فرض الامر الواقع !!
صالح علي الدويل باراس
- 27 ابريل 94 …يوم غَدَرَ الغادرون
- الانتقالي والدورة 87 للجمعية العامة*
- تحرير قطاع الاتصالات
- ترشيد الخطاب
✅ الأكرم والاشرف والانبل لمشروع الاستقلال أن ينهزم وهو واقف يقاتل ، وان لا ينهزم بتأثير مؤامرات ودسائس الغرف المغلقة ، وضعف نخب جنوبية خائرة ، تدعي عدالة قضية الجنوب ويهمها حل قضية الشمال .
✅ لاخيار امام مشروع الاستقلال من فرض امر واقع جنوبا، مهما كانت النتائج قاسية ومؤلمة ، فاالامر الواقع الذي مفروض على القضية الجنوبية ليس واقع توقعات مدروسة عقلانية ابتداء بمخرجات الحوار التي فرضت حلولا غير واقعية ومرفوضة في الجنوب ولم ترضي أطماع الشمال، فانتهى بالانقلاب عليها ، ثم حربا شمالية بقضها وقضيضها لفرض امر واقع جنوبا ، مرورا بمقاومة جنوبية انتخت لأن لها قضية وطنية ، ومقاومة شمالية غير فاعلة في نتائجها ظلت ساكنة جامدة تهتم لحفلات الأعراس في جبهاتها أكثر من كسر من يدعونه انقلابا ، مقاومة تؤمن نخبها بأنه من العبث والسفه تحرير الأرض من أهلها!!! ، وان الحرب " رزق" رزقهم الله به وسخره لهم .
✅ لا حرج في الجنوب أكثر حرجا من المجاعة والقتل بالجوع الذي ظل ركنا اساسيا من اركان سياسة الحكومة في الجنوب بعد التحرير ، فلا مؤسسات تخدم المجتمع إلا مؤسسات تخدم الفساد واركانه وازلامه ، لم يتبق شي من الدولة يمكن أن نقول أن سببه الأمر الواقع المطلوب فرضه جنوبا !!
✅ ان محاربة الشرعية لأي حامل سواء نخبوي أو نضالي يتسع للنخب لتقوم بدورها، هو من أوجد بشكل رئيس الهوة بين الأمم المتحدة ومندوبيها وبين القضية الجنوبية العادلة ، وهي التي فرضت قيودا ورفضا بجنوبيتها لم يفرضه عفاش بشماليته ، حتى وهي تكتوي سياسيا وعسكريا مهزومة بالأمر الواقع الذي فرضته عليها النخب الشمالية بعنوانها الطائفي!!.
✅ لم يكن غريفيث إستثناء في علاقته بالمجلس الانتقالي وبسياسة الأمر الواقع من جانب واحد التي فرضتها النخب الشمالية في الجنوب مقابل تراخي وضعف وعدمية النخب الجنوبية منذ 1994م ، فالرجل جاء وحدد مسار مهمته التفاوضية بأنها التعامل مع الأمر الواقع كما هو وسمعوه كلهم بلا استثناء ، ما يعني أن المرجعيات في حكم الميت وجلد الميت حرام ، ولم يحرك فيهم أدنى نخوة سياسية ، لذا فقد كانت الهوة بينه وبين الحوثيين ضيقة فهم أمر واقع ، أما في الجنوب فإن الهوة بينه وبين المجلس الانتقالي واسعة كما تراها نخب جنوبية ويرجع ذلك للشرعية ايضا التي كانت العامل العائق لأي أمر واقع جنوبا، فهي تفتقر في الشمال إلى أي أمر واقع يضعها طرف رئيسي وحيد ، فلجات لمداراة خيبتها بالتعذيب جنوبا تعذيب دمر كل المؤسسات والإدارات ، علها تكسر إرادة مشروع الاستقلال بكسر شعبيته بالتجويع، ورهانها بأن نخب الجنوب للأسف في أغلبها هلامية غير واضحة المعالم في توجهها إزاء الجنوب كقضية تحرير وطني بعكس النخب الشمالية التي تتفق كلها على احتلال الجنوب تحت اية مسميات سياسية أو حزبية أو طائفية سلما أو حربا، والتي تدعم كلها الحوثي ليس لانقلابيته على مصالحها اما الصالح فسيضعون لها حلولا فيما بينهم؛ بل ؛ يدعمونه لأنه فرض أمرا واقعا أنهى مخرجات الحوار التي تسعى كل النخب والأحزاب الشمالية للقضاء عليها وفرض خارطة طريق لمعالجة الحرب تنهي إلى الأبد تلك المخرجات وتشرعن احتلال الجنوب بواسطة شرعية راسها جنوبي عبر قرارات واتفاقات أممية .
✅ أما آن الأوان لنخب جنوبية أن تشتعل وتتقد في ضمائرها وهج من رجولة سياسية تتساوى والوهج الذي ينطلق من جماهيرها سلما ومقاومة ؟
✅ لعلنا يوما ما نراه أو على الأقل يتركون الخور والمهانة السياسية التي يتمرغون فيها .