النشاط الأممي باليمن.. ظاهره رحمة وفي باطنه العذاب
رأي المشهد العربي
تتعمد الأمم المتحدة من خلال لجانها الدولية المعنية بحقوق الإنسان والصليب الأحمر الانحراف عن مسارها الخدمي الذي يسعى للنهوض بالمواطن في أماكن اندلاع الحروب، ويظهر ذلك جليا في اليمن منذ الانقلاب الحوثي على الشرعية في سبتمبر 2014.
المتابع الجيد للأوضاع في اليمن، سيعرف مدى انحراف المنظمات الأممية عن دورها، بعد تزايد انتهاكات حقوق الإنسان من قبل الحوثيين، فدور الأمم المتحدة والصليب الأحمر هو تهدئة الأوضاع في أماكن الحروب وليست الوقوف والاكتفاء بدور المتفرج.
وتكتفي المنظمات الأممية بإصدار بيانات الشجب والإدانة للأوضاع الكارثية في اليمن دون تفعيل دورها على أرض الواقع، علما بأن تلك المنظمات تتواجد في اليمن وتمتلك مقرات خاصة بها وتتجاهل توجيه على الأقل إدانة لجرائم مليشيا الحوثي الانقلابية التي تسعى إلى تدمير اليمن من خلال قتل الأبرياء من المدنيين والأطفال.
تواجد المنظمات الأممية في اليمن بشكل صوري دون عمل فعلي على أرض الواقع يزيد من معاناة اليمنيين الذين يواجهون الإرهاب الحوثي بمفردهم، وتعمل تلك المنظمات من زيادة آلام المواطنين من خلال مساعدة الحوثيين بأشكال كثيرة والتي كان آخرها إنشاء جسر جوي لنقل جرحى المليشيا من عناصر حزب الله والإيرانيين.
وخرج علينا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة في اليمن، مارك لوك، في جلسة لمجلس الأمن، بالقول: إن المجاعة هزمتنا في اليمن، لقد وجدنا حالات يلجأ فيها السكان إلى أكل أوراق الشجر والطوابير أمام محطات الوقود تطول إلى كيلومترات، دون التطرق إلى إخفاق منظمته التي لا تتواجد على أرض الواقع ولم تتوصل لحل لوقف الحرب الدائرة رحاها منذ 4 سنوات.
تقارير إعلامية استنكرت دور الأمم المتحدة في اليمن والتي من صميم إنشاؤها توفير وسائل حماية حقوق الإنسان من أي انتهاكات والحد من أوجاع المواطنين في مناطق الحروب، لكن الأوضاع في اليمن تتفاقم يومًا بعد يوم، دون وجود أي رادع أو ضوابط للحد منها وهذا مؤشر واضح على إخفاق وفشل الأمم المتحدة في القيام بواجباتها ومهامها في البلاد.
وفشلت الأمم المتحدة ومنظماتها الإغاثية بشكل واضح في اليمن، وتسببت في تدهور الوضع الإنساني وتفاقمه وضياع وتبديد الإمكانيات الدولية المخصصة لتقديم الإغاثة والمساعدات للمنكوبين في العالم والذي يؤدي إلى موت الآلاف من البشر جوعاً، وحرمان الملايين من المستحقين لها من حقهم القانوني.
الكاتب الصحفي والسياسي اليمني، محمود الطاهر، أكد أن إخفاق الأمم المتحدة ومنظماتها في إدارة ملف المساعدات والإغاثة الإنسانية باليمن، يعود لفساد وفشل آليات إدارة تلك المنظمات وعجزها عن تقييم وتوفيق أوضاعها على الشكل الذي جاءت من أجله.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "المشهد العربي"، أن المنظمات الفاشلة العامل في اليمن بدلا من إعادة ترتيب أولوياتها وآليات إدارتها لمساعدة اليمنيين، تسعى لمساعدة الحوثيين القتلة بشكل مباشر وغير مباشر من خلال اجتماعات لنقل جرحى المليشيا الانقلابية دون النظر للدمار الذي حل باليمن ومواطنيه جراء التعسف الحوثي ورفضه لإتمام عملية السلام.
وقال: إن الأمم المتحدة ومنظماتها عجزت في إدارة ملف الإغاثة وبشكل فادح ما حرم الملايين من حقهم، لافتا إلى أنه من الخطأ استمرار الأمم المتحدة في إدارة ملف الاغاثة بالآلية الحالية الفاشلة ويجب تجاوز الإخفاق والفشل من خلال توظف جميع الإمكانيات المحلية لتخفيض الإهدار وتضييع مخصصات الإغاثة دون جدوى.
وتساءل: لماذا تتواجد المنظمات الأممية في اليمن؟.. هل من أجل تحسين صورتها أم لتعمق الجرح اليمني؟.. موضحا فبدلاً من الآلية الفاشلة التي تنتهجها تلك المنظمات عليها بالعمل على أرض الواقع أما الرحيل عن اليمن حتى يعلم العالم أجمع أن الأمم المتحدة ومنظماتها فشلت في أن تداوي جراح المواطنين الأبرياء في اليمن.
وطالب، بالاعتماد الحصري على منظمات المجتمع المدني التي دورها تكميلي للدور الرسمي للمنظمات الأممية والمساعدات الداخلية، وأن تكون منظمات المجتمع المدني كرقيب على أداء وعمل المنظمات الأممية والاهتمام بملف الإغاثة الإنسانية بشرط توفير شروط النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد والرقابة والحياد التام وعدم التمييز والاستثناء على هذا الملف.
وأوضح أنه بإمكان منظمات المجتمع المدني أن تلعب دورا محوريا في ملف الإغاثة الإنسانية بجانب الرقابة المباشرة على منظمات الأمم المتحدة من خلال، استقبال الشكاوى والبلاغات وإصدار تقارير دورية عن طبيعة المنظمات وتقييم دورها سواء بالفشل أو بالنجاح، والعمل بعيداً عن الإيدلوجيات السياسية والاعتبارات التي ترعاها الأمم المتحدة وتتعاطف مع الحوثيين على حساب الشعب اليمني.