تحليل: بون شاسع بين النقد والاستهداف
بون شاسع بين النقد والاستهداف
ثابت حسين صالح*
من الطبيعي أن تتباين، بل وتتناقض وتتصارع أحيانا أراء الجنوبيين حول إدارة وقيادة الانتقالي لبوصلة النضال الجنوبي خلال هذه المرحلة المعقدة التي يتداخل فيها ماهو محلي مع ماهو خارجي اقليميا ودوليا.
وتزداد هذه التباينات ازاء تعامل المجلس مع الأزمات المستفحلة والمستحدثة في ملفات الخدمات على وجه الخصوص وكذلك ما يتم افتعاله ونسج خيوطه بامعان وحبكة مطابخ الحرب النفسية والإعلامية باستغلال خبيث للفضاء الواسع الذي وفرته وسائل التواصل الاجتماعي...لمحاولات متكررة لتشتيت جهود ووعي الجنوبيين وتثبيط عزائمهم وأحيانا لاشغالهم بمعارك جانبية ثبت خلال السنوات الماضية بطلان العشرات و المئات منها، وأنها كانت مجرد تسريبات واشاعات وفقاعات مسمومة هدفها التشويه والتشويش.
ومع ذلك لا بد من التنبه إلى عوامل أخرى استغلتها المطابخ الإعلامية ومطابخ الحرب النفسية المعادية منها:
1- التفوق بالامكانات والوسائل والخبرات وبقاء سيطرتها على المال العام ووسائل الإعلام الحكومية والحزبية.
2- ضعف الإعلام الجنوبي لأسباب موضوعية تتصل بشحة ومحدودية الإمكانات المالية والتقنية، وباسباب ذاتية مردها إلى القدرات والكفاءات، وأحيانا أخرى تعود إلى ضعف مستويات التنسيق والتنظيم والتركيز للجهود والامكانات بالاتجاهات الأساسية.
لذلك ما زال الانتقالي بحاجة ملحة وماسة إلى رفع مستوى الأداء الإعلامي وبفعالية أكبر والانتقال من حالة "إعلام الذات" والموسمي إلى الإعلام العام الوطني القادر على المنافسة والحضور القوي والدائم والمتابع اليقظ والمتسلح بالإحساس الإعلامي المحارب وسط شراسة وضخامة الخصوم.
3- ما زال الوعي السياسي والاحساس الأمني والإعلامي والبعد الاستراتيجي لدى عامة الناس متواضعا ومحدودا، بحيث رأينا بكل أسف انسياق الكثير وراء نشر وترويج بل وتصديق ما تنشره وتسربه المطابخ المعادية...كما رأينا بكل اسف أيضا "من سلبيات الثقافة الاجتماعية والسياسية في الجنوب استعداد الناس لتقسيم انفسهم إلى نحن وهم". حسب تعبير الاستاذ الدكتور محمود السالمي.
*باحث ومحلل سياسي وعسكري