هجوم الأحواز.. اتهامات إيرانية عشوائية وتخبط في الروايات
بدت إيران متخبطة بشكل كبير، وهي توزع صكوك الاتهام على دول عربية وأخرى غربية على خلفية الهجوم، الذي وقع في الأحواز، الأمر الذي وضعها في موقف ضعيف ومحرج.
ولا تزال طهران تصدر أزماتها وتوجه الاتهامات هنا وهناك، حيث أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية أن من وصفتهم بانفصاليين، نفذوا الهجوم بدعم من دول عربية.
واستنكرت السعودية الاتهامات الإيرانية الباطلة، مؤكدة على سياستها الواضحة في عدم التدخل بشؤون الدول الأخرى، ورفضها التام لأي تدخل في شؤونها الداخلية.
كما رفضت الإمارات اتهامات طهران، وأكدت أن التحريض الإيراني يأتي في سياق محاولات النظام الإيراني التنفيس محليا.
الاتهامات الإيرانية لم تكد توفر أي جهة، مع تغيير متواصل في هوية الطرف المستهدف، حيث تم اتهام الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف خلف الهجوم، وهو ما نفته واشنطن على الفور، قائلة إن السلطات الإيرانية هي من تتحمل الخطأ، وإن الهجوم وقع، بسبب ما يعانيه الشعب الإيراني من القمع.
ويشهد الموقف الرسمي الإيراني كذلك تخبطا عشوائيا، فرواية وزارة الاستخبارات تتحدث عن 5 مهاجمين وتكذب رواية الحرس الثوري التي قالت إن 4 مسلحين هم من شنوا الهجوم.
وتحكم هذه التناقضات دائما التحركات والمواقف الإيرانية، وتثير تساؤلات وشكوكا بشأن طبيعة هذا الهجوم وتوقيته والجهة التي تقف وراءه والمستفيد منه.
وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن الهجوم، الذي وقع في مدينة الأحواز مركز الإقليم الذي يحمل الاسم نفسه، أدى إلى سقوط 29 قتيلا معظمهم من الحرس الثوري، فضلا عن إصابة نحو 60 آخرين.
وقال المتحدث باسم حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، يعقوب حر التستري، إن منظمة المقاومة الوطنية الأحوازية، التي تضم عددا من الفصائل المسلحة، وتنضوي حركته تحت لوائها هي المسؤولة عن الهجوم.
وأعاد الهجوم تسليط الضوء على الاضطهاد الذي يتعرض له العرب في إيران، منذ إقدام الشاه محمد رضا بهلوي على احتلال دولة عربستان أو ما يعرفُ بـ"إمارة المحمرة" سنة 1925، وصولا إلى تصاعد قمعهم مع وصول نظام الملالي إلى السلطة عام 1979.
ويعيش الأحواز أوضاعا صعبة بسبب سياسات التمييز ضدهم من قبل النظام الإيراني، إضافة إلى التهميش الاقتصادي والاجتماعي، رغم أن غالبية الثروة النفطية تأتي من الإقليم.