ماذا يعني انضمام مصر لاتفاقية الاتحاد الأوراسي؟
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمام أعضاء مجلس الاتحاد الأوراسي، “قوة العلاقات” التي طالما جمعت مصر وروسيا، وذلك بمناسبة مرور 75 عامًا على العلاقات بين البلدين خلال مباحثات لضم مصر لاتفاقية الاتحاد نهاية العام الجاري.
ويعد “الاتحاد الأوراسي” تحالفًا اقتصاديًا، هدفه إنشاء منطقة تجارة حرة بين البلاد الخمسة المشتركة في عضويته، على غرار الاتحاد الأوروبي، ويضم دول روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقرغيزستان.
جولة مفاوضات
وأعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، اليوم الثلاثاء، أنّ بلاده بصدد عقد جولة مفاوضات مع الاتحاد الأوراسي لإنشاء منطقة تجارة حرة بين مصر ودول الاتحاد.
ولفت راضي، في تصريحات صحفية، إلى أنّ الجانب الاقتصادي من أهم الملفات المطروحة على طاولة النقاش في زيارة السيسي إلى روسيا؛ بسبب حجم الاستثمارات الروسية الضخمة في مصر وفي مقدمتها المنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس، ومحطة الضبعة النووية، وتصنيع عربات القطارات بالتعاون بين البلدين.
وأوضح أن السيسي التقى رئيس المفوضية الاقتصادية للاتحاد الأوراسي الذي يعتبر تكتلًا اقتصاديًا في غاية الأهمية، مشيرًا إلى أن مصر بصدد عقد دورة مفاوضات مع الاتحاد لإنشاء منطقة تجارة حرة بين مصر ودول الاتحاد.
ويؤكد خبراء في الشأن الروسي أن مصر تسعى منذ فترة طويلة للانضمام لاتفاقية التجارة الحرة مع دول الاتحاد، ويرجع ذلك لوجود تجارة في عدة نواحي بين مصر وروسيا ودول الاتحاد.
نقلة لمصر
ويرى نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية في مصر، مختار الغباشي، أن انضمام مصر لاتفاقية دول الاتحاد الأوراسي بمثابة نقلة لمصر، حيث بلغ الناتج المحلي الإجمالي لهذه الدول 2.2 تريليون دولار في العام 2014.
وقال الغباشي، في تصريحات خاصة لـ”إرم نيوز”، إن مصر تسعى للاستفادة في المقام الأول من التجارة البينية بين تلك الدول وفتح مجالات للتسويق، مشيرًا إلى أن مطالبة مصر بالانضمام قد ترى قبولًا أو تحفظًا، ولكن مع سير مصر في طريق صحيح مع روسيا فقد يتم ذلك.
على الجانب الآخر، أكد الخبير الاقتصادي المصري، رشاد عبده، أن وجود مصر إلى جانب الخمس دول أعضاء الاتحاد في اتفاقية التجارة الحرة يعني فتح أذرع أسواق تلك الدول لمصر.
تغطية احتياجات مصر دون جمارك
وأوضح عبده، في تصريحات خاصة لـ”إرم نيوز”، أن من أهم امتيازات الاتفاقية هو إمكانية حصول مصر على ما تشاء من سلع تغطي احتياجتها دون جمارك، مع وجود فرصة لزيادة صادراتها لها.
وأردف أنه بمجرد توقيع مصر على الشراكة مع الاتحاد سيتواجد مستثمرون لدراسة السوق المصرية لمعرفة كيفية الاستفادة منها، حيث بلغت قيمة التجارة الخارجية للاتحاد مع دول العالم الثالث 877.6 مليار دولار في العام 2014 بما يمثل 3.7 في المئة من صادرات العالم، و2.3 في المئة من واردات العالم.
وعد سابق وطفرة استثمارية
ورجح عبده أن يكون السيسي قد حصل على وعد سابق أو ضوء أخضر من الاتحاد يؤكد قبول الانضمام، وإلا لم يكن ليعلن عن ذلك خلال زيارته لروسيا.
ويسهم هذا الاتفاق في إحداث نقلة نوعية في مستوى العلاقات التجارية والاستثمارية المشتركة بين مصر ودول الاتحاد، حيث من المخطط أن تشهد العلاقات التجارية طفرة كبيرة لتقفز من 3.5 مليار دولار حاليًا إلى 15.7 مليار دولار عقب إبرام الاتفاقية، وفقًا لوزارة التجارة.
*إرم نيوز