تحليل: قراءة في بيان مجلس الأمن الدولي

الأربعاء 24 ديسمبر 2025 16:57:00
تحليل: قراءة في بيان مجلس الأمن الدولي

قراءة في بيان مجلس الأمن الدولي

ثابت حسين صالح*

أولا: يمكن القول بالمجمل أن بيان مجلس الأمن الدولي عن تطورات الأوضاع في "اليمن" الصادر يوم أمس الموافق 23 ديسمبر 2025، قد خيب آمال خصوم شعب الجنوب الذين ظلوا منذ حرب 1994 مصرين على استراتيجية "إما نحكم الجنوب وإما ندعم تنظيمي القاعدة وداعش"، ومؤخرا ومنذ 2015 "إما نحكم الجنوب وإما ننضم للحوثيين ضد الجنوب وضد التحالف العربي وضد أمن واستقرار المنطقة والعالم".

توقع هؤلاء الذين يمثلون في حقيقة الأمر مصالح اليمن العسقبلي والثيوقراطي، توقعوا أن تصدر عن مجلس الأمن الدولي إدانة قوية وشديدة اللهجة لتحرير القوات الجنوبية لوادي حضرموت من عصابات الحوثي والإخونج...فخاب أملهم أن أعضاء مجلس الأمن يدركون ويقدرون الدوافع والإجراءات التي قادها المجلس الانتقالي الجنوبي، سواء كان لجهة استكمال تحرير الجنوب أم لجهة الاستعداد لدعم مقاومة تحرير الشمال من مليشيات الحوثي الإرهابية -إن وجدت إرادة سياسية ومصداقية لدى الجناح اليمني في "الشرعية"-.

ثانيا تأكيد مجلس الأمن على دعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة "المعترف بها دوليا" فيها إشارة ضمنية إلى تأييد الجنوب الذي لديه نصف أعضاء مجلس القيادة والحكومة ومؤيدون آخرون حتى من اليمن "الشمالي".

ثالثا: اقصى ما طالب به البيان هو "خفض التصعيد" وهو تعبير دارج في السياسة الدولية ويعني تخفيف حدة التوتر أو الصراع بين دولتين أو أكثر، ومنع انتقال الخلاف من مستوى محدود (سياسي أو إعلامي) إلى مستوى أخطر مثل المواجهة العسكرية أو الحرب الشاملة.

وهو ما ينسجم تماما مع التطورات الأخيرة في الجنوب.

بمعنى آخر يؤكد مجلس الأمن على :

• الحد من العمليات العسكرية أو التحركات التي تزيد من العنف.
• إعادة تركيز الجهود على الحل السياسي والدبلوماسي.
• تجنب خطوات تزيد من مخاطر النزاع الإقليمي.

رابعا: أما تأكيد البيان على "استقرار ووحدة اليمن"، فهي عبارة روتينية فضفاضة تتكرر في كل قرارات وبيان المجلس منذ سنوات طويلة، وهي العبارة الروتينية التي ظل المجلس يكررها حول أوضاع السودان الذي دعم فيما بعد انفصال جنوبه، وكذلك الحال مع إثيوبيا وارتيريا...وهذه العبارة يكررها المجلس حتى مع دول أخرى مثل قطر والبحرين واوكرانيا.

حتى الولايات المتحدة التي تعترف بالصين الواحدة تدعم تايوان.

خامسا: خلاصة الأمر أن مجلس الأمن الدولي أصبح يتفهم بشكل أكثر ويستوعب حقيقة وطبيعة وجوهر الصراع في اليمن بين مشروعين لا ثالث لهما، ويتعاطى بإيجابية مع مطالب شعب الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، بل ويدعم التحركات الأمنية والشعبية الجنوبية التي تساهم ضمنا في القضاء على التهديدات التي تشكلها جماعات الإرهابية سواء الحوثيين أو داعش والقاعدة على الأمن الاقليمي والدولي.

*باحث ومحلل سياسي وعسكري

الدراسات والتحليل

الخميس 11 ديسمبر 2025 20:40:00
الأحد 7 ديسمبر 2025 21:11:49