تليجراف: الحوثيون يكثفون اضطهاد المدنيين بصنعاء المذعورة (ترجمة خاصة)
الثلاثاء 2 أكتوبر 2018 19:29:30
ترجمة خاصة بـ"المشهد العربي"
"حرص مقاتلو المليشيات الحوثية على عصب عيني هشام العميسي قبل أن يضربونه بالسلاسل المعدنية في قبو السجن".
"كل بضعة أيام كانوا يجرونه من زنزانة السجن ويعلقونه من معصميه المكبلين بالأغلال في السقف، لكنهم كانوا دائمًا حريصين على التأكد من أنه لا يستطيع رؤيتهم".
هكذا استهلت صحيفة (تليجراف) البريطانية تقريرًا بعنوان "مليشيات الحوثي تكثف الاضطهاد في صنعاء المذعورة"، يتناول اعتقال الحوثيين الناشط السياسي هشام العميسي لمجرد اعتراضه على عمليات الفساد المنظم والوحشية التي يمارسونها في المناطق التي تقبع تحت سيطرتهم.
وقال الناشط السياسي اليمني: "لم أرَ وجوه الذين كانوا يعذبونني، لكني أدركت أصواتهم، لن أنسى أصواتهم أبدًا".
وذكرت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني وترجمه (المشهد العربي) – أن الحوثيين يكثفون ممارسات القمع والاضطهاد ضد السكان المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في العاصمة اليمنية صنعاء، بقدر ما يخسرون أرضًا في ساحة المعركة أو يختلفون مع حلفائهم السابقين.
ووفقًا لمنظمات حقوق الإنسان، يستعمل عملاء المليشيات الحوثية أساليب ابتزاز، حيث يعتقلون الناس ويطلبون الأموال من عائلاتهم من أجل إطلاق سراحهم، وفي خضم المجاعة المنتشرة في اليمن، لا تستطيع العديد من العائلات شراء الطعام، ناهيك عن دفع فدية كبيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن النشطاء السياسيين أمثال العميسي يتعرضون للاعتقال والتعذيب لمجرد الاعتراض على ممارسات المليشيات الحوثية المدعومة من إيران التي تخوض حربًا استنزافية طاحنة مستمرة منذ ثلاث سنوات ضد الحكومة اليمنية وحلفائها.
وكان هشام العميسي، البالغ من العمر 39 عامًا، قد تلقى مكالمة في 14 أغسطس 2017 تفيد بتعرض شقيقه للإصابة في حادث سيارة، إلا أنه عندما وصل إلى مسرح الحدث في شارع حدة في صنعاء، كانت مجموعة مسلحة من الحوثيين بانتظاره لاعتقاله.
واحتجز الحوثيون العميسي قيد الأسر لمدة خمسة أشهر في زنزانة صغيرة تحت الأرض، واتهموه بأنه جاسوس لصالح الولايات المتحدة الأمريكية ومؤيد للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لدعم الحكومة الشرعية في اليمن، وكانوا لا يُخرِجونه من الزنزانة إلا للضرب والاستجواب.
وقال العميسي: "شعرت أنهم كانوا يدفنوننا أحياء، أنت تصرخ وتصرخ ولا أحد يسمع، ثم تبدأ في التحدث إلى نفسك ويجن جنونك".
وأُطلق سراح العميسي في يناير الماضي عقب حملة دولية واسعة النطاق دعت لتأمين حريته، وحاول الحوثيون وضعه تحت الإقامة الجبرية، إلا أنه فر من العاصمة في سيارة مختبئًا تحت سجادة عند قدمي زوجته وابنيه، وأمضت العائلة يومًا مروعًا في المرور عبر نقاط التفتيش الحوثية للوصول من صنعاء إلى عدن، ومن ثم الفرار إلى القاهرة.
وأصدرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان حول العالم هذا الأسبوع تقريرًا مفصلًا عن نمط واسع الانتشار في اليمن يتعلق بأخذ المليشيات الحوثية الرهائن واستخدام المعتقلين لابتزاز الأموال من أقاربهم أو لمبادلتهم.
وألمحت الصحيفة إلى أن الحوثيين حاولوا الحصول على مليون دولار (769000 جنيه إسترليني) في سبيل إطلاق سراح العميسي، إلا أنهم كانوا مستعدين للضغط على العائلات الأكثر فقرًا من أجل الحصول على مبالغ زهيدة، فقد تم احتجاز طبيب وتعذيبه لمدة 15 شهرًا قبل أن تتمكن عائلته من دفع حوالي 9000 جنيه إسترليني.
ونوَّهت الصحيفة بأن العائلات المحظوظة تدفع وتعيد أحباءها، إلا أنه في بعض الحالات، يأخذ عملاء الحوثي المال ثم يرفضون تسليم رهائنهم.