالله صالح.
الإطاحة بمعين عبدالملك من رئاسة الحكومة كان في الأساس مطلبا جنوبيا وقد تحقق فعلا بشق الأنفس بعد ممانعة ومماطلة شمالية وخارجية.
لكن المطلب الأهم كان أو يجب أن يكون محاسبة معين وإخضاع الوزراء للمسائلة الشفافة عن فساد وفشل هذه الحكومة حتى تكون عبرة لمن يأتي بعدها، وأن يشمل التغيير ايضا الوزراء الأكثر فشلا وفسادا...وإن تكون الحكومة في الأساس جنوبية الهوى والهوية بمشاركة وزراء من المديريات المحررة في الشمال حسب نسبة المساحة.
وعلى الرغم من التكتم الذي شاب ردود أفعال الاطراف الفاعلة وخاصة الانتقالي باستثناء خبر وكالة سبا الحكومية عن اجتماع مرئي لمجلس القيادة شارك فيه خمسة من أعضاء المجلس هم العليمي وعيدروس والمحرمي ومجلي والعليمي ٢ ...مع ذلك مازال الناس وخاصة الجنوبيون ينتظرون توضيحا من الناطق الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي من ناحية، وبرنامجا واضحا وعملا ملموسا من رئيس الحكومة الجديد يحدد فيه الموقف من قضية الجنوب وإنهاء حرب الخدمات من ناحية أخرى.
ويبقى سؤال آخر مهم عن ماهية هذه الحكومة؟
حكومة وفاق وطني؟ حكومة حرب؟ حكومة تكنوقراط؟ حكومة تصريف أعمال؟
لا شي من هذا أبدا.
أنها ويجب أن تكون حكومة خدمات، وهذا الميدان يا حميدان.
* باحث ومحلل سياسي وعسكري