تركيا تبيع لقطر تاريخها العثماني على ضفاف البوسفور
شهدت العملةالمحالية التركية انهيارا كبيرا وتدهور الاقتصاد التركي، ما زاد الاتجاه نحو بيع الفيلات التاريخية على ضفاف مضيق البوسفور الشهير في مدينة إسطنبول، والذي راح نصيب الأسد منها إلى القطريين.
وبحسب تقرير نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" التركية، فإن هذه الفيلات تنتشر على ضفتي البوسفور في الطرفين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول، وتمتلك طلة على المضيق لا مثيل لها.
وذكر التقرير أن بعضًا من هذه البنايات تحمل قيمة تاريخية كبيرة تمتد من فترة الحكم العثماني، مشيرًا إلى أنها تنتظر أصحابها الجدد.
وأوضح أن ضفتي البوسفور تكتظ بما يقرب من 600 فيلا، منها 366 تعتبر أثارًا تاريخية، لافتًا إلى أن 60 فيلا منها لها قيمة تاريخية وتنتظر حاليًا ملاكها الجدد.
وذكر التقرير أن القيمة التاريخية للبناء، وامتداد رصيفه على البوسفور، عنصران يشكلان أهمية كبيرة في تحديد سعره، هذا إلى جانب مدى ارتفاع سقفه.
وأوضح أن أكثر هذه الفيلات قيمة موجودة بمنطقتي "ببك"، و"يني كوي" بالجانب الأوروبي من إسطنبول، وبمناطق "فانيكوي"، و"قنديللي"، و"أناضولي حصار" بالجانب الآسيوي من المدينة.
وذكر أن أسعار الفيلات التي تنتظر البيع تتراوح بين 4.5 مليون دولار إلى 95 مليون دولار، نقلًا عن الخبيرة العقارية التركية، سِنَم آيقجان يلماز.
وقالت يلماز في حديث لها إن الفترة الأخيرة شهدت إقبالًا كبيرًا على شراء هذه الفيلات؛ لا سيما من قبل القطريين.
وعن سبب ذلك أضافت قائلة "لدى الأجانب فكرة مفادها أن الدولار ارتفع بشكل جعل أموالهم تحقق مبالغ كبيرة بالليرة التركية، فكما تعلمون هذه العقارات تباع بالليرة، وليس الدولار. وبالتالي يرون أنه بقليل من الدولارات يمكنهم تملك بنايات وعقارات جيدة".
وأوضحت أنه "لما ارتفع الدولار حدث انخفاض في شراء الفيلات غير متوقع، لكن حينما صدر قانون يمنع التعامل بالدولار في بيع العقارات، بتنا لا نطلب عملة صعبة، وبات التعامل كله بالليرة".
وأوضحت أن "فيلتين مهمتين للغاية بيعتا من قبل لاثنين من القطريين، واحدة في منطقة (صاري ير)، والأخرى في (يني كوي)".
وحذرت يلماز الجهات المعنية من التقاعس عن مراجعة أوراق العقارات المعروضة للبيع من هذا النوع، وكذلك المشترين الجدد، مضيفة "إذا كان للعقار قيمة تاريخية فعلى المعنيين أن يمنعوا بيعه بهذا الشكل".
تجدر الإشارة إلى أن الفيلات والقصور المطلة على البوسفور، بنيت قبل قرون من الخشب والحجارة، وكانت في سابق العصور مقصدا لأفراد الأسرة الحاكمة والعلماء والبيروقراطيين والأطباء والحكماء، ما أضفى عليها قيمة تاريخية كبيرة.